رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء السابق: هناك قوى إقليمية تسعى لنشر الفوضى

فيتو


أكد اللواء على حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، ومساعد وزير الدفاع، أن منطقتي شمال وجنوب سيناء لم تشهدا تنمية منذ العصر الفرعوني، حيث كانتا مجرد منطقتين لحماية الحدود المصرية الشرقية، واستحدثت الحكومة منظور التنمية في سيناء بعد استرداد مصر طابا في 1989. 

وأوضح حفظي في حوار مع فيتو أن مناطق رفح والشيخ زويد إبان فترة توليه منصب محافظ شمال سيناء في التسعينات، كانت المناطق الأكثر هدوءا ورخاءًا، لولا الأنفاق التي حفرت وحولت المنطقة إلى مستنقع للإرهاب والتوتر، وإلى نص الحوار..


كيف تقرأ لمشهد الحالي في شمال سيناء ؟
المشهد في سيناء لم يتغير منذ سنوات حتى الآن، والسبب في ذلك يعود إلى أن الأهداف التي تضمرها القوى الإقليمية والغربية، وتحديدا إسرائيل مازالت قائمة، نحن مازلنا مستهدفين والخطة التي وضعوها لإحداث الفوضى في مصر، لتخل بموقعها دوليا وإقليميا مازالت متواجدة لديهم، وإذا لم ينجحوا في هدف يعيدوا ترتيب الأمور من جديد.

ما المعوقات التي تواجه عملية التنمية في شمال سيناء؟
نحن نعمل تحت ضغط، والأطراف التي ذكرتها "شغالة" علينا حرب نفسية وإرهاب وعنف وافتعال الأزمات أو ما يعرف بـ"الخنق الاقتصادي". إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما تريد 50 كم من سيناء لتوطين سكان قطاع غزة، وحل مشكلة الضفة الغربية عن طريق الأردن، وتنعم هي بأرض فلسطين، إذن هم يضغطون علينا لترديد عبارة "سيناء غير مستقرة"، إسرائيل هي العائق الأساسي الذي يحول دون تنمية شمال سيناء، لذلك عملوا على إجهاض "المشروع القومي لتنمية سيناء"، الذي أطلقته حكومة الجنزوري في نهاية التسعينات وقت كنت محافظا لشمال سيناء.

حدثنا عن تفاصيل هذا المشروع، ولماذا توقف بتولي عاطف عبيد رئاسة الحكومة؟
هذا المشروع عمل على إدخال الكهرباء لمناطق كثيرة بالمحافظة، وإنشاء شبكة السكة الحديد، وإدخال مياه النيل لترعة السلام. فجأة مع بداية الألفية الحديثة وترك كمال الجنزورى الحكومة، اختلف الوضع، بدأنا نرى في أرض سيناء أمورا لم نعهدها من قبل، عمليات تفجيرات متتالية مثل التي حدثت في شرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع، وخاصة في المناسبات القومية، عندما وجدوا أن خطة التنمية تفعلت وتجذب المستثمرين، وإحجام الأهالي الذين اشتركوا في هذه الخطة التنموية، مما جعل رجال الأعمال يبتعدون عن الاستثمار في تلك المنطقة الملتهبة.


وماذا بعد أحداث جنوب سيناء في مطلع الألفية الحديثة ؟
حماس سيطرت على قطاع غزة 2007، ظهر معها الأنفاق لتهريب كل ماهو غير شرعي ليساعد على عدم الاستقرار، ثم اجتاحوا الحدود ووصلوا إلى العريش، كل هذه الأطراف تسعى إلى زعزعة الاستقرار في سيناء، لأن مصر تريد تنمية سيناء وهم يريدونها خرابا.


إذا حدثت التنمية، كيف سيكون الموقف الغربي والإسرائيلي؟
الغرب يريدون التنمية لكن تحت أعينهم وإشرافهم، التي تخدم مصالحهم فقط، فهم يريدون أن يشاركوا في كل خطوة.

ولكننا مهما فعلوا وخططوا سنعمر بلدنا، هذه الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل مواطن مصري، كلما شعروا أننا أقوياء وصامدون كلما تعزز لديهم فكرة تغيير الحسابات،

هل إهمال شمال سيناء يعود لما بعد حرب أكتوبر 1973 ؟
سيناء منذ 6000 سنة "العصر الفرعوني"، لم يكن الهدف في سيناء هو التنمية، سيناء تمثل الأرض التي تحمي مصر من أطماع القادمين من الشرق، سيناء في منظور مصر الإستراتيجي أنها منطقة للتنمية، هي فقط منطقة للدفاع عن مصر، تغيب عنها كل أنواع التنمية، ولكن بعد انتصار أكتوبر وتم توقيع اتفاقية السلام بدأنا نفكر في تنمية هذا الجزء، بدأ المنظور يتغير، تحديدا عام 1989 عندما استعدنا "طابا"، والذي عطلنا كان استمرار المفاوضات فكيف أنمي والمفاوضات مازالت قائمة في المحافل الدولية، بعدها تم وضع خطة "المشروع القومي لتنمية سيناء" وكان هدفه كيف نخدم في الأساس أهل سيناء الذين تضرروا من الحرب، وبالفعل وضعنا خططا وانتهت الخطة الأولى في نهاية النسعينات، ولكن كما ذكرت لم تكتمل، ومن المفترض أن تكتمل هذا العام 2017، وتنجزه الحكومة الحالية.


بالحديث عن أهل سيناء.. كيف تبدو طبيعة سكان شمال سيناء خاصة رفح والشيخ زويد؟
سكان هذه المناطق رعويون في المقام الأول، ومتعلقون أيضا بالزراعة، لذلك أكثر منطقة استقرارًا في كل مراكز شمال سيناء الست، كانت رفح والشيخ زويد، وهما المنطقتان الملتهبتان في الأيام الحالية، لأن هذه المنطقة هي أكثر مناطق شمال سيناء سقوطًا للأمطار، فوجد أهالي سيناء اهتماماتهم الزراعية متوافرة، بدأ الإنتاج الزراعي كله يخرج من تلك المنطقة، كنا نصدر حتى للصعيد، فكان الأهالي مهتمين بالزراعة.


ولكن لطبيعة المنطقة الجبلية، سهل الأمر على المخربين في حفر الأنفاق الواصلة لقطاع غزة، فقلبت الأمور رأسا على عقب، حولت الاستقرار إلى توتر أنا سميتها "ينابيع الشر"، هي معوق أساسي لعملية التنمية لا قتل خطورة عن الإرهاب بل هي الرحم الذي لفظه.


بم تنصح الحكومة الحالية، خاصة بعد إعلان وزير الإسكان تخصيص نحو 5 مليار جنيه لإعمار شمال وجنوب سيناء.. وما هي نقاط البدء التي يجب أن نطلق منها عملية التنمية.. وكيف نواجه الإرهاب بها؟
هي منظومة تسمى التنمية الشاملة لا يصح أن نقسمها، وإن من الضروري البدء بالتنمية البشرية، لأنهم السلاح الأقوى في مواجهة الإرهاب، ولابد أيضا من إشراك أهل سيناء في التنمية، لا ينتظروا أن تنجز لهم الدولة مشروعاتهم وحدها، ليشعروا أن لهم دور فيها، وحتى نواجه الإرهاب عن طريق شعار لابد أن نرفعه "يد تبني ويد تحمل السلاح"، بمعنى أننا نقضي على الإرهاب بالعمليات العسكرية وفي نفس الوقت نبني ونعمر، فبدلا من انطلاق التنمية في كل المجالات في وقت واحد، سيتم اتخاذ خطوات ممهدة، حتى لا يتم استقطاب أبناء سيناء معهم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
Advertisements
الجريدة الرسمية