رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا تفعل مهندسة «الفوضى الخلاقة» في السعودية تزامنا مع أزمة القدس؟

رايس ومحمد بن سلمان
رايس ومحمد بن سلمان

اسمها ووجهها «إيقونة شر» أينما حطت قدمها انتشر الخراب والدمار والحروب والثورات، هكذا يري العرب والعجم كونداليزا رايس وزيرة الخارجية، ومستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة، لأسباب عدة، أبرزها أنها كانت مهندسة دبلوماسية الحروب في أفغانستان والعراق في عهد الجمهوري جورج بوش الابن، ثانيا، لأنها صاحبة نظرية "الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط".


اعتراف التدمير

السيدة رايس التي خدعت العرب من خلال تبريرها للحربين «أفغانستان والعراق» بالحديث عن تحويلهما جنتين للديمقراطية وحقوق الإنسان والرخاء الاقتصادي، اعترفت في محاضرة لها ألقتها في مايو الماضي بمعهد بروكينج الأمريكي "أن الولايات المتحدة لم تذهب إلى غزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 من أجل تحقيق الديمقراطية، بل للإطاحة بحركة طالبان التي وفرت ملاذا آمنا لتنظيم "القاعدة"، وحكم الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، الذي ظنت واشنطن أنه كان يمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل.

كوندوليزا رايس أوضحت لصحيفة «واشنطن بوست» عام 2005 كيفية انتقال الدول العربية والإسلامية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، معلنة أنّ الولايات المتحدة ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلّاقة في الشرق الأوسط، في سبيل إشاعة الديمقراطية- الفوضى الخلاقة" نظرية ترى أن وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة-.

زيارة السعودية

بعد غياب ظهرت "رايس" اليوم في العاصمة السعودية الرياض، حيث التقت اليوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء ذلك بعد لقائها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتناول لقاء «رايس» و«بن سلمان» عددًا من المسائل ذات الاهتمام المشترك، وحضر اللقاء مستشار الأمن الوطني محمد الغفيلي، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، حسب القليل المعلن عن اللقاء على وكالة الأنباء الرسمية السعودية «واس».

اللافت في زيارة مهندسة «الفوضى الخلاقة» إلى المملكة العربية السعودية، أنها تزامنت مع انفجار أزمة القدس المحتلة، وما يثار حولها بشأن نية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نقل سفارة واشنطن لدى تل أبيب إلى القدس المحتلة، لترسيخ مبدأ القدس عاصمة للدولة اليهودية المزعومة.

صفقة أبو ديس

زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد بوش، جاءت بعد يوم من مزاعم تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت فيه عن فحوى اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس عباس، الشهر الماضي في الرياض، والذي بحث ما بات يعرف إعلاميًا بـ «صفقة القرن» لتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي.

وبحسب ما نشرته الصحيفة نقلًا عن مصادر وصفتها بأنها مطّلعة على تفاصيل اللقاء، فإن السعودية عرضت «خطة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية «أبو ديس» المجاورة لمدينة القدس المحتلة، لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلًا من القدس».

وبموجب الخطة المزعومة، سيحصل الفلسطينيون على دولة خاصة بهم على أجزاء في الضفة الغربية وليس كلها، دون تواصل جغرافي، وبسيادة محدودة على تلك المناطق، مع بقاء غالبية المستوطنات الإسرائيلية، ودون الحصول على شرقي القدس عاصمة لهم، ولن يكون هناك حق لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وفقًا للصحيفة.

مقترح الرياض بحسب مزاعم الصحيفة، رافقه العديد من المزايا والمشاريع الاقتصادية والوعود بتحسين أوضاع السلطة المالية، ورفع الحصار عن غزة، وتوفير الأموال للموظفين، وسد ديون السلطة الخارجية جميعها، في مقابل ذلك تم تهديد عباس بالإقالة من منصبه حال رفض الخطة.

وادعت «الصحيفة» أن الرياض علمت برفض عباس لمقترح «أبو ديس» عبر جهات خاصة، وأبلغت واشنطن بذلك، وهو ما دفع بالأخيرة إلى اتخاذ خطوات عقابية ضد السلطة، وشملت عدم منح الترخيص لاستمرار عمل مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإعادة الحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، وآخر تهديد كان باعتراف الإدارة الأمريكية رسميًا بأن "القدس عاصمة لدولة إسرائيل".

نفي فلسطيني

وسارعت الرئاسة الفلسطينية، أمس، بنفي تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» المتحدث عن عرض من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للرئيس عباس، بقيام دولة فلسطينية بدون أن تكون القدس عاصمة لها.
ذكرت وكالة «معا»، أن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، نفى صحة هذه الأخبار التي تحدثت عن عرض الأمير محمد بن سلمان، للرئيس محمود عباس، بقيام دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها.


الجريدة الرسمية