رئيس التحرير
عصام كامل

«كوم الأشمونين» حكاية الغلابة والقرارات التعسفية في المنيا (صور)

فيتو

"التل الترابي" أو كما يطلقون عليه "الكوم"، ارتفاعه يزيد عن 5 أدوار سكنية، سكنه الأهالي منذ عشرات السنوات عندما ضاق بهم الحال.. منازل بالطوب اللبن وأسقف من جريد وعروق النخيل.. وشروخ ظاهرة تهدد حياتهم.


رغم المعاناة، التي يعيشها الأهالي بالمنطقة في قرية الأشمونين التابعة لمركز ملوي بالمنيا، وبدلا من أن يتدخل مسئول لتوفير سكن بديل تقرر طرد هؤلاء الأهالي البالغ تَعدادهم أكثر من 700 شخص، بحجة أنها منطقة تابعة للآثار، وتم استدعاء عدد من أهالي المنطقة إلى نقطة شرطة الأشمونين لإبلاغهم بإخلاء منازلهم دون توفير أي أماكن بديلة.

فيتو التقت هؤلا الأهالي في منطقة بدت صعبة في صعودها، والتقت "ر ا"، 30 عاما، عامل، لديه 3 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، يسكن في غرفة واحدة، يفترش كل ليلة الأرض الرطبة للخلود للنوم هو وزوجته وأبناؤه، وداخل الغرفة بشيء أشبه بالدولاب بدون أي أبواب لحفظ ملابسهم بداخله، حياة معدومة يعيشها ابن الثلاثين.. ويقول: "لم أستطع تفهم تلك القرارات الدالة على تعسف مجلس مدينة ملوي، ومسئولي الآثار، فكيف لى أن أترك منزلي دون أن يتم توفير أي مكان آخر.. لو هموت تحت تراب التل مش هسيب المكان".

وتابع: حاولت مرارا وتَكرارا الحصول على وظيفة أو عمل ثابت دون جدوى، وأصبحت عاملا أرزقي " يوم في و10 مافيش" وأسكن أعلى "الكوم"، الذي يهددنا بالانهيار في أي لحظة ممنوع عنا الصرف الصحى حتى لا يختل وزن التل الترابي، قدمت في برنامج "تكافل وكرامة" بس الغلابة ملهمش نصيب واللى عنده 10 أفدنة صرف أموال المشروع في ظل وجود مدير الشئون الذي لم يراع حق الغلابة في القرية.

ووسط أزقة التل تجلس "سيدة" المرأة الخمسينية، تعيش تحت عروق النخيل، في منزل مشيد بالطين، تعول نفسها بعد وفاة زوجها، دخلها شهريا 400 جنيه فقط بينما تشتري أدوية بـ200 جنيه، بعد أن أصابها شلل اضطرها أن تجلس 17 عاما في مكانها.

ففي محاولة لتوسيع منازل أهالي الكوم لجأ بعض الأهالي لعمل ممرات بين منازلهم التي لا تتعدى 40 مترا وبين منازلهم الجديدة التي لا تتعدى أيضا 20 مترا وخاصة عندما يبنون منازل أمامها، فتجد أثناء تجولك في أزقة هذا "الكوم" ممر علوى يربط بين منزلين أمام بعضهما مبنيا بجذوع النخل، وتجد الحياة البدائية متمسكات بها نساء "الكوم" رغمًا عنهن والممثلة في "المنقاد"، "والبابور"، واستخدام "قش القصب" في طهي الطعام.
الجريدة الرسمية