رئيس التحرير
عصام كامل

برقيات العزاء.. وصمت العالم المريب!


ماذا تفيد الاتصالات وبرقيات العزاء وعبارات الإدانة التي تنهال على مصر، تشاطرنا الأحزان بعد كل حادثة إرهابية مؤلمة، بينما يمضي كلٌ في طريقه غير عابئ بأن مصر وحدها تدفع ثمن الإرهاب نيابةً عن العالم كله.. هل يكفي التعاطف بكلمات الرثاء لاقتلاع جذور هذا الإرهاب الذي بات يهدد الدنيا بأسرها.. ولماذا يصمت العالم الحر على جرائم الدول المارقة الداعمة والراعية والمحرضة والممولة للإرهاب.. ألا تستطيع الدول الكبرى توجيه ضربة قاصمة لهذه الدول الإرهابية وهي معروفة بالاسم.. حتى تكف عن صناعة هذه "الآفة القذرة" التي تهدد الحرث والنسل.. إلى متى يستمر هذا التعاطف اللفظي الأجوف..


حتى إن البعض يعطينا من طرف اللسان حلاوة ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب.. يبكي على ضحايانا بينما خناجره مغروسة في خاصرتنا.. لماذا تمتنع دول تملك معلومات حقيقية بشأن تنظيمات الإرهاب وتحركاتها عن إمداد مصر بما يجنبها الوقوع في براثن الإرهابيين القتلة.. لماذا الصمت عن فضح الدول المتورطة في صناعة داعش وأخواته الخارجين من رحم وإيديولوجية جماعة الإخوان الإرهابية؟ لماذا لا يوقع مجلس الأمن عقوبات رادعة ضد هذه الدول حتى تجف منابع هذا المرض الخبيث؟

إن ما تعرضت له مصر في بئر العبد كان صدمة مروعة للجميع فكيف يقتل مسلم أخاه المسلم وهو يصلي الجمعة في المسجد؟ ما ذنب هؤلاء الأبرياء(شيوخًا وأطفالًا وشبابًا).. إن أعدى أعداء الإسلام إذا أرادوا تشويهه بهذه الصورة لا يمكنهم أن يفعلوا مثل ذلك بأفضل مما فعله هؤلاء المنتسبون إليه زورًا وبهتانًا؟!

لقد فُرض على مصر خوض معارك كثيرة بعد 25 يناير.. أكثرها شراسة حربها مع الإرهاب اللعين الذي لم تسلم منه دولة.. لكن جريمة بئر العبد غير مسبوقة لا كمًا ولا نوعًا، إن لم تكن هي الأكثر ضراوةً وشرسة في حوادث الإرهاب على مستوى العالم كله.
الجريدة الرسمية