رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رسل العلمانية.. «4»


العلمانيون المصريون يهوون الشَّغب الثقافي، ويحترفون التفلُّتَ الأخلاقي، يتصنّعون البطولاتِ الزائفةَ، لم يُنتجوا للإنسانيةِ شيئًا مذكورًا، بلْ عبثًا ولغوًا وسُخفًا ومُجونًا، ولا يشغلهم دومًا سوى وضعِ الإسلامِ في قفصِ الاتهامِ، والزعمِ بأنَّهُ يرفضُ الحضارةَ، ويكرهُ العلمَ، وينفرُ منْ المدنيةِ. وللردِّ على هذه الفريِّةِ، أحيلُكم إلى كتابِ "تكوينُ العقلِ العربىِّ"، لمؤلفِهِ الدكتور "محمد عابد الجابرى" الذي كتبَ: "وإنَّه لممَّا له دلالةٌ خاصةٌ في هذا الصددِ أنْ تخلوَ الحضارةُ العربيةُ الإسلاميةُ مما يشبهُ تلكَ الملاحقاتِ والمحاكماتِ التي تعرّضَ لها العلماءُ، علماءُ الفلكِ والطبيعياتِ، في أوروبا بسببِ آرائِهم العلميةِ، ويكفي التذكيرُ بما تعرضتْ له مؤلفاتُ "كبلر" منْ بترٍ ومنعٍ منْ قبلِ لاهوتيي عصرِه، بسببِ تأييدِه نظريةَ "كوبرنيك" الفلكيةِ المبنيةِ على القولِ بثباتِ الشمسِ ودورانِ الأرضِ حولَها، عكسَ ما كانَ يُعتقد من قبلُ، أما في الحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ..


فعلى الرغمِ منْ أنَّ فكرةَ "كرويةِ الأرضِ ودورانِها، كانتْ شائعةً كغيرِها منْ الأفكارِ العلميةِ المماثلةِ، فإنَّها لم تُثرْ أيةَ ردودِ فعلٍ منْ طرفِ الفقهاءِ، أوْ منْ جانبِ الحُكام".. وقدْ تسألنُى: وما دلالةُ كلامِ "الجابرى"؟ والجوابُ: ما أوردَهُ "الجابرى" يقطعُ بأنَ العلمانيينَ العربَ، بشكلٍ عامٍ، والعلمانيينَ المصريينَ، بشكلٍ خاصٍ، وضعوا ذواتِهم المهترئةَ، في حربٍ وصراعٍ معَ الإسلامِ وشريعتِه التي تُحرِّضُ دومًا على العلمِ. وفى مصرَ مثلًا.. تراهم يتطاولونَ بفُحشِ الكلامِ على شيخ الأزهر الشريف، في مقابلِ الهتافِ للغلامِ "ميزو"، فكَّ اللهُ أسرَ كلِّ مكروبٍ، ويسخرونَ من أئمة الحديثِ المتقدمينَ في مقابلِ تمجيدِ الفتى الطائش "إسلام بحيرى".. مُنتهى العبثِ والجنونِ..

وعلى ذكرِ الموقفِ المتبادلِ بينَ الإسلامِ والعلمِ.. هلْ تناهى إلى أسماعِكم يومًا أنَّ عالمًا فذًّا طبقتْ شهرتُه الآفاقَ، يقفُ موقفًا مناهضًا منْ الإسلامِ ويعملُ على تحقيرِه وتصغير شأنِه؟ والإجابةُ: لا لم يحدثْ، فلم يفعلْها الراحلْ "أحمد زويل" صاحبُ "نوبل" مثلًا، وجميعُنا يعلمُ ما فعلَه الدكتور "مصطفى محمود" –طيّبَ اللهُ ثراه– في سبيل إثبات تكامل "العلم والإيمان"، وأنه لا قطيعةَ بينهما، كما يروجُ صبيانُ وصبايا العلمانيةِ، في أحاديثِ الإفكِ، وكتبِ الضلالِ، ومنتدياتِهم ومواخيرِهم. العلمانيون المصريون همْ ثُلةٌ منْ تجارِ الكلامِ، بضاعتُهم الكلامُ المستمرُّ، المُملُّ والمكرورُ، في الصحفِ والإذاعةِ والتليفزيونِ ومواقع التواصل الاجتماعى، والسخريةُ والاستهزاءُ بالدينِ وأحكامِ الشريعةِ والتباهي بأنهم يدافعونِ عن التقدم والعصرنة، وهمْ، في واقعِ الأمرِ، لا يدافعونَ سوى عنْ "السبوبة"، ولقمةِ العيشِ الممزوجةِ بكلِّ ما هو مُتدنٍ وقبيحٌ.
Advertisements
الجريدة الرسمية