رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم يعترف: الطبيخ فن كالرواية تماما

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في حوار تليفزيوني نادر أذيع عام 1972 مع الأديب الكبير توفيق الحكيم عن حياته الخاصة بعيدًا عن السياسة والكتابة قال فيه:


«دائمًا أخدم نفسى بنفسى، حيث أقوم بعمل الشاي مرة في الصباح ومرة بعد العصر بواسطة سخان كهربائى أضعه في غرفتى.

وعندما أستيقظ من نومى أرتب غرفتى وفراشى وكذلك مكتبى، أما الأكل فهو المشكلة بالنسبة لى، وعندما كنت في باريس انقطعت في فترة ما عنى النقود، ولم أجد في جيبى سوى خمسة فرنكات فقررت أن يكفينى هذا المبلغ لآخر الشهر.

قررت أن أقوم بطهى الأرز ظنا منى أنه أسهل شيء، فقمت بوضع المياه على النار لكى تغلى ثم وضعت فيها الأرز، معتقدًا أن الأرز يتم طهوه سريعا وأن الأمر انتهى، لكنى وجدته حصى ولم أجد بدا من أكله بحصاه، وعلمت من أصدقائى أن طبخ الأرز أصعب شيء.

قررت أن أسهل شيء بالنسبة لى هو عمل صينية البطاطس، وقلت لنفسى أحضر البطاطس وأقشرها وأقطعها وأضعها في الفرن وأن هذا شيء سهل لكنى فشلت أيضًا.

لذلك أنا أرفض فكرة أن المرأة لا تطبخ حتى بعد ظهور هدى شعراوى ودعوتها أن النساء لسن جوارى يطبخن للرجال، ولهذا فهو يقدم نصيحته لكل امرأة بأن تراعى المطبخ بفن، وليس ضروريا أن يكون الأكل مسبكا، ولكن ممكن أن يعملوا صينية بطاطس فهى أسهل حاجة، وأصبحت السيدات يدعوننى كثيرا لعزومة على صينية بطاطس وأنا لا أعرف في الحقيقة كيف يتقنّها.

وأخيرا قال توفيق الحكيم: أعتقد أن الطبخ فن مثله مثل الرواية لأن الرواية طبيخ أيضا، فأنت تستحضر الشخصيات مثلما تحضر السمن والبصل والثوم والطماطم، والمقادير تكون مثل الرواية عبارة عن تناسب معين مثلما تضع مقادير الأخلاق في الرواية والحواديت التي بها.

والآن، الحمد لله، أنا أطبخ شيئا مختلفا، إنما لو الرواية شاطت منى فالنقاد والقراء هم من سيعانون من ذلك».
الجريدة الرسمية