رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صالح والعرب.. ومفترق الطرق


تقف شعوب العالم العربي الآن مشدوهة أمام المتغيرات المفاجئة في اليمن وقبله ما جرى في لبنان، لا أحد يملك الحقيقة، ولا يجد سوى تفسيرات قد تصيب أو تخطئ، غير أن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أنه في السياسة لا يوجد أعداء أو أصدقاء دائمون، وأن القاعدة السياسية "المصالح تتصالح" هي شعار أي مرحلة سياسية في أي دولة بالعالم، كما أن تناقضات السياسة دائمًا ما تؤدي إلى الانفصال أو الانفجار.


وما جرى بين الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح وجماعة الحوثي المتمردة لا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصل عن التطورات الإقليمية والدولية، وبطبيعة الحال فإن "صالح" عرف كيف يناور وكيف يستغل علاقاته بدول عربية في قلب الطاولة على الحوثي في اللحظة المناسبة، وأن يعود مجددًا إلى صدارة المشهدين السياسي والعسكري في اليمن، ولا شك أيضًا أن الحفاوة الإماراتية والسعودية بما فعله صالح تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة خيوط اتصالات كانت ممتدة بينهم خلال الفترة الماضية.

لقد أدرك علي عبدالله صالح اللحظة المناسبة، وأدرك أن علاقته مع الحوثيين ينبغي أن تنتهي عند هذا الحد، فقد بات مستقبلها ضربًا من الخيال، بعد وصول اليمن إلى هذا الوضع الكارثي، وبالتالى كان يجب أن تنتهى الشراكة في الحكم بينهما، وهو ما فعله صالح في التوقيت الملائم.

ويبدو المشهد العربي الآن في مفترق طرق سواء في اليمن أو لبنان أو غيرهما، فهناك ترتيبات إقليمية ودولية تلوح في الأفق، وهناك إصرار عربي بدا واضحًا في الفترة الأخيرة على تقويض أحلام الهيمنة الإيرانية في المنطقة العربية، ولكن في المقابل فإن إيران لا يمكن أن تتخلى عن حلفائها سواء جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن أو حزب الله في لبنان، ولن تقامر بمصالحها الإستراتيجية سواء في سوريا أو العراق أو غيرهما، لذلك فإن المواجهة ستكون طويلة الأمد.

ويبدو لي أن المنطقة مقبلة على تغيرات سياسية كبيرة، بالإشارة إلى الدور الأمريكي الذي بدأ يخلط الأوراق سواء في ليبيا أو القضية الفلسطينية، ونتمنى أن يعي العرب دروس الماضي، وأن يكون الحفاظ على مصالحهم الإستراتيجية وبقاء دولهم مستقرة هو شغلهم الشاغل.
Advertisements
الجريدة الرسمية