رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأمية في عصر د. طارق شوقي


25 مليون شخص في مصر يعانون من الأمية وفقا للتعبئة والإحصاء.. نحن أمام خطر كبير يهدد مفاصل المجتمع، كل أجهزة الدولة تدعى أنها لديها خطط ومشروعات لمواجهة هذا الوحش الكاسر الذي يلتهم كل شىء.. في المقابل كان هناك مشروع "القرائية" في وزارة التربية والتعليم، كان يعتبر أحد أهم المشروعات القومية المهمة في التعليم، والذي يساهم بشكل فعال في تحسين مهارات القراءة والكتابة لجميع صفوف المرحلة الابتدائية، المشروع الذي كان يعمل على إغلاق منابع الأمية المقنعة في التعليم.


المشروع الذي تم تجربته في عام 2009 في 4 محافظات هي المنيا وبني سويف والفيوم وقنا، وحقق نتائج هائلة، ومن ثم بعد ثورة يونيو 2013 تم وضعه كأولوية في محاور إستراتيجية الوزارة 2014 في عهد الدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم الأسبق في حكومتى الببلاوى وحكومة إبراهيم محلب الأولى.

 الإستراتيجية استهدفت تعميم التجربة في كل محافظات الجمهورية، وأصبح لدينا 27 وحدة للقرائية في كل المديريات، و270 وحدة على مستوى الإدارات، فضلًا عن وجود تواصل دائم مع رجال الأعمال والجمعيات الأهلية الذين أدركوا نجاح المشروع.

نظرا للأهمية الكبرى لمحاربة الأمية وتعليم القراءة والكتابة للتلاميذ، والتي تعتبر العمود الفقرى لأى تعليم أو تطوير فالإستراتيجية استهدفت إنشاء إدارة خاصة بالقرائية تم إدراجها في الهيكل التنظيمى للوزارة، فضلا أن أي تطوير للمناهج وقتها كان ولابد أن يدعم القراءة والكتابة في ضوء مخرجات وخبرات مشروع "القرائية".

"القراءة والكتابة" هما رمانة الميزان لأى تخطيط أو تطوير في التعليم، لذا تم التوسع في المشروع أيضا وتم تنفيذه على معلمات التعليم المجتمعى، حيث تم تدريب 60% وقتها من معلمات التعليم المجتمعى على برنامج القرائية، بالإضافة إلى تطوير طرق تدريس "القرائية" بمساعدة برنامج الجايلو والمعونة الأمريكية، فبعد الانتهاء من تطبيقه على الصف الأول إلى الثالث الابتدائى تم أيضا تطبيقه من الرابع إلى السادس، مع تطبيق الطريقة الصوتية للارتقاء بالمشروع، حتى أصبح التوسع في مشروع مناهج "القرائية" ودعم تعليم اللغة العربية هو على رأس أولويات الوزارة بل على رأس أولويات الحكومة كلها.

وفى سابقة من نوعها أيضا في 2014 تم تطبيق المشروع على مدارس النور للمكفوفين والتربية الخاصة للصم بعد تدريب 71 من معلمين التربية الخاصة على مستوى المديريات التعليمية، ثم رصد جوائز مالية كبيرة لأحسن منفذي برامج "القرائية" على مستوى المديريات التعليمية، وجائزة أخرى لمدير المديرية، الذي يحقق أعلى نسبة نجاح في تطبيق برامج القرائية. فتم إدراج البرنامج التدريبي للقرائية ضمن خطة التدريب للأكاديمية المهنية، لترقية المعلمين، خاصة دورات الترقي للمعلمين المساعدين، ونظام تحفيز لأحسن مدرسة وأحسن معلم وأحسن تلاميذ تحسنت مهاراتهم في القراءة والكتابة من خلال إطلاق مسابقة "اقرأ".

سقط مشروع "القرائية" تماما من حسابات الوزير الدكتور طارق شوقى، ولم يتعرض له من قريب أو بعيد في الحديث عن نظامه التعليمى الممتع الجديد الذي نسمع عنه في وسائل الإعلام فقط، دون أن نرى أي خطة مكتوبة تكون متاحة للخبراء والمختصين ليتمكنوا من دراستها والتأكد من نسبة نجاحها، لم يتعرض معالى الوزير في تصريحاته عن خطته في مواجهة الأمية وكأنه لا يعلم أن "القراءة والكتابة" العمود الفقرى للتعليم وأساس أي تطوير.. إننى لا أقلل أبدا من أهمية ما يتم الإعلان عنه الآن على مواقع التواصل الاجتماعى عن الرغبة في التغيير أو التطوير، أما عن ضمانات نجاح ما يعلن عنه الوزير، فسوف يدفع الشعب المصرى كله ثمن التسرع وتطبيق أفكار بدون تجريب وبدون دراسة، حال -لا قدر الله- أتت الرياح بما لا تشتهى السفن..  وهو الشىء الذي لا أتمناه، ولكن "القراءة والكتابة" يا سادة هي المتعة الحقيقية للتعليم، وهى تأشيرة الدخول لأى تعليم أو تطوير في العملية التعليمية.
وللحديث بقية


Advertisements
الجريدة الرسمية