رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التصدي للإرهاب مسئولية مجتمعية.. كفانا مكلمات!


التصدي للإرهاب مسئولية مجتمعية لا يصح تركها في رقبة الحكومة وحدها ولسان حال المجتمع يقول لها: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.. بل هي مسئولية المجتمع المدني بكل أطيافه ومكوناته.. وجهاد الإرهاب لا يكون "بمَكلمات" وأسانيد متهافتة بل بإستراتيجيات علمية تعري وتدحض أباطيله.. فإذا كانت الحكومة مشغولة بالمواجهة الأمنية الشرسة مع عناصر الشر فأين الجامعات والمفكرون وأصحاب الرأي والقلم مما يجري؟.. كيف نصنع حائط صد مجتمعي متينًا ضد أفكار الإرهاب وأباطيله؟.. لماذا لا نجد مبادرات جادة لتغيير البيئة الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية الباعثة على اعتناق الفكر المتطرف ومخاصمة الدولة؟.. كيف نحقق العدالة الاجتماعية التي تبدو مبررًا ودافعًا لجنوح بعض شبابنا إلى التطرف؟.. وإلى عزوف البعض الآخر عن المشاركة في الشأن العام أو الاهتمام به.. كيف نجفف حاضنات الإرهاب التي لا تكف عن تفريخ إرهابيين جدد يحملون السلاح ويخرجون على المجتمع ويعادون الدولة والحضارة والإنسانية؟!


جوهر المعركة مع الإرهاب فكرية بالأساس ومن يظن غير ذلك فهو واهم.. من يرى الحسم الأمني هو المعركة الفاصلة مع الإرهاب فهو مخطئ.. فهل يجدي السلاح في مواجهة الفكر.. وهل يكفي لتحصين شبابنا ضد رياح الإرهاب؟!

إذا استمرت المواجهة الأمنية فقط فستبقى العلة ويبقى الداء على حاله كما قال الرئيس السيسي في احتفالات المولد النبوي العام الماضي، حين أكد ضرورة تجديد الفكر- وليس مجرد الخطاب- الديني، لتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم مغلوطة بفعل مرور الزمن وبفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر داخلهم تحت غطاء مقدس يبررون به إرهابهم للأبرياء ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب، ومن ثم فلا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر وإن مواجهتنا له عسكريًا وأمنيًا سوف تستمر لكن لا بد من تصويب الأفكار الدينية وتحديثها، وليس ذلك ترفًا بل ضرورة حيث إننا بتصويب الخطاب الديني لا ندافع عن الدين الإسلامي الحنيف فقط بل عن جميع الأديان وجوهر أفكارها ومبادئها.

آن الأوان أن نطهر التربة المصرية تطهيرًا حقيقيًا من كل عوامل إنبات الإرهاب بدءًا من المراحل الأولى للتعليم حتى نهايته فلا نترك أبناءنا لتعليم أجوف قائم على الحفظ والتلقين لا يعلمهم طريقة التفكير السليم ولا الحوار والإبداع.

إن أقوى رد على الإرهاب أن نتوحد خلف دولتنا على قلب رجل واحد، وألا نفقد الأمل أبدًا في انتصارنا على الإرهاب مهما تكن تضحياتنا وأن نسرع وتيرة التنمية.. وحسنًا فعل الرئيس السيسي حين قرر تنمية منطقة بئر العبد.. ولا يخالجني أدنى شك أن مصر ستهزم الإرهاب وتضرب الإرهابيين دون هوادة.
Advertisements
الجريدة الرسمية