رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مستشفيات جامعة عين شمس: نستقبل مليون مريض سنويا.. وقوائم الانتظار ليست عيبا

فيتو


  •  لدينا عجز بنسبة 50%.. والتمريض مظلوم
  •  القانون الجديد خطوة على طريق الإصلاح
اعترف الدكتور أيمن صالح، مدير مستشفيات جامعة عين شمس أن البعض يرى أن مستشفى الدمرداش لا يقدم خدمة طبية متميزة، والتي يصفها البعض بالسيئة، ولكنه أكد أنه لا يزال ملاذا للمرضى رغم ما يمر به، موضحا أن قانون المستشفيات الجامعية الجديد خطوة على طريق الإصلاح.

الحوار مع مدير مستشفيات جامعة عين شمس، تطرق أيضا إلى العلاقة التي تربط بين الطاقم الطبى والمريض، والتي أكد أنها أصبحت قائمة على “انعدام الثقة”، مشددا على أن مهنة الطبيب مظلومة، وأعلن عن افتتاح مستشفى الأطفال الجديد خلال أيام بسعة 200 سرير، وإنشاء مستشفى ثالث خلال 3 سنوات.. فإلى نص الحوار:


> بداية.. ما حقيقة مشكلة رعاية الأطفال المبتسرين بمستشفى الدمرداش وإجبار المريض على دفع 1000 جنيه؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة، ولاتوجد أي مشكلات بالرعاية، ويتواجد دائمًا استشارى يمر لمتابعة حالات المرضى، كما أنه يتم علاج المريض مجانًا.. وعند ورود أي شكاوى -وإن كانت غير حقيقية أو إشاعة- يتم التحقيق بها.

> كيف تغلبت مستشفيات جامعة عين شمس على مشكلة نقص الأدوية؟
“نقص الأدوية”.. أزمة عامة في مصر كلها، وليس بمستشفيات عين شمس فقط، وهى الفترة التي جاءت بعد قرار تعويم الجنيه، الذي أدى إلى توقف الكثير من الشركات عن التوريد أو الدخول بمناقصات، لكن الآن أصبحت الأمور مستقرة، ومن جانبنا كنا نتصرف بمرونة عن طريق اللجوء لرئيس الجامعة والجهات الرقابية، بشأن توقف الشركات عن التوريد، لذلك لجأنا إلى الشراء بالأمر المباشر، لأن انتظار الروتين قد يودى بحياة المرضى؛ فالمستشفيات لا تتوقف والمريض لا يستطيع انتظار الدواء، كما أقدم المجلس الأعلى للجامعات، بخصوص الشراء المجمع من خلال جهة واحدة تتفاوض مع الشركات للشراء بأفضل سعر حسب احتياجات كل مستشفى، والميزانية المخصصة له وهذا يتيح الشفافية، وكذلك التفاوض على كميات كبيرة، وتلك الفكرة إذا تم تطبيقها بالشكل الأمثل سوف تكون مفيدة جدًا للمستشفيات الجامعية “مش هنقعد نستنى لما تحصل أزمة”، وأرسلنا احتياجات المستشفى من أدوية ومستلزمات منذ شهر يونيو الماضي.

> ماذا عن التبرعات والميزانية الخاصة بمستشفى عين شمس؟
ميزانية المستشفيات الواردة من وزارة المالية ٥٥٠ مليون جنيه، لكننا نحتاج إلى مضاعفة ذلك الرقم إلى مليار جنيه؛ حتى نستطيع أن نقدم خدمة طبية ذات جودة عالية ومميزة للمرضى، وكذلك تغطية الافتتاحات الجديدة.

> كم بلغت ميزانية إنشاء وتجهيز مستشفى العبور؟
تكلفة المستشفى بين تجهيزات ومبان ٢٥٠ مليون جنيه، وهو يحتوى على أشعة مقطعية وسونار وقسطرة، ويعتبر مستشفى كاملا به جميع المستلزمات.

> هل ستكون هناك افتتاحات جديدة خلال الفترة المقبلة؟
نعم.. سيتم افتتاح مستشفى الأطفال الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويحتوى على ٢٠٠ سرير منها ١٢٠ سريرا داخليا، مما يؤثر على ميزانية المستشفيات وقد يحدث عجز، لذلك خاطبنا المالية لما يحتاجه هذا المستشفى من مستلزمات، وهناك خطة ليتم افتتاح مستشفى أطفال ثالث بعد ٣سنوات.

> هل يوجد عجز بمستشفيات جامعة عين شمس؟
يوجد عجز بنسبة ٥٠٪ بالمستشفيات الجامعية بعين شمس، وذلك بسبب زيادة الأسعار بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وكذلك الافتتاحات الجديدة، فعين شمس تحتوى على ١٠ مستشفيات، وهى مستشفى الباطني، الجراحة القلب، والأطفال، والنساء والولادة، ومستشفى العبور، والأطفال الجديد، ومركز الطب النفسي، ومركز السموم، الوراثة، أسنان.

> كم يبلغ حجم المترددين سنويًا على المستشفيات؟ وماذا عن الخدمات التي تنفرد بها مستشفيات عين شمس؟
يتردد على المستشفيات ما يقرب من مليون مريض سنويًا، ما بين الكشف وإجراء العمليات، فنحن نقوم بعلاج الحالات الصعبة التي لا يستطيع أي مستشفى آخر معالجتها بجميع التخصصات، وكذلك علاج مناظير الصدر للأطفال حديثى الولادة “مناظير الجهاز التنفسى للأطفال” وتنفرد بها عين شمس على مستوى الجمهورية، وكذلك علاج مرض الهيموفيليا، حيث نتميز بوجود مركز طبى ومطبخ خاص لطهى الطعام الخاص بهؤلاء المرضى، وهو الوحيد على مستوى مصر ومجهز على أعلى مستوى، وكذلك قسطرة قلب الأطفال بإغلاق الثقوب والولادة بالقسطرة، فكل ذلك تتميز به مستشفيات جامعة عين شمس وتجعلها فريدة عن باقى المستشفيات.

> من وجهة نظرك.. لماذا أثير كل هذا الجدل حول قانون المستشفيات الجامعية الجديد؟
قانون المستشفيات الجامعية الجديد بمثابة خطوة على الطريق الصحيح لتحسين المنظومة الصحية، ويعتبر جزءا من كل، وهو خطوة مهمة، ولكن تحتاج إلى العديد من الخطوات، ومن ضمن مميزاته أنه يضمن تواجد عضو هيئة التدريس وتفرغه التام على مدار ٢٤ ساعة للمستشفى والمرضى، وذلك سوف يفيد المنظومة الصحية، مما يلزم عضو هيئة التدريس على العطاء وقت أكثر للمستشفى.

> المجلس الأعلى للجامعات يوصى بعدم أخذ الرأى بقانون المستشفيات الجامعية الجديد ما تعليقك؟
هذا كلام غير مضبوط ومزايدة من البعض؛ لأن المجلس الأعلى للجامعات متمثلا في القطاع الطبى تكوينه من عمداء الكليات وأمانة المستشفيات الجامعية على مستوى الجامعات، وكل منهم ممثلا عن الجهة الخاصة به وقد تم الموافقة على القانون.

> هل جميع الخدمات التي تقدم بالمستشفيات مجانا أم يوجد علاج اقتصادي؟
الجزء الأغلب بالمستشفيات مجاني، أما الجزء الاقتصادى بالمستشفى فيكون بالتخصصات التي لا يوجد بها تعاقد مع التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة، ورغم ذلك العلاج بالجزء الاقتصادى قليل، بالنسبة للمستشفيات الخاصة، كعلاج جراحات السمنة، والتي تكون مستلزماتها غالية جدا، لو تم إجراؤها، أي مستشفى “هيدفع أكثر من ٦٠ ألف جنيه، بينما بالمستشفى يقوم بدفع ٢٠ ألف جنيه فقط قيمة تكلفتها، والجزء الاقتصادى لايزيد على ١٠٪”.

> برأيك.. كيف يتم التغلب على قوائم الانتظار التي يشكو منها الكثير من المرضى؟
قوائم الانتظار ليست عيبا، فهى نظام يسير بجميع مستشفيات العالم، كإنجلترا وأمريكا وغيرها من الدول المتقدمة، لكنه يخص العمليات والجراحات غير الطارئة التي لاتؤثر على حياة الإنسان، والتي تجرى فورًا دون أي انتظار أو الحصول على موافقة التأمين الصحى، وتكون أيضا بالعمليات التي لا تهدد حياة المريض، والتي تتراوح مدة الانتظار بها من 8 لـ 10 أشهر، والمرضى دائمو الشكوى بسبب عدم وجود توعية، ويرجع ذلك لشقين وهو أنه يرى مرضه مهم جدا، أما الثانى فهو عدم وجود ثقة متبادلة بين المريض والطبيب المعالج، لذلك على الإعلام أن يقوم بتوعية المرضى أن قوائم الانتظار ليست خطيرة، وهى تكون في تخصصات بعض الأمراض المزمنة في المفاصل، وعلاج السمنة المفرطة.

> صراحة.. هل توجد واسطة بمستشفيات عين شمس كما يردد البعض؟
إطلاقا، لا توجد واسطة في حياة المرضى.

> هل تعانى مستشفيات عين شمس من عجز في الرعاية المركزة والحضانات؟
نعم.. وهذا ليس بمستشفيات عين شمس فقط ولكن على مستوى مصر؛ فنحن نحتاج إلى عدد أكبر من الأطباء والممرضين المدربين على التعامل مع حديثى الولادة، وتخصيصها لتلك الحالات فقط فهذا على مستوى مصر، أما بالنسبة لعين شمس فيوجد ٣ محاضن، وجار افتتاح الرابعة لمستشفى الأطفال الجديد، فيوجد ٢ في مستشفى النساء، وواحدة في الأطفال القديم، كما أنه سيتم فتح واحدة في الأطفال الجديد، بإجمالى ١٠٠ حضانة، لكن مهما كان فإن العدد غير كاف، بسبب كثرة الطلب “مهما قيل عن الدمرداش بأنها سيئة، فهى ستظل ملاذا للمرضى”.

> هل مستشفيات عين شمس جاهزة لتطبيق قانون التأمين الصحى الشامل؟
نستعد بكل الطرق الآن، فنحن نسعى الآن إلى أن يتم اعتماد جميع المستشفيات، ليتم تحويل العنابر إلى غرفة بها سرير أو ثلاثة وحمام منفصل، فنحن نستعد سواء لتطبيقه أم لا؛ لأننا نسعى لتحسين أنفسنا، وأعتقد أنه سيتم تطبيقه بالتدريج بالمحافظات، وستكون القاهرة الكبرى آخر ما يتم تطبيق ذلك القانون.

> في رأيك ما كلمة السر في تعيين الوزراء من جامعة عين شمس؟
الصدفة فقط، فلا شك أن جامعة عين شمس توجد بها كوادر وكفاءات، فعلى سبيل المثال وزارة الصحة كانت صدفة فقد جاء العديد من الوزراء من جامعة القاهرة وقصر العينى.

> كيف ترى النظام الجديد لكليات الطب؟
نظام جيد جدا ومفيد للطالب، فأصبح هناك عامان للتدريب مما يجعل هناك تنظيم عملية التدريب حتى يكون المنتج أفضل والخريج على أعلى مستوى، ونحن بعين شمس نعمل على تحسين وتطوير مناهج التعليم والتدريب للطلاب، بحيث يكون الجزء العملى أكبر من الجزء النظري، ويكون هناك ترابط، وهو مهم لمصلحة الطالب والمريض أيضًا.

> أخيرًا كيف تواجه أزمة الزحام والتكدس على عيادات المستشفيات؟
نقدم 3 مراحل من العلاج، الكشف العادى الذي يتضمن العلاج البسيط والأمراض التقليدية، ومرحلة العلاج المتخصص والجراحات.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية