رئيس التحرير
عصام كامل

رئيسة دار الأوبرا : مؤشر الإبداع بمصر في نمو.. واتهام الدولة بإهمال الثقافة «باطل»

فيتو


  • ضآلة ميزانية المهرجان لم تعقنا.. واستطعنا كسب ثقة المطربين العرب
  • راضية عن الحجز الإلكتروني 100% كفكرة.. وتأخرنا في تطبيقه
  • تعميم الحجز الإلكتروني لحفلات الأوبرا في شهر ديسمبر
  • مبيعات مهرجان الموسيقى "قفزت" عن دورة اليوبيل الفضي
  • نسبة نجاح الدورة الـ26 للمهرجان 95%
  • نعمل على دراسة قانونية لتعديل لوائح "التسويق" في الأوبرا
  • تغلبنا على "هجرة" فنانين الأوبرا بوضع خطة تشغيل داخلية
  • الـ "كوكتيل" الفني أخرج الأوبرا من دائرة جمهور النخبة
  • نضع الرسوم الهندسية لأوبرا الأقصر ونطمح لتقديم عروض عالمية
  • برنامج الأوبرا السنوي ليس "عشوائيا" ونضعه بحسب دراسات فنية
  • فخورة بوعي الحكومة لدور الأوبرا
  • مصر ستكون في أمان في يد الشباب
  • وقعنا بروتوكولات مع السفارات لإعادة الفرق الأجنبية لمسرح الأوبرا
  • "والدتي" أكثر المؤثرين في شخصيتي وأنا نموذج مصغر لها
  • أعمل في الأوبرا بمبدأ "الأسرة".. والعاملون "حفظوا" طباعي
  • أفضل النجاح بـ "التقسيط" ولا أهدم نجاح من سبقوني
  • قيادة الأوركسترا كان "حلمي" والوقت لم يسعفني لتحقيقه

مابين الحدة واللين، تجدها تطوف في أورقة دار الأوبرا المصرية، لتتابع سير العمل وتباشره، حتى استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة للنجاح، في أن تكون صاحبة الشخصية الحاسمة المتخذة للقرارات، والصديقة القريبة للفنانين والعاملين، حيث تتبع الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، عدة مسارات في طريقة إدارتها للأمور، تأتي في مقدمتها شخصية "الأم" التي قد تعنف أبناءها ولكن بهدف مستقبلهم ومصلحتهم في المقام الأول، حتى استطاعت تطبيق وإشاعة نظام الأسرة في التعاملات بينها وبين العاملين والفنانين في الأوبرا بشكل عام.

٥ سنوات مرت على تولي عازفة الفلوت الأشهر في مصر لرئاسة دار الأوبرا، استطاعت خلالها تحقيق نقلة نوعية في طبيعة الفنون المقدمة على المسارح التابعة لها، للخروج من دائرة جمهور النخبة المثقفة، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، فالأوبرا في عهدها ليست حكرًا على طبقة محددة من المجتمع، وإنما هي أوبرا مفتوحة أبوابها للجميع.. وفي لقاء جمعنا بالدكتورة إيناس عبدالدايم، تحدثنا معها عن حصاد مهرجان الموسيقى العربية الـ26، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الأوبرا، وألقينا نظرة على شخصية إيناس الفنانة خارج إطار العمل الإداري.. ليدور الحوار على النحو التالي :


بعيدًا عن كونك رئيس دار الأوبرا المصرية.. عِشت لفترة خارج مصر وحضرت العديد من مهرجانات الموسيقى في العالم، فما المميز الذي ترصدينه في مهرجان الموسيقى العربية ؟
بالفعل رأيت الكثير من المهرجانات الموسيقية المتنوعة، خاصة في أوروبا حيث المزج الحالي بين أنواع موسيقى عديدة، ولكن مازالت أصر على أن مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية مختلف عن جميع مهرجانات العالم منذ نشأة فكرته على يد الفنانة الراحلة رتيبة الحفني، حيث يهدف إلى الحفاظ على التراث وفنون الموسيقى العربية بكافة أشكالها.

أما حاليًا فعمر المهرجان وصل إلى 26 عاما، وهو عمر طويل في تاريخ أي منطقة، خاصة في المنطقة العربية وما تمر به من متغيرات سريعة سواء أن كانت سياسية أو فنية، لذلك كان لابد للمهرجان من مواكبة تلك التغيرات، من خلال وضع إضافات ولمسات جديدة إليه، بشرط ألا تخرج تلك الإضافات عن النص حتى تستطيع مواكبة الحراك الثقافي الموجود حاليًا في جميع أنحاء العالم.

وبالطبع تم تطوير المهرجان وإضافة اللمسات إليه من خلال مراحل متأنية، لنقيس نسبة نجاح تلك الخطوات ومدى تقبل الجمهور لذلك التطوير، فخلال السنوات السابقة كنا نستحدث في كل دورة من دورات المهرجان أمر جديد، ونتابع ردود فعل الجمهور ومدى رضاهم، ولذلك استغرقنا عدة سنوات في تطوير المهرجان لمواكبة العصر الحالي، وهو ما استطعنا تحقيقه بشكل جيد.

أيضًا هناك سمة تميزنا عن معظم مهرجانات العالم، وهي أن مهرجان الموسيقى العربية لايهدف بشكل أساسي للربح، وهو مايعطي إدارة المهرجان الحرية الأكبر في تحقيق هدف تثقيف الجمهور وتقديم الفنون الراقية إليه، لأن الماديات ونسبة المكسب تؤرق العديد من المهرجانات، أما مهرجان الموسيقى فيؤرقه الفن الراقي الذي يقدمه للمستمع فقط.

ماهي الملامح الأساسية لهذا التطوير ؟
على سبيل المثال.. المهرجان يقدم للجمهور وجبة موسيقية دسمة لا يمكنه الحصول عليها في أي مهرجان آخر، فعلى الرغم من وجود العديد من المهرجانات الموسيقية ذات الميزانيات الضخمة في الوطن العربي، إلا أنها لاتمتلك نفس الزخم والتنوع الذي يمتلكه مهرجان الموسيقى العربية، فالجمهور يدخل الحفل ليستمع إلى نجوم الغناء العربى، وفي الوقت ذاته نقدم له شرائح موسيقية متنوعة من جميع أنحاء الوطن العربي بجميع ثقافاته.

ميزانية المهرجان ضئيلة مقارنة بالمهرجانات العربية، فكيف استطعت تحقيق معادلة النجاح في ظل ضعف الميزانية ؟
بالنجاح المتأني، فالمهرجان استطاع تحقيق قاعدة جمهور كبيرة، إضافة إلى كسبه لثقة المطربين في كافة أنحاء الوطن العربي وهو ماسهل عملية استضافتهم، والدليل الأكبر على تلك الثقة هو أن معظم المطربين العرب الذين تمت استضافتهم في المهرجان خلال دورته الحالية قدموا أغاني أهدوها خصيصًا لمصر وجمهور دار الأوبرا.

خلال الدورة الـ26 للمهرجان، طبقت الأوبرا نظام الحجز الإلكتروني فهل أنت راضية عنه ؟
راضية عن الحجز الإلكتروني بنسبة 100% كفكرة كان لابد تطبيقها منذ سنوات طويلة، فلا يمكن للعالم أن يتطور من حولنا وتظل مصر ودار الأوبرا تطبق نظام حجز شباك التذاكر.. ولكن بالطبع واجهتنا صعوبات في تطبيق الأمر واستطعنا التغلب عليها، بسبب الضغط الكبير على موقع الحجز بالتعاون مع شركة "فوري وإحجزلي" ولولا أنهم شركتان قويتان في مجالهما لما استطاعوا التحكم والنجاح في تطبيق الحجز الإلكتروني مع نسبة دخول تخطت الملايين في ساعات قليلة.


هناك عدة مشكلات واجهت الحجز الإلكتروني، فما الخطوات التي تتخذها الأوبرا لتفاديها خلال الفترة المقبلة ؟
بالفعل وضعنا عدة مقترحات لحل مشكلات الدفع ونعمل على توفيرها بشكل سريع، وخلال الفترة المقبلة سيتم توفير منافذ دفع فوري تصل إلى 360 منفذا على مستوى محافظات مصر ليتمكن الجمهور من الحجز والدفع بشكل فوري، ونسعى لتطبيقه على كل الحفلات الآن، ويمكن القول أن تعميم الحجز بات وشيكًا ويمكن اعلانه رسميًا خلال شهر ديسمبر المقبل


هل مبيعات المهرجان هذا العام أعلى من العام الماضي ؟
بالطبع، مبيعات هذا العام أكبر من العام الماضي، نظرًا لإقامة فعاليات المهرجان بالتوازي على العديد من المسارح التابعة للأوبرا والتي بلغت 7 مسارح في الوقت نفسه، وهو ماجعل المبيعات تقفز عن العام الماضي.

لو أعطيناك نسبة 100% لتقييم نجاح آخر ثلاث دورات في المهرجان، فكيف ستوزعين تلك النسبة ؟
النجاح أمر نسبي يختلف تقييمه من شخص لآخر، ولكن لو أردت أنا تقييم الدورات الثلاث الماضية، فسأعطيها النسب التالية : عام 2015 نسبة 70%، عام 2016 نسبة 85%، أما الدورة الحالية فيمكن إعطاؤها من 90 إلى 95%.. وبالطبع هناك مالم نحققه بعد ونطمح للوصول إليه خلال الدورات التالية، لأنه لايوجد كمال في أي شئ على وجه الأرض.

ما المعايير التي صنفت على أساسها تلك النسب ؟
التنظيم، المضمون الفني، نجاح الحفلات، تحقيق الهدف المنشود لكل دورة، التطوير.

تعاني دار الأوبرا دائمًا من عدم قدرتها على جذب رعاة إلى مهرجاناتها وفعالياتها، فهل هناك نية لتقديم مشروع للحكومة يتيح إمكانية امتلاك رعاة ؟
بالفعل لدينا حاليًا فريق قانوني يعمل على إنشاء دراسة قانونية تفصيلية لتعديل قواعد ولوائح التسويق في الأوبرا، ليسمح لنا بإيجاد رعاة بشكل مقنن لمختلف الفعاليات التي تقيمها الأوبرا خاصة المهرجانات، وهو ماسيتم إتاحته قريبًا بشكل قانوني ورسمي، وخلال الدورة الـ26 لمهرجان الموسيقى العربية استطعنا فتح الأبواب للرعاة بشكل بسيط، وتمثل دعمهم في توفير إقامات أو حجوزات للفنانين المستضافين بالمهرجان.

فعلى الرغم من أن الأوبرا لا تهدف للربح بشكل أساسي من فعالياتها ومهرجاناتها، إلا أننا أيضًا نستطيع في الوقت الحالي بإمكانياتنا البشرية والإبداعية على تحقيق عائد مادي أكبر للدولة، وهو ماسيتم تحقيقه من خلال الدراسة التسويقية الجاري إعدادها.

هناك خطة لإنشاء أوبرا في الأقصر والعاصمة الإدارية.. فإلي أين وصل كلا المشروعين ؟
بالنسبة لأوبرا الأقصر هناك تحركات سريعة على أرض الواقع لإنجازها، حيث تحرك وفد هندسي مع وفد صيني لزيارة الأرض التي خصصتها محافظة الأقصر للأوبرا، وجار حاليًا وضع الرسومات الهندسية للدار، أما أوبرا العاصمة الإدارية فقد تم الأخذ بآرائنا حول اللمسات الفنية للمسرح، ولكن ليس ثمة تحركات على الأرض بعد.

لوحظ في الفترة الأخيرة هجرة بعض فنانين الأوبرا للخارج لضعف الرواتب، فهل ثمة خطة اتبعتها الأوبرا للحد من تلك الظاهرة ؟
بالطبع، وضعنا خطة بالفعل وبدأنا في تنفيذها ونجحنا في تحقيقها بشكل جزئي، والأعداد الضخمة للفنانين العاملين بالأوبرا المشاركين في مهرجان الموسيقى العربية هذا العام هي أكبر دليل على نجاحنا في الحد من تلك الظاهرة بشكل كبير، فالأوبرا يهمها في المقام الأول تقديم خدمة ثقافية راقية للجمهور، ولكن أيضًا يهمها الحفاظ على مواردها البشرية الماهرة التي تعتبر بمثابة الكنز.

ماهي ملامح تلك الخطة ؟
عملنا على إرساء قواعد داخلية للتشغيل، وهي قواعد قانونية يتم مراجعتها من الجهات المختصة.
فنحن نتبع الحكومة ولا نستطيع رفع أجور العاملين، ولكن يمكننا الإثابة بناء على مبدأ التشغيل، وهو مالايستطيع أحد إنكاره لأن دار الأوبرا تمتلك نسبة تشغيل لا يمكن تواجدها في أي مكان في العالم، فلا يوجد مسرح أوبرا يقدم حفلات يومية بدون انقطاع أو راحة.

كيف استطاعت الأوبرا تحقيق المعادلة الصعبة والخروج من دائرة جمهور النخبة إلى الشارع في الفترة الأخيرة ؟
على مدار الست سنوات الماضية وانا أهدف هذا، فعلى الرغم من أن دراستي كلاسيكية، إلا أني أؤمن بوجوب التنوع في المحتوى والمضمون الفني الفني، خاصة أن الأوبرا المكان الوحيد التي تسمح مسارحه بتقديم شتى أنواع الفنون الموسيقية والاستعراضية، لذلك بدأت بتشغيل جميع مسارح الأوبرا وتغذيتها ببرامج فنية متنوعة تتناسب مع كافة الأجيال والأفكار، فإذا كانت هناك حفلة كلاسيكية في أوبرا الإسكندرية يكون مقابلها حفل شبابي في مسرح المكشوف بالقاهرة، وهكذا.. حتى استطعنا تقديم "كوكتيل فنون" لا يمتلكه غيرنا، طبقًا لخريطة مسارحنا.

وبرنامج حفلات مسارح دار الأوبرا لايتم وضعها بشكل عشوائي، وإنما بناء على دراسات فنية تستغرق شهورا عديدة في إعدادها، لدراسة طبيعة النوع الفني الذي يحتاجه كل مسرح طبقًا للموعد الزمني للحفل ومكان تقديمه.. وبالفعل بدأنا خلال الأيام الحالية بوضع دراسة برنامج العام المقبل.

ذلك بالإضافة إلى إتاحة الفرصة وفتح الأبواب في وجه الشباب الذين يقدمون محتوى فنيا راقيا وجذابا في الوقت نفسه، فلابد أن نواكب العصر الحالي مع التمسك بالمبادئ الفنية الراقية.


هناك اتهام دائم للدولة بوضع الثقافة على هامش أولوياتها.. فما تعليقك ؟
لا أوافق على هذا الاتهام، فلا جدال حول أن هناك اهتمام واضح بالارتقاء بحالة الفن والثقافة في الفترة الأخيرة، بالطبع يمكن أن نختلف حول الطرق المتبعة من الحكومة لتنفيذ خطة الارتقاء بالثقافة، ولكن هذا لا ينفي الاهتمام، بدليل أن الثقافة والفنون هي جزء أساسي من جميع الفعاليات الرسمية الدولية التي تقيمها مصر في الفترة الأخيرة، وهو ماجعلنا نعود لدائرة الضوء مرة أخرى، وإعادة ثقة الفرق والفنانين إلينا.

إذن لايوجد تراجع في مؤشر الإبداع في مصر ؟
أعتقد أن مؤشر الإبداع يرتفع لا يتراجع، فكلما زادت مساحة الحرية في التفكير والتنفيذ للشباب والمواهب الجديدة كلما زاد هذا المؤشر، فالشباب الحالي لديهم طاقة إيجابية وإبداعية غير محدودة، تحتاج إلى الحرية وتقديم الموارد اللازمة لترجمة تلك الطاقة إلى إبداع حقيقي على أرض الواقع.

ما أبرز التحديات التي تواجه دار الأوبرا في الوقت الحالي ؟
مواجهة الزيادة المستمرة في أسعار المعدات والخدمات، ومواجهتها تكون من خلال زيادة الموارد.

في برنامج الأوبرا السنوي الجديد لوحظ عودة الفرق الأجنبية مرة أخرى، فكيف تمكنتم من استضافتها رغم الارتفاع المستمر في الأجور؟
أولا اكتسبنا ثقة الفرق والفنانين من خلال العمل في السنوات الماضية على إعادة تثبيت أقدام الأوبرا عربيًا ودوليًا، أما ثانيًا لجأنا إلى السفارت والممثلين الرسميين للدول لعمل شراكة فيما بيننا، لذلك عقدنا الكثير من البروتوكولات بين الأوبرا وعدد من السفارات الأجنبية والعربية داخل مصر، للمشاركة في استضافة الفرق.

هل اندثرت شخصية إيناس عبد الدايم الفنية في العمل الإداري بالأوبرا ؟
لم تندثر بالطبع، فعندما تدير عمل ما بحب وفنية فلابد من وجود ثمرة هذا الحب والفن بالأساس في قلبك حتى تتمكن من بذله في العمل، وقد تعلمت من خلال السفر الكثير تنظيم وقتي وكيفية تقسيمه بحسب أولويات الفترة والأهداف التي أسعى إليها، فأنظم وقتي بشكل دوري مابين التركيز في العمل والأسرة والفن، وأستطيع التركيز في الفن عندما أمر بفترات استقرار في العمل بالأوبرا، أما في الفترة الحالية فتركيزي كله منصب في تثبيت أقدام الأوبرا وتحقيق أهدافها.

شخصيتك في العمل بالأوبرا تجمع مابين الحدة واللين في الوقت نفسه، فما هي المؤثرات التي أوجدت تلك الشخصية ؟
بصراحة العديد من المؤثرات، تأتي في مقدمتها "والدتي" فأنا نسخة مصغرة من شخصيتها، تعلمت منها الكثير وكيف أكون أم حقيقية تمتلك العاطفة والحنان وفي الوقت نفسه تمتلك الحسم في القرارات وتحمل المسئولية.

أما المؤثر الثاني تمثل في سفري للخارج للدراسة وأنا في سن صغيرة، وهو ما أعطاني رصيدا كبيرا ومكنني من تحمل المسئولية وإثبات ذاتي، وجعلني أبدأ مشواري من فترة طويلة.. وأنا فخورة بالمسيرة الطويلة التي قطعتها والنجاح الذي استطعت أن أحققه لأني طيلة حياتي أحب النجاح بالتدريج، حتى تكون خطوات هذا النجاح قوية وثابته لايمكن زعزعتها.

أي أنك تحبين النجاح بالتقسيط ؟
بالفعل، أفضل النجاح بالتقسيط عن النجاح السريع، طبقًا للنظرية التي تقول أن كل شئ جاء سريعًا يمضي سريعًا، وأفضل أيضًا النجاح بالاعتماد على نفسي لا التسلق على أكتاف الآخرين.

وأكثر ما أرتاح إليه حاليًا في تعاملاتي داخل الأوبرا، هو أن جميع العاملين بها أصبحوا يحفظون طبعي عن ظهر قلب، ويدركون كيفية التعامل معي، حتى وصلنا لتطبيق مفهوم الأسرة الواحدة في العمل، جميعنا نعلم حاليًا متى نتكلم ومتى نصمت وكيفية التعامل مع الأمور، وهو أمر يسهل على المهمة ويسرع من الوصول إلى الهدف.

هل يمكن القول إن أهم عوامل نجاح الأوبرا في الفترة الأخيرة هو عدم التغيير المستمر في إدارتها ؟
بالفعل هذا من أهم مقومات النجاح في الفترة الأخيرة، لأن التغيير المستمر في إدارة القطاعات يصيبها بالخلل، ويجعل الأهداف والعاملين في حالة تخبط مستمرة، ونجاح الأوبرا في المجمع يعود لعدة مقومات، أهمها الرؤية، فمن يدير الأوبرا عليه الجمع بين حكمة الإدارة والخبرة الفنية والرؤية والثقافة، لأن نظام عمل الأوبرا إداريًا يسير على المدى الطويل.

متى يمكن لإيناس عبدالدايم ترك إدارة الأوبرا والتفرغ لفنها ؟
(تضحك) لم أفكر في الأمر من قبل، ولكن يمكن أن اتخذ هذا القرار عندما أستنفذ قوتي وأفكاري، ولكن في المجمل أنا أعمل في إدارة الأوبرا على وضع أساس ونظام للعمل، وهو ماسيسهل المهمة على أي رئيس أوبرا من بعدي، فعندما جئت لرئاسة الأوبرا لم ألغي عمل من سبقوني وإنما استكملته، ومن يأتي بعدي أتمنى أن يسير على نفس المنوال.

على المستوى الفني.. هل تمنت إيناس عبدالدايم أن تكون قائدة أوركسترا (مايسترو) ؟
كان إحدى أحلامي أن أكون مايسترا (مؤنث مايسترو)، ومازال الحلم يراودني ولكن الوقت والمسيرة اتخذت منحنى آخر، ولم يسعفني مسار الأمور لتحقيق هذا الحلم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية