رئيس التحرير
عصام كامل

حربنا ضد الإرهاب


منذ أيام قليلة أطل علينا الإرهاب بوجهه القبيح الدامي، وكالعادة سالت دماء الأبرياء الآمنين وهم يؤدون صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله، والأدهى والأمر أن هؤلاء المجرمين السفلة الذين لا دين ولا انتماء لهم لم يراعوا حرمة الدماء التي حرمها الله تعالى إلا بالحق، ولم يراعوا حرمة المسجد ولا حرمة خير يوم طلعت فيه الشمس، يوم الجمعة، وهو يوم عيد المسلمين، ولم يراعوا حرمة هذا الشهر الكريم، شهر ميلاد نبي الرحمة ورسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم القائل: "والله لزوال الدنيا بما فيها أهون عند الله من أن تراق قطرة دم بغير حق"، والقائل أيضا: "والذي نفسي بيده إن حرمة العبد المؤمن أشد عند الله من حرمة هذا البيت وأشار بيده الشريفة إلى بيت الله الحرام".


هذا ومعلوم أنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا، هذا وكلنا يعلم جيدا أن ما يحدث من هؤلاء السفلة القتلة لا علاقة له بالدين، وإنما هو تنفيذ لمخطط إجرامي ومؤامرة خسيسة دنيئة الغاية منها إسقاط مصر وتركيعها وتقسيمها لإضعافها لإعطاء إسرائيل الفرصة على الهيمنة على الشرق الأوسط والمنطقة، وتحقيق حلمها الواهي المتوهم بدولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وهذا لا ولن يحدث ولن يكون، وأقولها ثقة في الله تعالى ووعده سبحانه بنصر المؤمنين لقوله عز وجل: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"، ثم ثقة في قائدنا البطل المؤمن الوطني المصري والعربي الأصيل، وفي جيش مصر الحر خير أجناد الأرض، وشرطتنا الباسلة، وشعبنا الأبي الصامد المترابط ذا النسيج الواحد والذي قال عنه الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه: "إنهم في رباط إلى يوم القيامة".

اقول، مهما كان حجم المؤامرة وحجم تمويلها وحجم القائمين على التخطيط لها وتنفيذها ستبوء بالفشل والخسران لماذا، لأنها مصر أرض الكنانة، لأنها مصر بلد التحدي والصمود، لأنها مصر صخرة العروبة والإسلام التي يتحطم كل الطغاة والبغاة والمعتدين عليها، ومن أراد أن يعلم ذلك فليراجع التاريخ وليقرأه جيدا، وهذا ولا يخفى علينا أن قوى الشر المتآمرة والمتكالبة علينا معلومون لنا جيدا أمريكا وبريطانيا وبعض دول الغرب، وكلهم يعملون لحساب الأجندة الصهيونية الإسرائيلية بالإضافة إلى العملاء الخونة أصحاب الأطماع والمصالح، تركيا وإيران وقطر والمنظمات الإرهابية وعلى رأسهم داعش وما يسمون بالجيش الوطني الحر في سوريا الشقيقة وغيرهم ممن صنعتهم أمريكا والغرب والصهيونية العالمية.

عزيزي القارئ، المؤامرة بجد خطيرة جدا وأعتقد أنها فوق ما يتصور ويتخيل، نعم ويجب أن نعلم هذا جيدا، ومن هنا يجب أن نفوت على أعداء الإنسانية والحياة الفرصة في إحداث الفتن بين طوائف شعبنا الأصيل، وخاصة أننا نعلم أن على رأس مخططهم الإجرامي إحداث الفتن العقائدية بين طوائف المجتمع، بين المسلمين والمسيحيين بين أهل السنة والشيعة، وهذا ما حدث في العراق وعندنا في مصر ودول عربية أخرى، والآن يعملون على بث نار الفتنة بين الصوفية والسنية في مصر كما فعلوها في دول عربية أخرى، ولكن شعب مصر من فضل الله تعالى شعب واع وفاهم ويعلم جيدا خطورة المخطط والمؤامرة وأبعادهما فأفسد مخططهم وسيفسد لهم كل مخطط إجرامي.

هذا وشعبنا الأصيل الصبور القوى بإيمانه والمؤمن بقيادته الوطنية المخلصة الحكيمة الواعية وبجيشه القوى العظيم وشرطته الباسلة التي تقدم كل يوم الدماء الذكية الطاهرة، يعلم أن حربنا مع الإرهاب الخسيس الجبان ستطول ولن تنتهي قريبا وانه قادر على التحدى والصمود والمواجهة، وفي الختام إن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا انتماء ولا يفرق بين الدماء، ومعلوم أن رؤوسهم قتلة مأجورون لا هم لهم إلا جمع الدولارات، وللأسف الشديد أن من بينهم فئات جهلة قد تم تضليلهم باسم الدين أوهموهم بأن مجتمعاتنا مجتمعات كافرة وقتلهم حلال وجهاد في سبيل الله، وتم تغريرهم وتزيين إجرامهم، وبالنسبة لهؤلاء المضللين يجب العمل على تصحيح مفاهيمهم المغلوطة وأفكارهم الخاطئة، وهنا يأتي دور الأزهر الشريف والأوقاف وعلماء الدين المعتدلين من أصحاب الفكر المعتدل الوسطي.

هذا وأعتقد أن لكل منا دورا منوطا به يجب أن يؤدى في حربنا الشرسة مع الإرهاب بكل أمانة وإخلاص وعلى الوجه الأكمل، رجال الدين وأساتذة علم النفس والاجتماع ورجال الإعلام ووزارة الثقافية ووزارة الشئون الاجتماعية، ويجب تكثيف الندوات الدينية بالقرى والنجوع والنوادي والمعاهد والجامعات لتصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة المغلوطة، ويجب تطهير جميع مؤسسات الدولة من إخوان الشياطين وأصحاب الفكر المتشدد ويجب محاكمة كل من يبث الأفكار المتشددة والمتطرفة، حفظ الله مصر وشعبها وخالص التعازي لأسر الشهداء، وتحيا مصر.
الجريدة الرسمية