رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب والمواجهة المجتمعية


المجزرة الإرهابية البشعة التي ارتكبها أعداء الدين والإنسانية يوم الجمعة الماضي في مسجد "الروضة" بشمال سيناء، كانت كاشفة بما يكفى أن الإرهابيين جهلة وأشرار لا يسيئون فهم الدين السمح فحسب ولكن أيضا هم أبعد البشر عن الإنسانية. وظني أن تفسير بعض الخبراء بأن هؤلاء الإرهابيين هم مجموعات إجرامية لا علاقة لها بدين وليس لديها أي قيم إسلامية أو إنسانية هو أقرب التحليلات للمنطق والحقيقة فهؤلاء يرفعون شعارات الدين لكنهم مجرمون مهما غيروا من هيئتهم وامتطوا سمت الدين.


لقد استهدف هؤلاء الإرهابيون المجرمون أبطال الجيش والشرطة على مدى السنوات الأخيرة، وحين تمكنت قواتنا المسلحة ورجال الأمن من دحرهم، وحاصروا فلولهم في مخابئهم وأوكارهم في الصحراء وفى سيناء، لم يجد هؤلاء سوى المدنيين العزل، والمصلين الأبرياء، قتلوهم بدم بارد وهم ركع سجود بين يدي الله العزيز الحميد.

إن دماء هؤلاء الأبرياء الأطهار التي سالت داخل مسجد "الروضة" في سيناء بلا شك ستكون وبالًا على الجناة المجرمين الذين لا يرعون في مؤمن إلًا ولا ذمة وستكتب بإذن الله نهاية الإرهاب الأسود والجماعات الظلامية الإجرامية في مصر. ويقيني أن محاولات هذه الجماعات المستمرة لكسر الروح المعنوية للشعب المصري لن يزيده إلا إصرارًا على الوقوف إلى جانب جيشه وشرطته في مواجهة هذه الفئة الضالة الباغية التي حاربت الله عز وجل جهارًا نهارًا وفي بيت الله وفى يوم عيد للمسلمين وهو يوم الجمعة.

وتصوري أن أي حديث عن تعديل القانون الجنائي للتعامل مع هؤلاء الإرهابيين لن يفيد كثيرًا، والأهم أن تكون هناك مواجهة مفتوحة وشاملة مع الإرهاب والإرهابيين من خلال مواجهة فكرية وأمنية ومجتمعية كبيرة يشارك فيها الجميع دون استثناء. وإذا كانت قواتنا المسلحة تحقق الكثير في مجال التصدي للإرهاب ومعها الشرطة المدنية فإن المجتمع المصري بكامله مطالب اليوم بأن يتصدى للإرهابيين الفجار ويشارك بقوة في إحباط مخططاتهم ضد مصر والمصريين ورواد بيوت الله.

وفى النهاية فإن التحية ستظل واجبة لرجال قواتنا المسلحة الأبطال الذين يسهرون على حماية الوطن وحدوده وأمنه.
الجريدة الرسمية