رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكايات شهداء مسجد الروضة (صور)

فيتو

ذهبت لأتفقد الجثث داخل المسجد وجدت جثمان أحدهم مسجيا جانبا.. سألت أين أقاربه لاستكمال إجراءات استخراج شهادة الوفاة والدفن.. قالوا استشهدوا جميعهم.


رائحة الموت في كل مكان داخل مسجد الروضة، تتخطى الأقدام دماء شهداء المذبحة التي راح ضحيتها 305 شهداء علاوة على إصابة 128 حسب بيان النيابة العامة.

يحكى سالمان سويلم أحد شهود العيان على مذبحة مسجد الروضة أنه بعد هدوء الأوضاع وتوقف إطلاق النار ذهب مسرعًا إلى محيط المسجد ليرى مئات الجثث ملقاة على الأرض غارقة في دمائها علاوة عن العديد من إصابات المواطنين العزل الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة داخل المسجد، فيقول: "فوجدت أحدهم مسجيا جانبًا، سألت أين أقاربه لاستكمال إجراءات استخراج شهادة الوفاة والدفن.. قالوا استشهدوا جميعهم".

ويروى سالمان كيف هاجم المسلحون المسجد من ثلاث جهات حيث أنهم بادروا بإطلاق وابل من الرصاص على المصلين بعدها حدثت ضجة وحالة من الهرج داخل المسجد، وأطلقت النيران من ثلاث جهات على المصلين علاوة على تواجد مجموعة أخرى خارج المسجد تنتظر المصابين الناجين الفارين من إطلاق النار فتنقض عليهم مرة أخرى وتطلق عليهم النيران حتى يلقوا حتفهم.

ويحكى أحد أقرباء السعيد أحمد أبو عيطة ناظر مدرسة الروضة الثانوية والذي استشهد في استهداف مسجد الروضة تعود أصوله إلى محافظة الغربية، ولكنه جاء إلى القرية منذ خمسة عشر عامًا، وكان يقيم داخل القرية منذ ما يقرب من خمسة عشرة عاما، ويشهد له الجميع بحسن الخلق ومساعدة أطفال القرية في إعطائهم الدروس وحث الطلاب على العلم حتى أنه صار يتحدث بنفس لهجة أهل القرية " اللهجة البدوية".

استشهد أبو عيطة ومعه فلذة كبده الذي يبلغ من العمر 7 سنوات أصابته رصاصات الغدر ليفارق الحياة الدنيا إلى الحياة الأبدية تاركًا وراءه أفراد أسرته.

وتعتبر قرية الروضة التي يقطنها نحو 2500 نسمة وتقع إلى الغرب على بعد 30 كيلومترًا من مدينة العريش، من معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، حيث توجد زاوية للطريقة بجوار المسجد الذي يخلو من الأضرحة.

أحد شيوخ قرية الروضة أكد أن العناصر الإرهابية تعتبر من "البغاة" أننا نساند الدولة في محاربتنا للإرهاب بالرغم من تهديدنا مرات عديدة إلا أننا لم ننظر إليها.

وأوضح أن جميع رجال القرية كانوا من المجاهدين إبان حرب 1973 وأنهم مستعدون إلى التضحية لآخر رجل في مساندة القوات المسلحة والدولة المصرية.

من بين شهداء المجزرة 28 طفلا دون سن العاشرة، و160 مسنًا فوق الستين عام، و10 أسر بأكملها تضم الجد وأبناءه وأحفاده، و17 أسرة فقدت الآباء والأبناء معًا، ودفنوا في 10 مقابر جماعية حفرت باللوادر.

فيما كان من بين شهداء الحادث الإرهابي الغاشم، أحد المصلين من المسنين، الذين أتى عليه الزمان بنكباته، فلم تعد قدماه تحمله ولم يجد أمامه إلى كرسيه المتحرك مؤنسًا وونيسًا ورفيقًا له في طريقه لأداء فرض الله، ولكن رصاصات الغدر لم تمهله، فمات المسن وبقي كرسيه ملطخًا بدمائه.

تفاصيل مأساوية لا تغيب عن مخيلة الذين رأوا بأعينهم استشهاد أبنائهم وآبائهم، هرج ومرج داخل المسجد، صراخ وعويل في بيت الله.
Advertisements
الجريدة الرسمية