رئيس التحرير
عصام كامل

العالم يواصل إدانته حادث مسجد الروضة.. بابا الفاتيكان يعرب عن تضامنه مع المصريين.. رئيس الصين: ندعم مصر ضد الإرهاب.. تيريزا ماي تطالب بضرورة تضافر الجهود الدولية

جانب من حادث مسجد
جانب من حادث مسجد الروضة

تواصلت ردود الأفعال الدولية التي تدين حادث الهجوم على مسجد "الروضة" بالعريش، وتؤكد تضامن العالم مع مصر حكومة وشعبًا في الحرب ضد الإرهاب الأسود.


وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الساعات الماضية عددا كبيرا من الاتصالات الهاتفية وبرقيات التعزية في شهداء الحادث الأليم، كما تلقى اتصالات هاتفية من زعماء الدول العربية ورؤساء الدول الكبرى في مقدمتها بريطانيا والصين والفاتيكان وقبرص واليونان الذين أكدوا تضامنهم مع الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب الأسود.

قبرص
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس القبرصي "نيكوس أناستاسيادس"، قدم خلاله التعزية والمواساة في ضحايا الهجوم الإرهابي الآثم الذي أسفر عن استشهاد عدد كبير من المواطنين المصريين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة، في مسجد "الروضة" بشمال سيناء.

وأكد الرئيس القبرصي خلال الاتصال وقوف قبرص بجانب مصر وتضامنها الكامل مع الشعب المصري في هذه الظروف الأليمة، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الحرب على الإرهاب، الذي يمثل خطرًا كبيرًا على المنطقة والعالم.

وأعرب الرئيس من جانبه عن التقدير للرئيس "أناستاسيادس" لحرصه على تقديم التعازي في ضحايا الحادث، مؤكدًا قوة وتميز العلاقات التي تربط بين مصر وقبرص، ومشيدًا بجهود البلدين المشتركة في العمل على إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

اليونان
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس"، وأعرب رئيس الوزراء اليوناني خلال الاتصال عن استنكار اليونان الشديد لهذا الحادث الإجرامي البشع، مؤكدًا تكاتف اليونان ووقوفها إلى جانب مصر في الحرب ضد الإرهاب.

وأعرب الرئيس السيسي من جانبه عن الشكر والتقدير لرئيس الوزراء اليوناني على تعازيه ومواساته، مؤكدًا أن هذا الحادث الإرهابي لن يُزيد الشعب المصري إلا إصرارًا على مواصلة معركته الباسلة ضد قوى الظلام والإرهاب.

بريطانيا
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماى"، أعربت خلاله عن خالص تعازي بريطانيا في شهداء الهجوم.

وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية عن إدانتها هذا العمل البربري، مؤكدة دعم بريطانيا، حكومة وشعبًا، لمصر وتضامنها معها في جهودها لمكافحة الإرهاب.

وأكد الرئيس عن خالص تقديره لحرص رئيسة الوزراء البريطانية على تقديم التعازي في ضحايا الحادث، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب الذي بات خطرًا يهدد أمن واستقرار العالم بأسره.

الصين
كما قدم الرئيس الصيني (شي جين بينج) التعازي للرئيس السيسي وعبر "شى" في رسالته عن خالص التعازى للضحايا وخالص التعاطف للرئيس السيسي وأسر الضحايا والمصابين.

وقال الرئيس الصينى، إن بلاده تعارض بحزم جميع أشكال الإرهاب وتدين بشدة هذا الهجوم، مشددًا على أن بكين ثابتة في دعم الجهود المصرية في محاربة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار الوطني.

بابا الفاتيكان
وبعث البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ببرقية تعزية إلى السلطات المصرية، أعرب فيها عن ألمه الشديد إزاء سقوط عدد كبير من الضحايا في حادث استهداف مسجد الروضة بالعريش.

وأشار "البابا فرنسيس" في برقيته، بحسب بيان للكنيسة الكاثوليكية، مساء أمس السبت، إلى تضامنه مع الشعب المصرى في هذه المرحلة من الحداد الوطنى التي تعيشها الأمة المصرية بأسرها.

وكتب البابا في البرقية، أنه "يوكل أنفس جميع الضحايا إلى رحمة الله ويسأل الرب أن يسكب عزاءه وسلامه في قلوب عائلات القتلى ومن فقدوا أحباءهم في هذا الهجوم الإرهابي".

وأدان البابا فرنسيس بشدة هذا العمل الوحشى الذي استهدف مدنيين أبرياء كانوا مجتمعين بدافع الصلاة، مضيفًا: "إنه يتحد مع جميع الأشخاص ذوى الإرادة الحسنة الذين يطالبون بأن تتعلم القلوب التي قسّاها الحقد كيف تتخلى عن العنف، الذي يولّد آلامًا كبيرة، وكيف تعانق درب السلام".

بطريرك أنطاكيا والمشرق
ومن جانبه قال الكاردينال بشارة الراعى، بطريرك أنطاكيا والمشرق، إن مصاب حادث مسجد الروضة الإرهابى كبير جدا، والكلمات بشأنه لا تكفى، متابعا: "نحن متضامنون معهم تمام التضامن، ونصلى من أجلهم ونشعر معهم بآلامهم، ونسأل الله أن يضمد جراحهم ويجفف دموعهم، وفى الوقت نفسه ننضم لكل الشعب المصرى ولهم، من أجل إدانة كبيرة لهذا العمل المشين وإدانة كبيرة لكل المنظمات الإرهابية ونقف إلى جانبكم بكل قوانا".

الجزائر
كما بعث الرئيس الجزائرى "عبد العزيز بوتفليقة"، رسالة تعزية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ضحايا الاعتداء الإرهابي على المصلين بمسجد الروضة بسيناء، أمس الجمعة، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الأبرياء.

وقال الرئيس الجزائرى في رسالته: "لقد تلقينا ببالغ الأسى والألم وعظيم الاستنكار فاجعة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المصلين بمسجد الروضة بسيناء، مخلفًا عددا كبيرا من القتلى والجرحى".

وأضاف: "في هذا الظرف الأليم لا يسعنى إلا أن أعرب لكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسى، عن خالص التعازى وعميق مشاعر التعاطف لعائلات الضحايا الأبرياء، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين".

وتابع الرئيس بوتفليقة: "إننا إذ ندين بأقسى عبارات التنديد والاستنكار هذه الجريمة البشعة، فإننا نؤكد تضامننا المطلق مع الشعب المصرى الشقيق في هذا الظرف العصيب ونجدد دعمنا له في مواجهة الإرهاب الأعمى الذي أثبت، مرة أخرى، أنه لا دين ولا انتماء له، كيف لا وها هو يستهدف مصلين آمنين أبرياء وهم يؤدون صلاة الجمعة منتهكا بذلك حرمة بيت من بيوت الله".

وأضاف: "إن هذا الاعتداء الهمجى المقيت يرسخ قناعتنا بأن مكافحة آفة الإرهاب الأعمى تتطلب المزيد من التعاون وتضافر جهود المجتمع الدولى من أجل اجتثاثها من جذورها، والقضاء التام على مختلف بؤرها حيثما وجدت عبر العالم، وحماية البشرية من ويلاتها".

وجدد تضامنه الثابت وتعاطفه الصادق مع مصر، وأعرب عن يقينه بأن الشعب المصرى الأبى سيتجاوز آثار هذه المحنة المؤلمة وهو أشد قوة بما عُرف عنه من شجاعة وصمود وما يملكه من قدرات المقاومة والتصدي.

الحكومة المصرية
ومن جانبه عقد الرئيس السيسي، اجتماعا بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة مع الدكتور مصطفى مدبولي، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

الحادث الإرهابي
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي من الدكتور مصطفى مدبولي تقريرًا حول الحالة الصحية لمصابي الحادث الإرهابي الآثم الذي تعرض له مسجد الروضة بشمال سيناء أمس، وذلك في ضوء الزيارة التي قام بها أمس برفقة وزيري الصحة والتنمية المحلية إلى المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها بالقاهرة، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن المصابين يتلقون الرعاية الصحية اللازمة بالمستشفيات لحين خروجهم.

وكلف الرئيس في هذا الإطار بمواصلة الحكومة تقديم كل أوجه الدعم لأسر شهداء الحادث الإرهابي الأليم، فضلًا عن المتابعة الدورية لحالة المصابين وتوفير الرعاية الطبية الكاملة لهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي والاجتماعي اللازم حتى إتمام شفائهم.

وأمر الرئيس بالبدء في إعداد خطة تنمية شاملة لمنطقة بئر العبد، وذلك إلى جانب الخطط التنموية الجاري تنفيذها بالفعل في سيناء.

صندوق تحيا مصر
وفي السياق قال محمد عشماوى، المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر: إن صندوق تحيا مصر يبحث تقديم كل أوجه الدعم لقرية الروضة بمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، التي شهدت الحادث الإرهابى، ودعم أهالي الشهداء والمصابين.

وأضاف أن الصندوق سيعمل على تقديم كل الاحتياجات والدعم لنساء القرية، خاصة بعد استشهاد عدد كبير من رجالها مما جعلهن مسئولات عن أسرهن.

وأكد عشماوى أن الصندوق يعمل على تقديم الدعم الاجتماعى والخدمى والصحى وأيضا التعليمى لأبناء أسر القرية، في إطار برامج الإغاثة العاجلة التي يقوم بها الصندوق في التحرك لمساعدة أبناء الوطن، في كل الظروف الصعبة، وهو الهدف الأساسى من الصندوق من مساندة أهل مصر من خلال التبرع لصندوقهم الذي استهدفوا من التبرع له الوقوف بجانب أبناء الوطن والمساندة في المحن والأزمات.

وقال إنه سيتم تلقى التبرعات من المصريين على حساب رقم 037037، حساب الكوارث والأزمات.

ولفت إلى أنه يجرى اتصالات مع السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لإطلاق حملة لتلقى مشاركات الجاليات المصرية بالخارج للتكاتف لرفض الهجوم الإرهابي الغادر الذي يعد دليلا جديدا على تجرد مرتكبيه من أدنى درجات الرحمة والإنسانية واستحلالهم الدماء وسعيهم للفساد في الأرض.

وأضاف أن الإرهابيين يكشفون عن وجوههم القبيحة وأغراضهم الدنيئة ما يستوجب التعامل معهم بكل حزم وقوة، داعيا جموع الشعب المصرى إلى وحدة الصف والتكاتف ودعم مؤسسات في حربها ضد جماعات الضلال والغدر والإرهاب.

كما توجه عشماوى بالدعاء للمولى عز وجل أن يتقبل الشهداء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن تنعم مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار.

وأعلن صندوق تحيا مصر إطلاق حملة تبرعات على حساب رقم 037037 "إغاثة وكوارث" لدعم وإغاثة قرية الروضة التي شهدت الحادث الإرهابى أمس، لتوفير وسائل التنمية الشاملة والمستدامة في مجال تمكين المرأة وخلق فرص العمل والصحة والتعليم.
الجريدة الرسمية