رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سمكة نابليون.. صراع البقاء بين طمع الصيادين وإهمال البيئة

فيتو

مرارا وتكرارا وعلى مرأى ومسمع من مسئولى المحميات بالبحر الأحمر نرى سمكة نابليون المهددة بالانقراض تحت السكين تارة في حلقة أسماك الغردقة وتارة بمطعم سياحى بمرسى علم جنوب البحر الأحمر. 


في نفس هذا العام منذ ما يقرب من 3 أو 4 شهور تقريبا كشفت "فيتو" عن كارثة وهى بيع سمكة نابليون داخل حلقة أسماك الغردقة تحت سمع وبصر أجهزة البيئة بالبحر الأحمر، ولم نسمع حتى الآن عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة البيئة ونتيجة التحقيقات أن كان قد أجرى أي تحقيق من الأساس.

لم تهتم أجهزة البيئة بالبحر الأحمر للنداءات الكثيرة التي أطلقها محبو البيئة بخصوص صيد سمكة نابليون حتى كشف أحد السياح الألمان الذين جاءوا لزيارة مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر لمشاهدة تلك الأسماك في بيئتها البحرية وليس على طاولة العشاء في "بوفيه" مفتوح  بمطعم فندق سياحى بمرسى علم، ما دفع السائح إلى التقاط الصورة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى ليشاهد العالم تلك الفضيحة التي أصبحت بجلاجل السمكة التي يأتى السياح مخصوص لزيارتها من جميع أنحاء العالم.

السياح الذين جاءوا من بلادهم قاموا بمطالبة المنظمات الدولية لحماية نابليون طالما أن أجهزة المحميات بالبحر الأحمر لم تبال بنداءات الغواصين المتكررة لحماية السمكة المسالمة.

في ظروف بيئية صعبة عاشت سمكة نابليون لعقود طويلة، حيث إنها تقاوم الموت بسبب تلوث البيئة البحرية الناتجة من التسريبات البترولية وغيرها.

ولم يعد التلوث الذي يضرب البحر الأحمر من غارب إلى الغردقة؛ بسبب شركات البترول أو حتى عدم وجود رقابة بدأ من وزير البيئة؛ هو الخطر الوحيد الذي يهددها بالانقراض بل أصبح صيدها هدفًا لدى بعض المخالفين للقانون الذين يسعون للربح السريع من جراء الحصول عليها نظرًا للحمها الكثيف.

وتعتبر سمكة نابليون من عائلة سمك الرأس، وهي من الأسماك الكبيرة التي تعيش بين الشعاب المرجانية؛ وتوجد هذه السمكة في المحيط الهندي والمحيط الهادي، بالإضافة إلى البحر الأحمر.

يبلغ طول الذكور منها ما يقرب من المترين، بينما يبلغ طولها مترا واحدا في الإناث؛ وتتميز هذه السمكة الضخمة التي يزيد طولها على المترين بشفتين غليظتين، ولها سنام مرتفع فوق رأسها يكبر حجمه مع تقدم السمكة في العمر؛ كما تتميز الذكور بألوانها الخضراء والزرقاء، بينما يكون للإناث اللون البرتقالي.

يمكن لهذه السمكة أن تغير جنسها من أنثى إلى ذكر، ولم يعرف العلماء حتى الآن سبب هذا التغيير؛ وتعيش الإناث نحو 50 عاما، في حين أن الذكور تعيش أقصر قليلا بنحو 45 عامًا؛ ولديها معدل تكاثر بطيء جدًا بسبب تقنيات الصيد المدمرة، وحالات الصيد غير المشروع وغير المنظم أو غير المبلغ عنه.

أكد حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة، أن صيد سمكة نابليون كارثة بحرية وبيئية، وأوضح أن السمكة على رأس الأسماك المهددة بالانقراض، مضيفًا أن نابليون سمكة صديقة للإنسان؛ ويأتى السياح لزيارتها للاستمتاع بها وبجمالها تحت المياه.

وأكد الطيب أن غرامة صيدها تصب إلى مئات الآلاف من الدولارات؛ مشيرا إلى أن الغرامة تقاس بزيارات السياح للسمكة.

وأوضح أن البيئة تجري حسابات خاصة لتلك الغرامات فإذا كان مثلا الدخل من زيارات السياح لمشاهدة سمكة نابليون مليون دولار، فإن الغرامة صيد سمكة واحدة لا تقل عن 100 ألف دولار وهكذا.

وطالب الطيب بزيادة الوعي البيئي، مؤكدا مقولة "ومن الجهل ما قتل"، مشددا على زيادة الوعى لكل من العاملين في البحر من صيادين مرشدين بحريين وزيادة مطبوعات ومنشورات الوعي البيئية وتغليظ العقوبة والغرامة.

أكد الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر في تصريحات صحفية، أنه تم تشكيل لجنة متخصصة لتحري حقيقة عرض أحد الفنادق، في مدينة مرسى علم بالبحر الأحمر، سمكة مهددة بالانقراض، داخل البوفيه الخاص بالفندق.

وذلك بعد أن عرض أحد الفنادق في مدينة مرسى علم بالبحر الأحمر، لسمكة مهددة بالانقراض، داخل البوفيه الخاص بالفندق، أثار انزعاج العديد من رواد الفندق خاصة الأجانب، حيث قاموا بتداول الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد غلاب أن قطاع محميات البحر الأحمر سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ثبوت الواقعة، خاصة أن الصيد داخل المناطق المحمية مجرم قانونا وفقا للاتفاقيات الدولية التي تحمي هذا النوع من الأحياء المهددة بالانقراض.

ولفت غلاب إلى أن القطاع سيرسل بيانًا مفصلا للوقوف على مستجدات الأمر، بعد انتهاء أعمال اللجنة المشكلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية