رئيس التحرير
عصام كامل

«دماء الشهداء».. وتحالف الموساد وتركيا وقطر وأمريكا!


نجلس أمام المواقع الإخبارية وشاشات التليفزيون، نتابع تسارع ارتفاع أرقام الشهداء من إخوتنا وأهلنا في العريش، البداية هناك مصابون وليس هناك شهداء، ثم بدأنا من الرقم 54 شهيدًا حتى وصلنا إلى 305 شهداء وأكثر من مائة جريح، ونحزن ونلعن الإرهاب وتصرفات هؤلاء الإرهابيين المجرمين، ولكن ما هو دورنا!؟


كتبت في هذا المكان مرات عديدة أن معظم القضايا التي تشغل الرأى العام تؤكد أننا في حالة من الرفاهية وليس لدينا قضايا مهمة تشغلنا أو هناك قضايا تهدد الأمن العام والخاص، بل تهدد حياتنا ليست بالموت قتلا بسلاح الإرهاب فقط، ولكن أيضًا بسلاح المياه، وتساءلت كثيرا: متى نشعر بأننا في معارك حقيقية وليست معركة واحدة!؟ متى يشعر المواطن بأن مصر مستهدفة ليس فقط من أعدائها التقليديين بل من بعض الدول الشقيقة العربية والأسوأ مستهدفة من بعض أبنائها الذين تربوا وحملوا اسمها واليوم أشد أعدائها!؟

متى تشعر القيادة السياسية بأن الإعلام أحد المصادر الرديئة ويشجع على الإرهاب؟ متى تدرك الدولة أن وزارة الثقافة إحدى الأدوات التي تحارب الإرهاب أصبحت أحد مصادر الإرهاب بتقاعسها عن دورها بل الأسوأ لانعدام القيادات التي تعي دورها تجاه الوطن، وفساد هذه القطاعات يصم الآذان ويزكم الأنوف!؟ متى تدرك الدولة أن بقاء القتلة على قيد الحياة سنوات دون الحسم وتنفيذ أحكام الإعدام يعد أحد مصادر الإرهاب!؟

أقر وأعترف أننى شعرت بالعجز والحزن والإحباط عندما حدث الإجرام الإرهابى في بئر العبد وتفجير في مسجد أثناء صلاة الجمعة، وكنت سأكتب عن المعارك الوهمية الساذجة التي تسيطر علينا كل يوم والثانى، ولكن وقع الحادث الأكبر في تاريخ حوادث الإرهاب في مصر، وتساءلت إلى أين نسير وماذا حدث وكيف!؟ وكان الملجأ آراء أصدقائى التي أرى أنها تعبر عني جميعها.

يقول الصديق الشاعر الكبير جمال بخيت: لن يرتكب مثل هذه الجرائم إنسان ملحد.. لأن الملحد ليس لديه إله يتقرب له بالدم، ولن يرتكب مثل هذه الجرائم إنسان علماني.. لأن العلماني يؤمن بحق كل إنسان في أن يعبد ربه بالطريقة التي يراها وليس من حق أي إنسان أن يفرض رؤيته على الآخرين، مثل هذه الجرائم لا توجد إلا في المجتمعات التي ينتشر فيها الهوس الديني المظهري.. الذي يفرغ الدين من محتواه.

ويضيف الصديق الدكتور نبيل الطوخى، أستاذ التاريخ الحديث: الحادث الإرهابى الذي حدث اليوم بشمال سيناء لم يقم به مصرى شرب من نيل مصر وعاش على أرضها الطاهرة، لا أستبعد أن يكون وراء هذا الحادث الخسيس والجبان مخابرات دول إقليمية ودولية. وأقول للخونه من الإرهابيين وأعوانهم في الداخل والخارج. بإذن الله مصر ستنتصر في معركتها ضد الإرهاب، وأدعو الله أن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء.

ويؤكد هذه الرؤية الكاتب العربى عبدالرازق درباس: الخبر مرعب والقصة خطيرة بل هي فضيحة أخلاقية دينية، فما دخل مصلي الجمعة بالسياسة ليموتوا في المسجد؟ الحكاية ليست جماعة تكفيرية فقط، إنها أصابع الموساد الصامت!

بل يرسم بكلماته الفنان التشكيلى يوسف عبداللطيف ماحدث فيقول: نظرية المؤامرة تم العمل بنجاح منذ زمن لمحوها وتشويه من يتحدث عنها بأنه خيالي وليس واقعيًا وذلك لاستخدامها بنجاح!

أما الصديق الإعلامي عاصم بكرى فقال: لابد من إخلاء العريش ورفح تماما من السكان ومن يصر على البقاء منهم يتحمل جريرة بقائه، وبعدها لابد من عملية مسح نارية شاملة تأتى على أي إنسان على هذه الأرض ليس من الجيش أو الشرطة، لابد من عملية تطهير نارية لا تسمح لهؤلاء الكلاب الأنجاس بأى فرصة للوجود.

وهنا يقدم اللواء حمدى البطران، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رؤيته للحادث: يصعب منع الحوادث التي من هذا النوع والتي تتسم بترصد الجاني وتحين الفرصة، وخصوصًا أن أحدا لا يتصور أنها تحدث بمسجد، وإذا وصلنا لدرجة أن الدولة تتولى تأمين المصلين، فالأمر يتعدى فكرة إرهاب بمقدار ما هو حرب دينية، والمشكلة أن القتلة يتبنون أفكارًا إسلامية، الموضوع أكبر من مجرد مجموعة مغيبة عقولها، فمن أين حصلوا على المتفجرات الغالية التي هي أغلى من المخدرات، ومن مولهم ومن عاونهم؟

واضح من تحليل اللواء البطران أن الأمر أكبر من مجموعة إرهابية، وبالتالى هناك جهات أخرى دولية وراء الحادث وبالتالى يمكن الموساد والأتراك والقطريون وأكيد الأمريكان!

وأخيرا الكاتب الصديق الدكتور سيد الوكيل يقول: قتل الناس في المساجد والأسواق ليس جديدًا على الإرهاب، فعلوها في الجزائر وفي العراق وفي الصومال.. وفي نيجيريا منذ أسبوع، القتل على المشاع يعبر عن اليأس.. حلاوة روح.. سياسة الأرض المحروقة، لعلها تصيب فوضى.. تشيع معها أفكارا طائفية، أو استعداء على الأمن بهاجس ساذج أنه يثبت وجوده بتخويف الناس، أو أنه غير قادر على حمايتهم.

لكن الفوضى سلاح ذو حدين، فقد تأتي بعكس كل التوقعات.. فعند الإحساس بالخطر، يبدأ الناس بالبحث عند يد قوية تحميهم، ويكونون أكثر تماسكا، وهذا ما فعله المصريون عندما امتدت الفوضى إلى 3 سنوات بعد ثورة يناير.. هناك معنى وحيد لهذا التحول إلى القتل على المشاع.. ولا أستبعد أن يحدث على مستوى أكبر، مثلا في الأسواق ومناطق التجمعات العامة كالمتنزهات والحدائق..

المعنى هو، في لحظات الاحتضار يبدأ اللعب على المكشوف، فتسقط كل أقنعة الإرهاب الدينية والوطنية والسياسية، ويظهر وجه الزومبي القبيح.

وبعد فإن حادث العريش لن يكون الأخير، وعلينا أن ندرك عن يقين أن مصر التي ذكرت في الكتب السماوية الثلاثة تحرسها عين الرب، وسينتصر الشعب المصرى الطيب الأبى على كل الأعداء.. كل الأعداء.. وما حدث أتصوره آخر محاولات الإرهاب العالمى الصهيونى من النيل من مصر الحضارة صاحبة التاريخ المجيد..

يا أغلى اسم في الوجود.. يا مصر
تفوت عليكى المحن..
ويمر بيكى الزمان
وإنتى أغلى وطن.
نعيش لمصر... ونموت لمصر... مصر.. مصر.. تحيا مصر.
الجريدة الرسمية