رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط الأقنعة


كما سقطت الأقنعة عن جماعة الإخوان الإرهابية بعد إزاحتهم شعبيا عن الحكم في مصر وظهور الوجه القبيح لأفكارهم، سقطت الأقنعة الفكرية لتجنيد الشباب التائه للانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سيناء بعملية مسجد قرية الروضة بسيناء وانطبق عليهم ما ينطبق على الذين يعيثون في الأرض فسادا بأن يقتلوا وتقطع أياديهم وأرجلهم من خلاف.

إن عملية مسجد لم تكن الأولى التي تستهدف أبرياء فالذين انخرطوا في هذه الجماعات سبق وأن استهدفوا أبرياء في دورهم وفي مصالحهم الحكومية وفي أماكن عملهم غير أن هذه المرة جاءت فارقة باستهداف مسجد قرية الروضة وقتل المصلين بدماء باردة وبتوجيه رصاصات الغدر إلى قلوب المصلين ثم تفجير المسجد ومحيطه.

صحيح استطاعت الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة توجيه ضربات قاصمة لعناصر الإرهاب في مصر سواء في الداخل أو على الأطراف الحدودية وصحيح أن الأجهزة الأمنية أصبحت لديها قدرات المبادرة بعد أن كانت تتصرف كرد فعل لفترة غير قليلة إلا أن العملية النوعية للجماعات الإرهابية هذه المرة اختارت هدفا يصعب على الجميع توقعه إذ أن هذه الجماعات تحاول أن ترتدي عباءة الدين حتى ولو كان زيفا ومن غير المتصور أن يستهدفوا بيتا للصلاة.

على أن تركيز الرسالة الإعلامية لشعبنا يجب أن يتناول هذه العملية بما تستحقه من إشارات واضحة وغير ضمنية من أن الجماعات الإرهابية لا يجب أن تمنح مصطلحات مغايرة لما تعمل وفق أجندته فهي جماعات إرهابية وليست دينية متطرفة كما يحلو للبعض أن يطلق عليها فاستهداف بيوت العبادة أيا كانت دياناتها هو عملية إرهابية بالدرجة الأولى لا مبرر لها واستهداف الآمنين يتطابق مع استهداف الأجهزة الأمنية لا فرق بين هذا وذاك فالهدف هو إرباك الدولة وإنهاكها وإسقاطها لصالح قوى معادية تخطط لهذا الأمر بدقة وبمعلومات لأجهزة مخابرات ضالعة في الإيقاع باستقرار البلاد.
الجريدة الرسمية