رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية الاسترجي بالإسكندرية مع مهنته المنقرضة (فيديو وصور)

فيتو

30 عاما سجلت ذاكرة محمد عباس (استرجي الموبيليا)، أحداثها في مدينة الإسكندرية، بحلوها ومرها.. وفي منطقة العطارين وسط المدينة، يجلس ذلك الصانع تدل ملامحه وثيابه على مهنته التي يقول عنها «ملناش عيش غيرها رغم أن الرش هيموتنا في تلميع الموبيليا»، بعدما ظلت تلك المهنة قدره المكتوب عليه.


الأمراض لا تفارق تلك المهنة التي لا ترحم أبناءها، فرغم أهميتها كحرفة مكملة لصناعة الأثاث فإنه لا يوجد أحد من العاملين فيها يعيش بمظلة تأمينية أو غطاء تشريعي يكفله حين الإصابة بأي من أمراضها، فهم يرسمون البسمة على وجه كل عروس وربة منزل راغبة في تجديد أثاث منزلها، دون أن يجدوا من يحمل الفرحة لهم بخبر عن اهتمام الدولة بهم أو وضع ضوابط لعملهم تحميهم من أمراضه. 

يقول محمد عباس: «ورثت مهنتي عن والدي بعد قرار بعدم استكمال تعليمي لأعمل لمساعدة عائلتي، وبعد ذلك تعلمت كل أسرار المهنة من بيع وشراء وتلميع الموبيليا وإعادتها مرة أخرى لرونقها، إلا أن المهنة تغيرت كثيرا عن الأعوام الماضية، ووصلت إلى حد الانقراض والضياع؛ بسبب عدم وجود أيدٍ عاملة جديدة وجيل قادر على العمل». 

وأضاف: "تختلف مهنة الاستورجي في عملها بالإسكندرية عن المحافظات الأخرى؛ لامتلاك البعض حرفة بعض الأعمال التي تميل إلى الطريقة الفرنسية، والابتكار فيها عن الغير، إلا أن لغياب تعلم هذه المهنة تأثيرًا كبيرًا فيها، بالوصول بها إلى مرحلة الضياع".

واستكمل محمد: "خلال المرحلة الماضية تأثرنا كثيرًا، باختفاء الزبائن والمشترين تبعًا لارتفاع الأسعار على الأعوام السابقة، والتي تعود بتكلفته علينا من شراء المواد التي يتم استخدامها في تجميل وتلميع أثاث المنازل، وعدم تقبل الزبائن هذه الأسعار، بالإضافة إلى معاناتنا من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي باستمرار".
الجريدة الرسمية