رئيس التحرير
عصام كامل

المحارب القديم يعود إلى بيته.. أقدم عضو في الزمالك يصوت في الانتخابات

فيتو

في التاسعة من صباح اليوم، استيقظ عبد السلام شعبان من نومه، الذي جافاه معظم ساعات الليل، بسبب طول التفكير حول مستقبل نادي الزمالك الذي يعتبره بيته الكبير، ويجهز ملابسه وعكازه، وينتصر حبه للقلعة البيضاء على أمراض الشيخوخة التي تكاثرت عليه بحكم سنوات عمره التسعين، كي يقوده إلى خيام التصويت في انتخابات مجلس إدارة النادي.


عبد السلام الذي قضى أغلب سنوات عمره التسعين بين أروقة نادي الزمالك، يحمل لقب "أقدم عضو في نادي الزمالك" بجدارة، إذ يؤكد ذلك قائلا "الأعضاء اللي انضموا معايا كلهم ماتوا.. مش باقي غيري أنا".

ما إن يخطو الحاج عبده، كما يلقبه العاملون بالنادي، أرضية القلعة البيضاء حتى يشيعه المارة بالتحية وأحيانًا الوقوف للتحدث عن مؤهلات كل مرشح، وكأنه بحكم السنوات السبعين التي قضاها عضوا في النادي أصبح على دراية وافية بالنادي العريق وأعضائه.

قصة عضوية عبد السلام بالنادي تبدو مختلفة عن المسار المعتاد، إذ بدأت حين كان يعمل وهو صبي في شركة الشوربجي للملابس ويشرف على فرع ملابس السيدات، لتأتيه العضوية على طبق من ذهب.

يقول الحاج عبده: "كنت واقف ببيع للزباين لقيت عضو مجلس إدارة النادي وقتها عايز يشتري ملابس لبنته اللي هتتجوز، عملتله خصومات ولقيته تاني يوم جايبلي كارنيه عضوية في النادي".

أخيرا تحقق حلم الصبي الذي طالما عشق نادي الزمالك وتمنى أن يجلس فيه يوما واحدا، أصبح عضوا به عن طريق صدفة قاده لها حظه السعيد.

أيام الانتخابات يحضر الحاج عبده من منطقة أحمد عرابي في الجهة الخلفية للنادي، مبكرا ويبحث عمن يساعده في الوصول إلى الخيام المخصصة للتصويت، يدلي بصوته ويذيل الإدلاء بدعوات وعبارات ثناء على المرشح الذي اختاره، آملًا أن يحقق لبيته الثاني ما تمنى سنوات أن يتحقق.

ويقول: "النادي ده بيتي، الناس هنا بتشيلني على راسها، وأنا فخور بكوني أقدم عضو في نادي عريق زي ده".

لا يقتصر انتماء عبده للنادي كمكان فقط، بل ككيان أيضا "بقالي سنين كتير يمكن من كثرتهم مش فاكر وأنا بتابع مباريات النادي، زمان كنت بشوفها على القهوة ومع أصحابي دلوقتي كلهم ماتوا، وبعد ما أولادي تزوجوا وزوجتي ماتت، بقيت استناه في البيت يسليني".

الزملكاوي القديم، الذي أدار في شبابه العديد من شركات ملابس النساء وأدوات التجميل في مصر وعدد من الدول العربية، يحاول استدعاء ذاكرته المرهقة أن يستحضر أسماء اللاعبين الذين أثروا فيه وتعلق به منذ كان صغيرًا، لكنه لا يستطيع يستجمع المعلومات، وينظر إلى اللافتة المثبتة أمامه "إلى مقر التصويت والتسجيل"، "اللي فاكره كويس الثعلب حمادة إمام، عمري ماهنسى أدائه الله يرحمه".
الجريدة الرسمية