رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد سامر «أمين المصريين الأحرار»: طموحاتنا بلا سقف.. ولا مكان للفاسدين وأعداء الحريات بالحزب

فيتو

  • العضو الذي يخالف الخط السياسي تتكفل اللائحة بمحاسبته
  • هدفنا ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص داخل الحزب
  • نضع مبادئ وأهداف تعمل تحت لواء أيديولوجية واضحة
  • نعيش مرحلة انتقالية لحين بناء كوادر تستوعب الإستراتيجية العامة للمصريين الأحرار
  • لا يمكن بناء حزب على أفراد مهما كان عددهم أو مجهودهم
  • المناخ السياسي السائد في مصر ليس في أفضل حالاته لممارسة النشاط الحزبي
  • ممارسات القيادة السابقة أفقدنا كثيرا من مصداقيتنا
  • أداء كثير من نواب الحزب بالبرلمان مخزى وجاءوا نتيجة اختيارات غير موفقة
  • لا يمكن لدولة النجاح بجهود فردية.. وحزبنا يعبر عن المنهج الليبرالي

قال أحمد سامر الأمين العام لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب يبني كوادر جديدة تمتلك الثقافة والأدوات الحقيقية التي تمكنهم من ممارسة العمل السياسي، موضحا أن بناء التنظيم الداخلي مختلف لديهم، مضيفا: «نحن في المصريين الأحرار لا نسير بعقلية القائد أو الزعيم، بل نتجه دائما إلى تعظيم دور كل عنصر ليكون محققا لذاته»، لافتا إلى أن الحزب بقيادته الحالية تحذف من قاموسها ما يعرف بالـ «وان مان شو».. وإلى نص الحوار:

♦ نعرف أن مسئوليات منصب الأمين العام ضخمة ولكن نلاحظ وجودك في كل مكان تقريبا بالمصريين الأحرار بما يتجاوز ربما حجم ومهام دورك.. برأيك لصالح الحزب نشاطك هذا أم ضده؟
بداية يجب التوضيح أن قناعتنا السياسية تبنى على أن لا يوجد دولة أو تنظيم أو حزب ينجح بالاعتماد على أشخاص بعينهم أو «شلة» ونحن في «المصريين الأحرار» لا نسير بعقلية القائد أو الزعيم، بل نتجه دائما إلى تعظيم دور كل عنصر في الحزب ليكون محققا لذاته ومقدما قيمة مضافة للحزب في إطار من الشفافية وتكافؤ الفرص، أما ما أقوم به ليس نشاطا بقدر ما هو محاولة لتطوير طريقة الإدارة والنظم الحزبية السائدة في مصر.

♦ تقصد أنك تتبع طرقا وآليات جديدة على دولاب العمل الحزبي في مصر؟
بالعكس نحن لا نستحدث طرقا جديدة، بل نعمل كما تعمل كافة الأحزاب السياسية في العالم، ولكن برؤية مغايرة قد تبدو مختلفة بسبب ثوريتها وجديتها في تقديم عمل حقيقي، فتجاربي في العمل السياسي والحزبي، تجعلني أجزم بمسئولية الأحزاب عن ما آلت إليه مصر من فقر شديد في الكوادر السياسية والحزبية، ولهذا نعتمد التغيير من القاعدة، فنحن نضع مبادئ وأهداف تعمل تحت لواء أيديولوجية واضحة، وهو ما يجعلني حريصا على حضور كافة الندوات واللقاءات واجتماعات الأمانات، وهي بالمناسبة مرحلة انتقالية فقط حتى بناء كوادر تستوعب رؤية القيادة الحزبية، والإستراتيجية العامة للمصريين الأحرار، وأؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن بناء حزب على أفراد مهما كان عددهم أو مجهودهم.

♦ ما الذي تم إنجازه خلال الفترة الماضية ومدى رضائك عنه؟
وجهة نظري أن ما نفعله دائما مع أهميته ليس إنجازًا، فشعار ليس في الإمكان أفضل مما كان مرفوضا تماما داخل أدبيات المصريين الأحرار، ولكن بشكل موضوعي بحت علينا النظر إلى العوامل المحيطة بعملنا في عنصرين، الأول، المناخ السياسي السائد في مصر ليس في أفضل حالاته لممارسة النشاط الحزبي، وأفضل الشواهد على ذلك قانون حظر العمل في الجامعات الذي طرح مؤخرا، والأمر الثاني الأوضاع داخل الحزب، والتي لم تكن أيضا على ما يرام بسبب ممارسات القيادة السابقة، والتي أفقدنا كثيرا من مصداقيتنا بسبب الأداء المخزي، للكثير من نواب البرلمان الذين جاءوا نتيجة اختيارات غير موفقة.

♦ حديثك يؤكد أن التركة ثقيلة للغاية.. إذن كيف تسير معايير التطوير حاليا سواء على مستوى النهج السياسي للحزب أو داخل اللجان والأمانات؟
أولا فيما يخص النهج السياسي، أستطيع القول إن كافة البيانات والتصريحات الصحفية التي خرجت من القيادة الجديدة للحزب، كانت تنطلق دائما من قيم المواطنة وحقوق الإنسان والحريات، بجانب الفعاليات الثقافية التي ينظمها الحزب أسبوعيا، وبالمناسبة «المصريين الأحرار» هو الحزب الوحيد الذي يقدم ندوات ثابتة أسبوعيًا في مصر، وتتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وجميعها تعبر عن وجهة نظر الحزب وثوابته وأيديولوجيته.

ثانيا، نؤمن أن قوة الكادر السياسي في ثقافته وامتلاك الأدوات الحقيقية التي يستخدمها في ممارسة العمل السياسي، وهو ما نعمل عليه من خلال بناء تنظيم داخلي مختلف، حيث نحذف من قاموسنا ما يعرف بالـ«وان مان شو» وهو ما كان سائدا في السابق، حيث كانت أمانة التنظيم والعضوية على سبيل المثال مكونة من شخص واحد فقط، وكان يدير الأمانة من منطلق العلاقات، بعكس ما ننتهجه حاليًا من ضم أعضاء يستطيعون عمل تقييم موضوعي بناء على لقاءات مباشرة مع الأعضاء الجدد، بجانب عمل زيارات في المحافظات المختلفة لاستعادة الطيور المهاجرة.

♦ ألا ترى أن هذه الأفكار في حاجة لوقت متسع لتنفيذها على الوجه الأكمل بينما الظروف الحالية للحزب ربما لا تسمح بذلك؟
نحن لا نعمل بالقطعة حتى نفكر في جدلية الظروف على هذا النحو، بالطبع هذه الأفكار تحتاج لوقت كافٍ لتنفيذها على الوجه الأكمل، ولكننا نهدف بالأساس إلى إيجاد هيكل تنظيمي يوفر للعضو أجواء يستطيع العمل فيها، بما ينعكس على تحقيق أهداف الحزب وبرامجه.

♦ هل يعني حديثك أن المرحلة الانتقالية التي يمر بها الحزب تحتاج إلى تعيين أمناء المحافظات ممن ترون فيهم الصفات المطلوبة لترسيخ أهداف ومبادئ المصريين على حساب الممارسة الديمقراطية التقليدية؟
لا هذا ليس صحيحا، فما نؤمن به باعتباره ضرورة لحل أزمات مصر سنطبقه دون تهاون في ترسيخ وتطبيق قيم الليبرالية داخل الحزب، ولن ننتهج أبدا مبدأ التعيين لأمناء المحافظات، وستكون كل محافظة مسئولة عن تشكيل وحدتها الحزبية، واختيار من يمثلها، وهذا هو الأساس الحقيقي لبناء حزب قوى بعيد عن الصراعات، بالإضافة إلى تحقيق هدف مهم، وهو ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص داخل الحزب في تولي المناصب القيادية داخل المصريين الأحرار.

♦ دائما ما تنتقد الشعار القديم للمصريين الأحرار «لكل المصريين» وتحمله مسئولية جزء من الأزمة الأخيرة.. لمن الحزب اليوم؟
الحزب يعبر عن خط سياسي واضح وهو المنهج الليبرالي، وبعض القيم الأساسية التي يعمل المصريين الأحرار من خلالها، لا بد وأن تكون راسخة في مشروعه السياسي، وهذا بالطبع يتنافر مع توجهات المصريين الذين يحملون جنسية هذه البلاد ولكنهم يحملون أفكارًا أصولية ضارة ومتطرفة تريد هدم مصر، بالإضافة إلى العابثين بمقدرات الوطن من الفاسدين وغيرهم من الانتهازيين والسلطويين وأعداء الديمقراطية والحريات، جميع هؤلاء لا يمكن تصور وجودهم في حزب المصريين الأحرار، ولهذا كان الشعار الجديد للحزب «علشان مصر اللي بنحلم بيها» وهو شعار مستقبلي لتحقيق تقدمية وحداثة تليق بمصر وما ينبغي أن تكون عليه.

♦ وما التكلفة التي تكبدها الحزب من جراء رفعه للشعار القديم «لكل المصريين»؟
التكلفة كانت باهظة بالطبع، فالحزب كان خليطا من القوميين والعروبيين واليساريين والإسلاميين والسلطويين والمؤمنين بالفكر الفاشي، ما فجر صراعا داخليا على حساب الأيديولوجيا، نهاية حزب المصريين الأحرار ليبرالي ولن يضم أي شخص لا يؤمن بالقناعات التي تأسس عليها الفكر الليبرالي.

♦ ما الآلية التي ستتبعها للتأكد من ولاء قيادات الحزب على كافة المستويات لتوجهات المصريين الأحرار الجديدة بما يمنع حدوث أزمة مشابهة مستقبلا؟
هي ليست آليات بقدر ما هو التزام باللائحة التي تضم بندا يسمى «الانضباط الحزبي»، فالعضو الذي يخالف الخط السياسي والمنهج الليبرالي للحزب، تتكفل اللائحة بمحاسبته بقدر الخطأ الذي ارتكبه.

♦ ألا ترى أن غياب ثقافة الالتزام الحزبي عن الحياة السياسية والحزبية المصرية ستعيق تطبيق معايير انضباطية على هذا النحو؟
بالطبع هي غائبة لدرجة كبيرة عن العمل الحزبي والسياسي في مصر، وهو ما نحاول ترسيخه، فعندما تتحدث برؤية سياسية وأنت شخص حر لا تنضوى تحت لافتة حزب لك مطلق الحرية في مواقفك وتحركاتك السياسية، ولكن عندما يتخذ الحزب قرارا بناء على رؤية ما، عليك على أن تلتزم كعضو بكل ما صدر عن الحزب.

♦ من زاوية أخرى.. ألا تخاف من انعزال المصريين الأحرار في دوائر النخبة بسبب هذا الخطاب الذي يرتفع ربما عن منسوب الثقافة السياسية للشارع المصري؟
في هذه الزاوية يمكن التحدث من خلال منطلقين، الأول أن هناك حركة تسارع في تطور المجتمع المصري ثقافيًا وفكريًا، فحتى وقت قريب بعض المصطلحات السياسية والفكرية التي تروج اليوم على نطاق عام، كان لا يمكن التفوه بها على الملأ في المجتمع المصري، أما بالنسبة للمنطلق الثاني، نحن كحزب سياسي لا نتحرك من رؤى سابقة، لذا نركز على مخاطبة القطاعات التي تؤمن بأفكارنا وسط هذه العملية المتسارعة في تحديث المجتمع.

♦ أولويات المرحلة المقبلة.. عودة الحزب إلى ما كان عليه أم لديك طموحات أخرى؟
لن ننظر للماضي، ولكن طموحاتنا بلا سقف، فنحن نسعى منذ أول يوم لنا في قيادة الحزب إلى تحقيق أهدافه السياسية بأن يكون يوما ما الحزب الحاكم، بمقدرات وقناعات الأفكار المؤسسة للمصريين الأحرار، وهذا لن يتم بين يوم وليلة، بل على رؤى حقيقية وخطة موضوعة بشكل تفصيلي، وأحلام تعول على التحرك السريع في حركة المجتمع، خاصة أننا من الأحزاب التي تملك أفكارا أكثر وضوحا في خطابها السياسي، بشكل عام نأمل أن يكون المصريين الأحرار تجربة رائد في استعادة الحياة الحزبية في مصر، التي توقفت منذ مارس 1954.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية