رئيس التحرير
عصام كامل

قادة البنوك يبحثون الفرص المقترنة بمقومات التحول الرقمي (صور)

فيتو

شارك ما يزيد على 500 من قادة القطاع المصرفي والمالي والخبراء وكبار المدراء التنفيذيين من الدولة والمنطقة في النسخة الخامسة من "الملتقى المصرفي في الشرق الأوسط 2017"، والذي نظمه اتحاد مصارف الإمارات، الهيئة التمثيلية المهنية للمصارف الـ 48 الأعضاء العاملة في دولة الإمارات، تحت عنوان "الاستفادة من مقومات التحول الرقمي العالمي" بالتعاون مع "ذا بانكر".


وتطرّق المتحدثون في الملتقى إلى موضوع التقنيات المتطورة على غرار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والتي تحدث تحولًا جذريًا في غالبية القطاعات الرئيسية، بما في ذلك القطاع المصرفي.

وتناولت محاور الجلسات مدى جاهزية القطاع لمواجهة تداعيات التحول الرقمي واستكشاف التحديات والفرص التي يتيحها. كما شدد قادة قطاعي المصارف والتكنولوجيا على الصعيدين العالمي والإقليمي على ضرورة بقاء الأطراف المعنية على استعداد تام لاتخاذ نهج مبتكر أو إعادة صياغة أعمالهم لمواكبة عملية التحول.

وألقى مبارك راشد المنصوري، محافظ مصرف الإمارات المركزي، كلمة افتتاحية تضمنت العديد من المحاور الرئيسية والقضايا هامة، وذلك إيذانًا بانطلاق الملقى، والذي شكل منصة قدمت تجربة ثمينة للمشاركين من خلال سلسلة من العروض التقديمية ذات البعد الإستراتيجي، وحلقات النقاش المباشرة، والمقابلات الحصرية على المسرح.

كما شارك المنصوري إلى جانب كل من عبدالعزيز الغرير، رئيس اتحاد مصارف الإمارات، وجاسم البستكي، الأمين العام لجمعية رواد الأعمال الإماراتيين، وبيير لويجي جيلبرت، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الأوروبي، في حلقة نقاش تناولت تحديات التمويل الرئيسية التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات، واستكشاف سبل تحفيز البنوك لنمو مؤسسات الأعمال ودفع عجلة النمو الاقتصادي.

وفي هذا السياق، قال الغرير: "يسعدنا ويشرفنا أن يكون هذا الملتقى منصة إستراتيجية تجمع أكثر من 500 من خبراء وقادة القطاع المصرفي والمالي في المنطقة لمناقشة مجموعة متنوعة من الموضوعات والقضايا المشتركة، والتي تصب بشكل مباشر في تطوير المنظومة المصرفية محليًا وإقليميًا".

ويوفر هذا الحدث منبرًا لخبراء القطاع لبحث التحديات والفرص التي تفرضها مجموعة من مقومات التحول الرقمي، وتسليط الضوء على كيفية التعامل معها وتحقيق الاستفادة القصوى منها. وتشمل بعض التحديات التي نشهدها اليوم عملية تبني الذكاء الاصطناعي ومنهجيات تحليل البيانات الضخمة، والهجمات السيبرانية والتهديدات الرقمية المتزايدة، والأطر التنظيمية الآخذة في التطور بوتيرة متسارعة، فضلا عن صعوبات تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة.

وبفضل قدرتها على أن تصبح جزءًا لا غنى عنه من النماذج المصرفية، باتت البنوك اليوم تعكف على إدماج آليات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في نماذج أعمالها، ومما لا شك فيه، فإن هذا الملتقى يأتي تماشيًا مع إستراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، والتي تحفز المؤسسات المالية في البلاد على تبني هذه التكنولوجيا وتعزيز مستويات الدعم التقني لديها".

وأضاف: "يبقى اتحاد مصارف الإمارات على أهبة الاستعداد لرصد هذه التحديات وتحديد أبعادها. ونحن على ثقة تامة بأن تعاوننا الوثيق مع مصرف الإمارات المركزي من شأنه أن يساعد المصارف الأعضاء على النظر بعمق في هذه التحديات، وإيجاد أفضل السبل لتحقيق الاستفادة القصوى منها".

من جانبه، قال مبارك راشد المنصوري: "يشكل هذا الملتقى خطوة إلى الأمام في سبيل مواجهة التحديات التي تترافق مع التقدم التكنولوجي الذي نشهده اليوم على جميع الأصعدة. وهو يمتد ليطال الأوجه المختلفة لهذا التقدم الذي يشمل مختلف جوانب القطاع المصرفي. وبما أن التطورات الابتكارية تتسم بطابع يصعب التنبؤ به، فإن النهج الأمثل لتحقيق الاستفادة القصوى منها واحتواء أي مخاطر تترتب عليها يتمثل في التحقق من أن تكون لدى مختلف المؤسسات المعنية والجهات التنظيمية القابلية والقدرة على التكيف معها وتبنيها بفعالية، مع أخذ عامل الوقت في الحسبان".

وأكد المنتدى على أن التحول الرقمي، والمتطلبات المتنامية للعملاء، والمنافسة التي قد تطرأ في بعض الأحيان من جهات غير متوقعة، علاوة على الهجمات السيبرانية، والبيئة التنظيمية الآخذة في التطور باستمرار، هي القوى الرئيسية التي تسبب التحولات التي تمر بها الأعمال المصرفية. وأن البنوك التي تخفق في عملية التكيف بشكل سريع مع هذه التوجهات قد تعجز عن مواكبة مشهد القطاع المصرفي الراهن، وربما تتضرر أعمالها بشكل كبير جراء ذلك. وخلافًا لذلك، فإن تلك التي تأخذ عملية التغيير بعين الاعتبار من خلال إعادة صياغة إستراتيجياتها وتطبيق نماذج تشغيلية جديدة سوف تجد أمامها آفاقًا جديدة من الفرص.

كما شملت المجموعة من المتحدثين الدوليين، المتحدث الرئيسي الدكتور أندريه كيريلينكو، مدير مركز التمويل العالمي والتقنية في مدرسة إمبرياـل كوليدج للأعمال، والذي قدم عرضًا افتتاحيًا رئيسيًا تحت عنوان "الاستفادة من مقومات التحول الرقمي العالمي"، ورونيت غوش، رئيس قطاع الأبحاث في البنوك العالمية لدى سيتي بنك، سيتي جروب، والذي قدم عرضه تحت عنوان "الرجال المصرفيين الآليين: التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي"، في حين أدار رويس كيرتين، مدير أمن المعلومات، مجموعة باركليز، حلقة نقاش تحت عنوان "مخاطر الفضاء الإلكتروني والتصدي للاختراقات السيبرانية".

وناقش عدد من المتحدّثين رفيعي المستوى مجموعة من الموضوعات المهمة تنوّعت بين المخاطر السيبرانية المُحتملة، وتحسين تجربة الدفع ضمن بيئة تركز على العملاء وذلك بهدف الاستفادة من قوة التكنولوجيا، مع الإشارة بشكل مفصّل إلى أحدث التطورات في القطاع المصرفي.

واستقطب المُلتقى العديد من الخبراء المعروفين في القطاع المصرفي والمالي والتقني، وصنّاع القرار، وواضعي السياسات من القطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط.

وتميّز بتفاعل المشاركين على نطاق واسع، وذلك بفضل نظام التصويت الحديث الذي سمح للمشاركين بالتعبير عن آرائهم حول مختلف القضايا التي تم طرحها للنقاش في هذا الحدث.

واختُتمت أعمال المُلتقى بمحاضرة قدّمها رالف هامرس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "آي إن جي"، تحدّث فيها عن قوة التكنولوجيا الرقمية، مؤكدًا أن الفرص تأتي مصحوبة بالمخاطر، مثل التكاليف المرتفعة، واحتمال فشل التكنولوجيا غير المجرّبة في تحقيق النتائج، والخروقات الأمنية الرقمية، كما دعا هامرس البنوك إلى التعامل بمرونة مع شركات التقنية المالية وبناء علاقات شراكة مثمرة معها.
الجريدة الرسمية