رئيس التحرير
عصام كامل

ليس دفاعا عن الشوباشي!


لم تكن فريدة الشوباشي وحدها، التي صدمتها التصريحات التي أولى بها المرحوم الشيخ الشعراوي، وهو يتحدث عن هزيمة يونيو ٦٧ التي أدمت قلوب المصريين.. ولم يبرأ من آثارها أبناء الجيل الذي عاصر الهزيمة حتى الآن. بينما خرج الشيخ الشعراوي بإعلانه أنه فرح للهزيمة وصلى ركعتين لله لأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية.


وعندما ترى الشوباشي أن الشيخ أخطأ فهي لم تتجاوز الحدود.. ولم تناقش مكانته الدينية في قلوب المصريين وإنما توقفت عند رأي سياسي أدلى به الشيخ واعترف بعد سنوات بأنه أخطأ، كما لم تصادر حق الآخرين في الاختلاف معها.. وأن الشيخ كان على حق وأن يقدم هؤلاء المبررات التي تدفعهم إلى اختلافهم معها.. عن طريق الحوار الراقي الذي يخاطب العقل.. ويضع المتابعين للحوار.

ولكن ما جرى على شاشة فضائية «القاهرة والناس» يتعدى كل حدود المنطق والعقل استضافت مقدمة البرنامج وعددا من المحامين الذين أقاموا دعاوى قضائية يتهمون الكاتبة الكبيرة بازدراء الأديان وإهانة الرموز.. لأنها انتقدت موقف الشيخ الشعراوي من هزيمة يونيو.

انقض الثلاثة على فريدة الشوباشي يهاجمونها بأبشع الألفاظ في مشهد مؤسف أخشى أن يعتاد عليه المشاهدون في برامج أخرى.. وبسبب تكراره ولم يتوقف الأمر عند الشتائم والإهانات والتهديد بالسجن، إنما قام أحدهم ليحاول الاعتداء على ضيف آخر كان يشارك في الحوار.. وهو المتحدث الرسمي لحزب التجمع الذي فشل في إقناع الآخرين بأن مكانة الشعراوي الدينية ليست موضع خلاف وإنما الخلاف حول مواقف سياسية لشخصية عامة تولت الوزارة وبذلك قبلت أن يتفق معها البعض أو يختلفوا وأن تنتقد من المواطنين الذين يختلفون معها..

غاب صوت العقل، وفشلت مقدمة البرنامج في حماية الكاتبة الكبيرة من الاعتداءات اللفظية التي كادت أن تتحول إلى اعتداء بدني.. واضطرت إلى قطع الإرسال أكثر من مرة لتهدئة المعتدين ولكنهم واصلوا عدوانهم في كل مرة.. دون مراعاة أنهم يتحدثون أمام الرأي العام وأن آلاف المشاهدين يتابعون ما يجري على الشاشة.. وما كانوا ينتظرون من أشخاص ينتمون إلى دائرة القانون ثم يضربون به عرض الحائط ويوجهون اتهامات لم تثبت صحتها لكاتبة كبيرة عاشقة لمصر.. ولم تفقد يوما حماسها للدفاع عن ترابها.

وطالما لجأ المحامون إلى القضاء فكان عليهم الانتظار حتى يصدر أحكامه العادلة.. ودون الإساءة إلى من يخالفهم الرأي.. واستخدام العضلات بدلا من الأفكار.
الجريدة الرسمية