رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا وإعلان الانتصار من سوتشي!


في "سوتشي" بروسيا الرئيس بوتين يستقبل الرئيس بشار الأسد ـ استقبالا حميميا أثار والحمد لله غضب أمريكا ـ ويبحثان معا مستقبل سوريا.. بوتين قبلها بأيام يعلن أن الجيش العربي السوري يسيطر على 98% من الأراضي السورية، وبما يوحي أو حتى يؤكد نهاية الصراع في سوريا، وانتصار الدولة الوطنية السورية وهزيمة الإرهاب!


بعدها بساعات الرئيس بوتين يستقبل أيضا كلا من الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب أردوغان وفي الاجتماع يدعو بوتين إلى التفكير في أمر إعادة إعمار سوريا، ويؤكد أن مناطق وقف أو تخفيض العنف التي أعلنت في سوريا قبل أشهر ساهمت فعلا في تخفيض العنف، وساهمت في عودة كثير من اللاجئين إلى أماكنهم وبيوتهم، ويؤكد وهو يخاطب أردوغان أن تركيا عانت من اللاجئين، وأنه آن الأوان أن ينتهي كل ذلك!

بهذا المشهد نفهم عدة رسائل بخلاف نقطة شكلية وموضوعية أيضا، وهي رفض الرئيس بشار التواجد في قمة واحدة مع أردوغان ـ وهو ما تكرر سابقا ـ واعتبار أن كلا من روسيا وإيران مؤتمنتان على التعبير عن الموقف السوري الرسمي، الذي هو في الغالب انعكاس إلى حد كبير جدا للموقف السوري الشعبي.. لكن ها هي روسيا تدعو إلى أكثر من قمة، لبحث مستقبل سوريا بتجاهل تام للولايات المتحدة التي قطعا تبحث من جانبها إفساد كل ذلك، ربما بما يتردد من وضع قوات أمريكية بشكل شبه دائم على الأراضي السورية في محاولة لتغيير المعادلة على الأرض بلغة الأمر الواقع!

بينما تتراجع فكرة الدولة الكردية في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، أو حتى فكرة الحكم الذاتي التي لن تقبلها تركيا وهذه هي الفائدة الوحيدة لوجود أردوغان في القمة.. كما يبدو التغييب التام للأمم المتحدة التي أكد مبعوثها دي ميستورا لحاقه بالاجتماعات، وبالتالي لم يكن شريكا في ضربة البداية، ولا أسس المفاوضات كلها! وأيضا تغييب شبه كامل للاتحاد الأوروبي..

الآن وكما يقول الحكيم الصيني العظيم "صن زوو" إن: "الحرب تبدأ عندما يتوقف القتال" فسوريا الآن مقبلة وهو ما نخشاه على حرب جديدة.. إنها حرب إرادة - إرادة -لأنها قد تكون هذه المرة داخل معسكر الداعمين!

السؤال الذي قد يطرحه البعض: أين الموقف المصري؟ ونقول إن مصر البلد الوحيد الذي كان حريصا بشكل حقيقي على سوريا وشعبها وفقط.. وهي وحدها التي من بين مواقفها أشياء لا يمكن ذكرها الآن بينما ستتكفل الأيام بكل شيء!
الجريدة الرسمية