رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«شادية» و«شيرين» والأغنية الوطنية


شاءت الظروف أن أشاهد على شاشة التليفزيون المصري حلقة من زمن الفن الجميل للفنانة الجميلة الرائعة شادية، وكانت تتحدث عن أغنيتها الشهيرة "ياحبيبتي يا مصر" كلمات محمد حمزة وألحان الموسيقار الراحل العملاق بليغ حمدي. وكان دائما لدى تساؤل كيف تعيش مثل هذه الأغاني حية في وجداننا كل هذا الزمن وكيف أنها مازالت قادرة على تحريك مشاعرنا ووجداننا حتى الآن، رغم تقديم العديد من نجوم الغناء في الفترة الحالية العديد من الأغنيات الوطنية، لكن لم تؤثر فينا مثل أغاني الزمن الجميل التي كانت تنبع من إحساس صادق بالكلمة واللحن والأداء..


وكانت إجابة الفنانة شادية كافية لمعرفة السبب، فقد كانوا يتعاملون مع الأغاني الوطنية على أنها أغان عاطفية وليست وطنية نابعة من الحب الصادق للوطن، والقدرة على التعبير عن هذا الحب عن طريق عملهم، وهو الفن، فكانوا يستطيعون توظيف الفن لكي يعبر عما يجول بخاطرهم، وليس مثل هذه الأيام، بأن يكون الفن وسيلة من أجل جمع المال فقط. فقد كنت استمع لشادية وهي تصف بإحساس مرهف وراق مشاعرها تجاه شجرة تحتضن النيل أمام منزلها، وفرحتها عندما وجدت هذا التعبير في كلمات أغنية "ياحبيبتي يامصر" وهي تقول "ماشفش النيل في أحضان الشجر". لقاء أثر في وجداني ومشاعري وسعدت بمشاهدة فنانة بمعني الكلمة مثلت مصر في العديد من المحافل الدولية، وكانت على قدر المستوي والمسئولية.

وشعرت بالخجل والحسرة من كلمات شيرين عبد الوهاب، وهي تتحدث عن النيل بأنه يصيب الناس بمرض البلهارسيا، أعرف أن هذا أسلوب وكلام شيرين وأنها لا تعي ما تقول ولا يصل إلى إدراكها الإحساس بالنيل كرمز لمصر، وأن أغنيتها مشربتش من نيلها غنتها بصوتها فقط، ولم تحس أو تشعر بكلمات الأغنية الخطأ كل الخطأ أن نزايد على وطنية أي أحد من أبناء هذا الوطن، ولكن تختلف طرق التعبير وحجم الإحساس بالمسئولية، ويجب أن يكون عقابها على مستوى تعليمها وإدراكها.

في النهاية كل ما أردت إبرازه في هذا المقال هو المقارنة بين نجوم الزمن الجميل ونجوم اليوم، ومدي ما وصلنا إليه من الإسفاف.

كما أحب أن أبرئ نفسي وقلمي من أن يكون هناك حملة موجهة للنيل من شيرين عبد الوهاب، فالكل يعلم أنها صوت جميل، ولها تراث فني محترم، ولكنها لا تعي المسئولية الملقاة على عاتقها، وما يجب أن يكون عليه الفنانون الذين يمثلون مصر في الخارج، وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها.
Advertisements
الجريدة الرسمية