رئيس التحرير
عصام كامل

كفى نفاقا لـ«أحلام» و«شيرين»


لا يخفى على أحد حملة الغضب التي تواجهها حاليًا الإماراتية أحلام، وقد تابعت حسابها في "تويتر" لمعرفة رد فعلها على المطالبة بتجريدها من الجنسية، فلم أجد تعليقا على الحملة ضدها، بل اكتفت بمقاطع أغنياتها وإعادة تغريد ما نشرته عنها صحيفة مصرية "تشيد بجمالها وصوتها وتصفها بالملكة أحلام"!! 


استغربت أمر الصحيفة المصرية؛ لأن أحلام لا علاقة لها بالجمال، دخلت على صفحة الجريدة لأجد العنوان نفسه مرفقًا بمجموعة صور للفنانة نجوى كرم، أما صور أحلام فتغير عنوانها إلى آخر أقل "نفاقا وتملقا".. عدت مجددًا إلى صفحة أحلام وتابعت التعليقات على ما نشرته الصحيفة المصرية عنها، لأجد إساءات كثيرة لتلك الصحيفة.

الإساءة إلى الصحيفة في التعليقات على نفاقها لأحلام، اضطرهم لحذف الموضوع واستبداله بصور الفنانة نجوى كرم، وهي تستحق عن جدارة صوتًا وثقافة ومعاملة حسنة وطلة بهية.

أما عن أحلام فقد هالني تزامن نفاق صحيفة مصرية لها، في وقت يطالب فيه شعبا "الإمارات والسعودية" بمعاقبتها وتجريدها من الجنسية الإماراتية، بعدما خالفت تعليمات حكومة الإمارات التي "تعتبر إبداء التعاطف مع قطر أو محاباة حكامها أو الاعتراض على سياسة الإمارات تجاهها جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة معًا".. أحلام لم تخالف قانون الإمارات فقط بل غنت في عرس لأسرة آل ثاني بالدوحة للشيخ تميم، ومثل صديقتها شيرين تمامًا، كان هناك من يتربص بها، وسرب مقطع من الأغنية تغني فيه "تميم النبي"، وجرى تفسيره على أنه "تميم اللي نبي أي نريده" وهناك من قال "تميم الأبي"، لكن أيًا كان ما غنته فهي خالفت تعليمات بلدها، ووجب تطبيق القانون عليها.

التزمت أحلام الصمت، ولم ترد على هاشتاج "تميم النبي" الذي طالها بالإساءة ودعا إلى سحب جنسيتها، خصوصًا بعد أن استبعدتها mbc من تحكيم "ذا فويس" واستعانت بالكويتية نوال بدلا منها، وتكبدت خسائر في إعادة تصوير حلقات البرنامج، لأن أحلام امتنعت عن المشاركة في أغنية "قولوا لقطر" مع نجوم الإمارات، لحساسية موقفها كون زوجها وأولادها قطريي الجنسية.

من تابع أحلام وهي تغني "تميم النبي أو الأبي" يجدها تؤدي بانفعال أقرب إلى المبالغة والتحدي، وكأنها ترد على الإماراتيين الذين غنوا "قولوا لقطر" وقبلهم السعوديين أصحاب أغنية "علم قطر"، ضاربة عرض الحائط بأن حكام قطر ينفقون المليارات دعما للإرهاب وتقويض استقرار الدول العربية خصوصا مصر!!

أحلام التي تغني لأعداء مصر، وبدلا من أن نلتزم الحياد تجاهها، تأتي صحيفة مصرية، لتنافقها بشكل فج لا حقيقة فيه.. وما حدث يعيدنا إلى مقال كتبته من شهرين عن أن "مصر مستهدفة بالفن والإعلام"، فهذا ليس "جهلا" بما يجري وتداعياته على البلد، بل إساءة متعمدة لمصر!

تملق الصحيفة المصرية لأحلام، هو في حقيقته إساءة لمصر، ولا يختلف كثيرا عمن ينافقون شيرين، ويلتمسون لها العذر في إساءتها للبلد ويدعون إلى قبول اعتذارها، لأن "عفويتها توقعها في الخطأ"!!

يجب الحد من التملق الإعلامي للفنانين؛ لأن أخطاء شيرين تتكرر بشكل دائم والتبرير واحد في كل مرة، والاعتذار جاهز ووعد بعدم تكرار ما حدث، لكنها سرعان ما ترتكب خطيئة أكبر!! ومع هذا تداول الإعلام بشكل لافت مقطع فيديو نشرته شيرين من حفل "الشارقة" بعنوان "مطربة مصرية على أرض عربية"، تحدثت فيه عن "سوريا وفلسطين والسلام وحبها لمصر الغالية صاحبة الفضل عليها".. الإعلام اعتبر أن هذا الفيديو "دليل براءة شيرين من الإساءة لمصر" خصوصا أنها غنت في الحفل "مشربتش من نيلها"، لكن فاتهم أنها بعد أن قالت كلامها الطيب، دعتها واحدة من جمهور الشارقة لإعادة غناء "مشربتش من نيلها" فردت عليها "هيجيلك بلهارسيا.. اشربي إيفيان أحسن"!! فعن أي براءة يتحدثون..

واحدة تعلن حبها لبلدها وبعد دقائق تسيء لها وتتهم النيل بما ليس فيه!! 

وفي الوقت نفسه تطاول البعض على نقيب الموسيقيين هاني شاكر، لأنه أحالها للتحقيق داعين إلى قبول اعتذارها، متهمين فنانًا بعينه أنه وراء تسريب الفيديو، وتجاهلوا أن شيرين لم يسلم أحد من لسانها ولديها أعداء في كل مكان، ينتظرون فرصة الانتقام منها، وهي أهدتهم ما يريدون بأخطاء يمكن تداركها لو اكتفت بالغناء والتزمت الصمت.. وحتى يحدث هذا يجب على الأجهزة الرقابية التصدي للمنافقين في الإعلام والمتطاولين والمسيئين في الفن.
الجريدة الرسمية