رئيس التحرير
عصام كامل

40 % من الأطفال يموتون في مرحلة الرضاعة عام 1955

فيتو

في مجلة "روز اليوسف"، نوفمبر عام ١٩٥٦، كتبت سعاد زهير تحقيقا صحفيا حول أحوال الطفولة في مصر، بمناسبة عيد الطفولة قالت فيه:


الحقيقة التي اكتشفتها أن عزرائيل هو الرفيق المخلص لأطفالنا في العام الأول من طفولتهم، وآخر إحصاءات وزارة الصحة عام ١٩٥٥ تسجل أن عدد المواليد يقدر بنحو مليون طفل في العام وأن ١٢٤ ألف طفل يموتون خلال مرحلة الرضاعة.

إن رجال مصلحة الإحصاء لا يعلمون لماذا يموت أطفالنا بل يرجعون ذلك إلى إهمال الأطباء وأن ٥٥٪ من السكان يعيشون في مناطق لا تنعم بمكاتب الصحة.

ومراكز الصحة تتهم النزلات المعوية والإسهال بأنها السبب وثبت إحصائيات أن ٥٠٪ من حالات وفاة الأطفال بسبب الضعف الخلقي، وهو مرض ينشأ عن سوء التغذية وينتشر في الريف، نتيجة زيادة عدد المواليد ونقص الرعاية، إلى جانب سوء الأحوال الاقتصادية والصحية في القرية المصرية.

وتأتي الدفتريا في المرتبة الثانية لأسباب الوفاة، وهناك إحصائية حكومية تقول إن ١٥٣٤ طفلا ماتوا بالدفتريا عام ١٩٥٣، وفي عام ١٩٥٤ مات ١٢١٧ طفلا وسجل السعال الديكي ١٧٣٦ طفلا.

تتركز رعاية الدولة للطفولة في مراكز رعاية الطفل التي أنشئت عام ١٩٢٧، وهي تتولى رعاية الأمهات أثناء الحمل، كما تقوم المراكز بعملية التوليد ورعاية الطفل حتى يتم السنة الثانية.

إن الدول المتقدمة تعتبر وفيات الأطفال هي المقياس الحقيقي للمستوى الصحي للأمم، وآخر إحصائية أعلنتها السويد أن نسبة وفيات الأطفال في العالم تبلغ ١٨ في الألف وفي أمريكا ٥٠ في الألف.

إننا نطالب بالحياة لأطفالنا لأننا نطلب الحياة لبلادنا.
الجريدة الرسمية