رئيس التحرير
عصام كامل

الطفل المعاق بشار رمضان بطل السباحة والكاراتيه: اختراعاتي لذوي الإعاقة منحتني عضوية نقابة المهندسين

فيتو

«مهما كانت إيدينا صغيرة.. أحلامنا تداعب النجوم».. كلمات من أغنية كانت تبث يوميا على إحدى قنوات الأطفال، لتشجيعهم على الطموح والأحلام، ولكنها أيضًا تصف الطفل بشار رمضان، ابن محافظة السويس، والطالب في الصف الرابع الابتدائي، الذي ولد بعيب خلقي يمنعه من الحركة بشكل طبيعي، فأبدع بعقله الذي جعل أحلامه وطموحه يدفعانه للأمام ليحقق إنجازات علمية ورياضية عجز الأصحاء في مثل سنه عن الوصول إليها ليكون مثالا للطفل النابغ، ومتحدي الإعاقة المثالي وهو في عمر 9 سنوات.

تحاورت "فيتو" مع الطفل بشار رمضان لنقل تجربته مع تحدي الإعاقة بمساعدة والديه ونبوغه العلمي والرياضي حتى أنه تمكن من تحقيق بطولات في رياضة عنيفة مثل الكاراتيه.


• عرفنا بنفسك؟
- أنا بشار رمضان طالب في الصف الرابع الابتدائي، ودائمًا ضمن أوائل المدرسة، كما أنني لاعب كاراتيه وسباحة وأصغر عضو في نقابة المهندسين، رغم أنني أعاني عيبا خلقيا منذ لحظة الولادة.

• ما العيب الخلقي الذي تعانيه؟
- حينما ولدت اكتشفوا وجود كيس ماء داخل النخاع الشوكي مما منعني من فرد جسدي بشكل طبيعي، وكذلك كنت أعاني قصورًا في الركبة ومشط القدم، فكان جسدي مقوسا وقدماي مرفوعتين ومضمومتين إلى صدري، أيضا كانت هناك مياه في المخ.

• وكيف كانت خطوات تحدي الإعاقة التي سرت عليها؟
- يعود الفضل بالكامل لوالدتي التي انتهجت طريق علاجي ذهنيا ونفسيا، كما انتهج والدي طريقا علاجيا طبيا، وكانت البداية مع لافتة وشعار وضعته أمي أمامي تقول "إعاقتي سر ابتسامتي".

• ما الخطوات التي بدأتها والدتك لتحقق ما وصلت إليه؟
- بالتزامن مع بداية خضوعي لجراحات وعمليات طبية، لاحظت والدتي وعمري 40 يوما فقط أنني أنتبه مع الموسيقى والأصوات فبدأت من وقتها تحفظني القرآن الكريم، وكذلك بعض الأغاني والكلمات باللغتين العربية والإنجليزية.

• متى تمكنت من حفظ بعض الكلمات والقرآن؟
- في عمر 3 أشهر فقط كنت أتمكن من نطق أسماء والديَّ، وفي عمر سنة حفظت الفاتحة كاملة، وفي عمر 3 سنوات كنت قادرًا على الغناء باللغتين العربية والأجنبية.

• أنت قلت إنك موهوب فنيا وعلميا ورياضيا.. فما هي موهبتك الفنية؟
- في البداية علمني والداي العزف على الأورج، واشتروا لي "أورج" من أجل التدريب عليه، وكانت هذه هي البداية حينما لاحظت والدتي أنني سريع الانتباه مع الموسيقى، وبدأت بالفعل العزف على الأورج حتى تمكنت من عزف بعض المقطوعات المحفوظة في عمر 4 سنوات، كما أنه يمكنني الغناء والإنشاد باللغتين العربية والإنجليزية وكذلك الرسم.

• كيف حصلت على عضوية نقابة المهندسين في هذه السن؟
- كنت أشارك في مسابقات علمية على مستوى الجمهورية وعلى مستوى دولي، وكنت أنتج ماكيتات ثابتة ومتحركة، وكذلك "روبوت" يتحرك، وهناك التقيت بعض ممثلي نقابة المهندسين بالسويس وتحدثت معهم في بعض أفكاري للاختراعات وطلبت أن نسعى لتطبيقها عمليا، وخاصة أنها تخدم متحدي الإعاقة، وفي عام 2016 تم تكريمي في نقابة المهندسين وتم اعتباري عضوا في النقابة.

• كيف اكتشفت موهبتك العلمية؟
- البداية كانت مع الحسابات، فكنت أستطيع أن أقوم بعمل بعض الحسابات وحل المسائل الرياضية يدويًا وفي سرعة كبيرة، حتى إنني قمت بحل بعض المسائل الحسابية المستخدمة في الثانوية العامة، حينما كنت في الصف الأول الابتدائي.

• وكيف كان تعامل والديك مع نبوغك العلمي؟
- في البداية اشترك لي والدي في أكاديمية المواهب، ثم اشتركت في مسابقة "إنتل" وهي مسابقة للعلوم والتكنولوجيا، وصنعت وقتها ماكيتات للمجموعة الشمسية وهي تدور حول الشمس.
ثم اشتركت في فريق يدعى "بلوم" وهو فريق متخصص في صناعة الروبوتات وكنت أصغر أعضاء الفريق، وحققت المركز الرابع على مستوى الجمهورية بعد الحصول على الأول على مستوى السويس، وكان اختراعي عبارة عن "روبوت" يقوم برفع الأجسام من على الأرض.

• وما استخدامات الروبوت التي صممته من أجلها؟
- العمل في المصانع والمناطق الخطرة، خاصة أن الانحناء ورفع الأجسام الثقيلة من على الأرض لأماكن مرتفعة يصيب العمود الفقري للإنسان بأمراض يصعب العلاج منها.. ومن خلال المسابقة تواصلت مع أعضاء نقابة المهندسين واليونسيف الذي وفر لي تدريبا عمليا في مكتبه.

• وما التجارب التي تعمل عليها مع نقابة المهندسين؟
- مشاية لذوي الاحتياجات الخاصة تعمل بالريموت حتى تمكن متحدي الإعاقة من صعود درجات السلم دون معاناة، وتكون بديلة للكرسي المتحرك لأن مساوئه كثيرة، مثل ارتفاع ثمنه وقد يسبب قرحة في حالة الجلوس لفترات طويلة عليه، كما أن المشاية تساعد على استقامة العمود الفقري.

• ما الاختراعات التي ترغب في تقديمها أيضا؟
- أرغب دائمًا في تقديم اختراعات علمية تساعد المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة وتجعل حياة الإنسان أفضل دائما، ولكني أريد أيضا أن أصل للفضاء فكل أحلامي أني أكون رائد فضاء.

• وكيف تنوي أن تحقق حلمك؟
- والدتي تشجعني على تحقيق الحلم، وتؤكد أن رواد الفضاء يحتاجون عقولا نابغة وليست أقداما سريعة، وإني إذا واصلت الاجتهاد والعمل وتنمية قواي العقلية سيصبح الحلم حقيقة، كما أن والدي يمدني بأفلام وكتب عن الفضاء والنجوم لتنمية معرفتي العلمية في هذا المجال.

• وما الرياضات التي تبرع فيها؟
- أنا أعتبر أصغر سباح في السويس حيث تعلمت السباحة في عمر 3 سنوات رغم إعاقة القدم، كما أنني حاصل على الحزام الأصفر في الكاراتيه وشاركت في مسابقات مراكز الشباب على مستوى السويس.

• كيف اكتشفت إمكانية ممارستك الرياضة؟
- في البداية تدريبي على السباحة هو مجهود من والدي ووالدتي، وهما اللذان أرادا ألا أكون مختلفا أو محروما من أي شيء يمارسه الأصحاء، فألحقاني بتدريب للسباحة.
ثم حضرت مؤتمرًا باسم "مليون متحدي إعاقة"، وهناك كان أكبر تجمع لمتحدي الإعاقة في مصر، وكانت هناك الكابتن إيمان مراد وهي أول لاعبة كاراتيه تعاني إعاقة في الحركة، وهي من أثرت فيَّ وفي والدتي وأقنعتني بممارسة رياضة الكاراتيه، لأكون أول حالة تمارس رياضة مثل الكاراتيه رغم الإعاقة.

• وكيف بدأت تدريب الكاراتيه؟
- ذهبت مع والدتي لمركز شباب حي فيصل، وهناك التقينا الكابتن إسلام عوض الذي لم يكن مقتنعًا في البداية بتدريبي على الكاراتيه، ولكنه تواصل مع بعض الحالات المشابهة والاتحاد المصري لمتحدي الإعاقة، واعتبر الموضوع مشروعا شخصيا له، وهدفا إنسانيا لتدريب متحدي الإعاقة على مثل تلك الرياضة.

• وكيف يمكنك لعب الكاراتيه؟
- المخ هو أساس كل شيء، وربط حركات الجسم بإشارات المخ، مما يمكنني من تنفيذ مهارات وأساسيات الكاراتيه على الكرسي المتحرك، هي الفكرة التي تمكن متحدي الإعاقة من ممارسة الكاراتيه.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية