رئيس التحرير
عصام كامل

عضو «التعليم » بالبرلمان: التعليم الفني بمصر «جراج» للطلبة.. ونتائجه غير ملموسة

فيتو




>> زيادة الموازنة والاستعانة بمهندسين والمدارس المنتجة والتعليم المزدوج.. أبرز محاور النهوض بالملف

>> الدبلوم وسيلة لاستخراج شهادة محو الأمية



وصف النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، التعليم الفنى في مصر بأنه عبارة عن “جراج” للطلبة لتخفيف العبء عن كأهل التعليم العام، لافتا إلى أنه لم يثمر أية نتائج ملموسة.
وأضاف بركات، في حواره لـ”فيتو”، أن سوء الإدارة، يقف وراء فشل تجارب تطوير التعليم الفنى خلال الفترات الماضية، لافتًا إلى أن لديه تصورًا لتطوير ذلك الملف، يتضمن زيادة الموازنة المخصصة للتعليم الفنى، وأن تكون المدرسة منتجة، وأن يتولى التعليم والتدريب داخل هذه المدارس مهندسون، بالإضافة إلى تفعيل برامج التعليم المزدوج.
وتابع عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن ظاهرة انتشار “التوك توك” أثرت سلبيًا على نسبة إقبال الفئة الفقيرة على التعليم الفنى والعمل بالمصانع، نظرًا لحاجة الشباب للمال.. وإلى نص الحوار..




> كيف ترى أهمية التعليم الفنى من وجهة نظركم؟
لا توجد دولة في العالم نهضت أو حققت أي شكل من أشكال التنمية إلا من خلال التعليم الفني، وبالتالى فنهضة المجتمعات لا تقوم على التعليم الجامعى في المقام الأول، ولكن تقوم على التعليم الفنى في الأساس.

> وما تقييمكم لخطوات التعليم الفنى خلال الفترة الماضية بمصر؟
للأسف، التعليم الفنى في مصر عبارة عن “جراج” للطلبة، لتخفيف العبء عن كأهل التعليم العام، فهو لا يؤتى أي ثمار أو نتائج ملموسة، كما أنه لم يكن به أي تعليم نهائيا، فكان مجرد وسيلة لاستخراج شهادة تعليمية ليس لها قيمة حقيقية، مثلها مثل شهادة محو الأمية وشهادة الحصول على الدبلوم كمستوى تعليمى يبدو من خلاله أمام المجتمع، أنه ليس جاهلا.
فلم يكن هناك اهتمام من مختلف الأطراف بذلك الملف، سواء من المعلم أو الطلاب أو المسئولين، فلم يكن هناك التزام بالحضور أو الشرح داخل المدارس.. ولكن كانت هناك تجارب باستمرار لتطوير التعليم الفنى.

> لماذا لم تنجح أي تجربة للتطوير خلال الفترة الماضية، خاصة أن تلك التجارب تكون ناجحة في دول أخرى؟!
بالفعل كانت هناك تجارب سابقة، أغلبها لم ينجح مثل “مبارك كول”، وغيرها، فكانت تقوم على الشكل دون مضمون، وبالتالى أخرجت الورش الفنية بالشارع عمالة ماهرة لديها خبرة أكبر من هؤلاء الشباب خريجى تلك التجارب الفاشلة.
وأرى أن التجربة التي نجحت نوعا ما تم إلغاؤها، وهى تجربة التدريب المهنى الذي كان يخرج عمالا ماهرين، إلا أنه تم إهماله حتى تم إلغاؤه في النهاية.

> وهل لديك تصور أو مقترح للنهوض بالتعليم الفنى؟
بالطبع لديّ تصور، يتضمن عدة محاور؛ الأول، زيادة الموازنة المخصصة للتعليم الفني، وذلك من أجل شراء الخامات ومستلزمات التدريب المطلوبة لتدريب الطلاب، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون “مدرس” التعليم الفنى من خريجى كليات الهندسة، لكى يتمكن من توصيل المعلومات والمهارات الفنية للطلاب بشكل واضح ومتمكن ومبسط يتقبله الطلاب.
كما يجب أن تكون المدرسة “منتجة”، بمعنى أن تقوم بإنتاج منتجات بمساعدة الطلاب، لتبيعه، ويحصل الطلاب على عائد منه، بحيث يستفيد الطلاب خلال فترة الدراسة في المدرسة.
أيضا لا بد من تفعيل نظام التعليم المزدوج، وإلزام المصانع والشركات بفتح مدارس داخلها للتعليم المزدوج، وهو ما يعود بفائدة على الطرفين، حيث تكسب المصانع والشركات، وكذلك الطلاب من ناحية أخرى، حيث يكسب أصحاب المصانع من خلال تدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم بشكل يتوافق مع عمل المصنع لزيادة الإنتاج وجودته المطلوبة، ومن ناحية الطلاب فهم يكسبون منذ بدء التحاقهم بالمدرسة، وذلك من خلال حصولهم على عائد مادى أثناء التدريب، وإلى جانب ضمان توفير فرصة عمل لهم داخل المصنع والشركة التي تلقوا فيها تعليمهم وتدريبهم ويحصلون على عائد مادى مناسب فور انتهاء الدراسة.

> ولكن توجد حاليا تجارب للتعليم المزدوج، ألا تراها ناجحة مثلما تتوقع؟
لا توجد تلك التجربة سوى في مدرستين فقط، ولكن يجب تعميمها على كافة المصانع والشركات، بحيث يكون الأسبوع الدراسى مقسمًا ما بين يومين في المدرسة وثلاثة أيام داخل المصانع والشركات، وتتحمل الشركات والمصانع تكلفة تدريب الطلاب.. وأرى أن الحل هو تطبيق تلك التجربة بشكل كامل، فلن يكون هناك خريج واحد بلا فرصة عمل، وسيكون هناك إقبال كثيف على التعليم الفني، وفى الوقت ذاته سيكون الإقبال ضعيفا على التعليم الجامعى، وهو الأمر الذي سيحل بطريقة غير مباشرة أزمة توفير فرص العمل لخريجى التعليم الجامعى وأزمات التنسيق المرتفع.

> تم إنشاء وزارة مستقلة للتعليم الفنى ثم تم إلغاؤها.. هل تؤيد عودتها أم لا؟
فكرة إنشاء وزارة مستقلة للتعليم الفني، كان هدفها أن يكون هناك اهتمام كبير بالتعليم الفنى، وبالتالى أرى أنه طالما يوجد ذلك الاهتمام بدون وزارة مستقلة، فلا مانع من إلغائها، وهنا أرى أن الوضع الحالى بتخصيص نائب وزير مسئول عن التعليم الفنى أمر كاف للاهتمام به، بالإضافة إلى ما يتردد حاليا بشأن إنشاء هيئة للتعليم الفني، فسيكون أمرا جيدا، حيث سيكون لها صلاحيات واسعة من شأنها النهوض بالتعليم الفني.

> وماذا عن دور كل من وزارة التربية والتعليم وباقى الأجهزة المعنية والبرلمان في تطوير التعليم الفنى والنهوض به؟
كل هذه المؤسسات لها دور في النهوض التعليم الفني، حيث إنها مرتبطة ببعضها ولها دور متكامل، لإخراج مخرجات جيدة للتعليم الفني، حيث تتولى وزارة التعليم مع البرلمان وضع الخطط والاستراتيجيات الأفضل للنهوض بالتعليم الفني، وتنسق معها وزارات وأجهزة أخرى مثل الصناعة واتحاد الصناعات وغيرها، ليكون هناك تكامل في الأدوار.

> وهل ترى أن الأمر يحتاج إلى تعديل تشريعى للنهوض بالتعليم الفني؟
لا، الأمر لا يحتاج أي تعديل تشريعي، فالتشريعات القائمة كافية، وما ينقصنا هو الإرادة والعزيمة للبدء في تطوير ذلك القطاع، وأرى أن تلك الإرادة والعزيمة أصبحت موجودة حاليا بفضل ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه بضرورة الاهتمام بالتعليم الفنى لإيمانه بأهميته في إحداث التنمية بالبلاد.

> ولكن هناك بعض من أصحاب المصانع، يعلنون أن “التوك توك” كان سببا في فشل تطوير التعليم الفنى لجذبه الشباب للعمل بمقابل مادى أكبر من عائد العمل بالمصانع، كيف ترى ذلك؟
بالفعل، يحدث ذلك خاصة داخل الفئة الفقيرة جدا، التي تحتاج للمال بشكل أكبر، ولكن لا بد من مواجهة ذلك، بأن الطالب يستفيد خلال فترة دراسته وتدريبه، بحصول على عائد مادى محفز له، ثم عائد مادى مناسب فور انتهاء تدريبه وعمله.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية