رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الموسيقار راجح داود : تميز أعمال داوود عبد السيد سر ارتباط أسمائنا

فيتو


  • الموسيقى الدرامية لا تخضع لـ"شروط السوق"
  • ليس ثمة بصمة مخصصة للفلسفة والصوفية في حياتي.. وأنا شخصية متأملة بطبعها
  • تجارب الموسيقيين الشباب جيدة وتحتاج وقت الجمهور
  • الموسيقى الغنائية لها مواصفات خاصة في الإنتاج خاصة في مصر.. و"الدراما" تخضع للمعايير الفنية فقط


هل ثمة ما يمكن توارثه أجمل من الموسيقى؟ لا أظن.. فلا يوجد أفضل من ذلك الإرث الذي نخبأه في قلوبنا، فنصدح به متى نطقت حناجرنا.. فما بالك بصناع هذا الإرث؟! إن المؤلف الموسيقى مهما اختلفت طباعه وأساليبه الموسيقية التي يسير على دربها، يظل من أرقى المخلوقات وأكثرها وعيًا على الإطلاق، فالمشهد الذي تراه في السينما ويستغرق صنعه أشهر طويلة، يمكن لجملة موسيقية واحدة إيصال نفس فحواه بقليل من المجهود وكثير من الموهبة والخبرة.
في الفترة الأخيرة خرج من رحم مصر، باقة من المؤلفين الموسيقيين الذين استطاعوا بمؤلفاتهم التعبير عن عالمنا، والمنافسة على كل الأصعدة، أبرزهم المؤلف الموسيقى الكبير راجح داوود، الذي كرمه مهرجان الموسيقى العربية في دورته السادسة والعشرين.. وفي لقاء جمعنا به على هامش المهرجان، دار الحوار على النحو التالي:

حصلت على عدد كبير من التكريمات.. ما الخصوصية التي منحها لك تكريم مهرجان الموسيقى العربية؟
بالطبع له خصوصية كبيرة لدى، تتمثل في أنه تكريم يتبع دار الأوبرا المصرية، وهي من أقيم الأماكن التي تكرم الفنان، خاصة أن المكرمين يختارهم أساتذة متخصصون.

اختيار محور المؤلفات الدرامية للمهرجان.. هل تراه تأخر عن موعده؟
لا يمكن الحكم على اختيارات المحاور بالوقت، فمن عمر المهرجان الذي يبلغ ستة وعشرين عاما، لم يكن يوجد على الساحة الكم المهول من الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية الموجودة على الساحة الآن، فالمكان يختار المحور حسب إمكانياته المادية والبشرية لتحقيق ذلك المحور على النحو المطلوب، ودار الأوبرا اليوم تمتلك طاقة بشرية وعدد مسارح كبيرا يمكن المهرجان من تطوير نفسه.

لماذا اختار راجح داوود درب العمل في المؤلفات الدرامية وليس الغنائية؟
لأن الموسيقى الغنائية لها مواصفات خاصة في الإنتاج خاصة في مصر، حيث تخضع أغلبها لاختيار النجوم واختيار الموضوعات التي يتحكم بها المنتجون في أغلب الوقت، ففي بعض الأحيان يكون الغرض التجاري ومواصفات السوق في الأعمال الغنائية أكثر من الغرض الفني، أما الدراما فلا تخضع لتلك المعايير، فهي تخضع للمعايير الفنية بشكل أكبر على حسب العمل الدرامي الذي أعمل عليه، لذلك هي تتيح حرية موسيقية أكبر للمؤلف، وهو ما أفضل انتهاجه، فالمستوى الفني لدى أولا ثم المستوى التجاري وليس العكس.

تعاملت كثيرًا مع المخرج داوود عبد السيد.. حدثنا عن خصوصية العلاقة الطويلة التي تربط بينكما ومنها بالطبع خصوصية الاسم؟
تعاملت مع الكثير مع المخرجين وليس داوود عبد السيد فقط، لكن ربما يربط الجمهور بين اسمي واسمه، لأن أعمال داوود عبد السيد متميزة، لأنه مخرج متميز للغاية، فهو واحد من أهم المخرجين الذين مروا على تاريخ مصر، وما يثبت ذلك اختيار ثلاثة أو أربعة أفلام من أعمال ضمن قائمة أهم الأعمال السينمائية في مصر، أما فيما يتعلق بخصوصية العلاقة، فكل ما يمكننى قوله إنه لا يوجد شكل خصوصية معينة تربط علاقتنا، وإنما هو يختارني ويختار من يعمل معه طبقًا لطبيعة العمل والثقة المتبادلة بيني كمؤلف وبينه كمخرج في جودة العمل الموسيقى الذي أقدمه والعمل الدرامي الذي يقدمه هو.

أعمالك الموسيقية تتميز بالطابع الفلسفي والصوفي عادة، فما البصمة التي تركتها الصوفية في حياتك لتنعكس بهذا الشكل على موسيقاك؟
ليس ثمة بصمة مخصصة للفلسفة والصوفية في حياتي، وبعيدًا عن تلك المصطلحات فأنا ببساطة شديدة شخص "متأمل" في طبعها، أتأمل الأشياء من حولي لحبي في تكوين وجهة نظر شخصية عنها، وهو ما ينعكس على أعمالي.

ما أحب أعمالك الموسيقية لديك؟
جميعهم.. لا يوجد تفضيل مقطوعة عن غيرها، لكن عادة ما يقترب آخر عمل لدى لقلبي.. أما مصطلح أفضل عمل فالجمهور هو من يختاره.

ما رأيك في المؤلفين الموسيقيين الشباب الذين قدموا عددا من الأعمال الموسيقية الدرامية خلال الفترة السابقة؟
توجد مجموعة من الشباب الواعدة التي سطعت شمسها في العشر سنوات الماضية، استطاعوا تطوير المؤلفات الدرامية وإضافة لمسات خاصة جديدة، زادت من جودة العمل الموسيقى وأثرت في اختلاف طبيعته عما سبق.. وتلك الأعمال تتفاوت مابين الجيدة جدًا والمتوسطة في بعض الأحيان.

هل يوجد شاب جديد ترى أنه سيكمل مسيرة راجح داوود؟
كل فترة وحقبة زمنية لها شبابها ونجومها، فلا يوجد من يكمل مسيرة شخص آخر، لأنه في كل فترة زمنية يخرج شبابها الذين يعتنقون مبادئها، وينطلق كل شخص من نقطة مختلفة عن الآخر، تنطلق من أفكاره ومبادئه الخاصة.

ما رأيك في المزج بين الموسيقى الإلكترونية والآلات التي يقوم بعض الشباب بها مؤخرًا ؟
أي تجربة جديدة مثيرة وتدفع عجلة التطور، وتلك التجربة جيدة في كثير من المواضع، وقام بها عدد من الشباب وطلابي في معهد الموسيقى، ونتج عنها مجموعة من الأعمال الجيدة جدًا، لكن ما أريد قوله هو أن أي تجربة جديدة يلزمها بعض الوقت حتى يعتاد الناس عليها ويألفونها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

Advertisements
الجريدة الرسمية