رئيس التحرير
عصام كامل

من رحم «غليون» يولد الأمل


قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا كبيرا من المشروعات الكبرى على مدار السنوات الثلاث الماضية تحفظنا فيها على تفريعة قناة السويس والمبالغة في مشروع الطرق غير أن أهم أربعة مشروعات لا يمكن إغفالها أو التقليل منها كانت الطفرة الكبرى في علاج فيروس سي الذي يهدد ثلث سكان مصر وثانيها توسعات شركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبي رواش وثالثها مشروع غليون العملاق للاستزراع السمكى ورابعها المشروع القومي لإسكان متوسطى الدخل.


ولعل القفزة المصرية في علاج فيروس سي تعدت المحلية وانتقلت إلى مصاف المشروعات العالمية حيث عالجت مصر وحدها أضعاف من عالجتهم كافة دول العالم وأصبح الدواء المصرى واحدا من أهم سفرائنا بالمحيط العربي بل ووصل إلى عدة عواصم عربية بعد انخفاض سعره إلى مستوى لم يصل إليه أي علاج آخر في العالم المتقدم، وأصبح المريض المصري غير مهدد في حياته خاصة وأن قضية فيروس سي تطال أكثر من خمسة وثلاثين مليون مواطن مصري، كانوا قبل هذا المشروع ينتظرون الموت.

إسكان محدود الدخل ومتوسط الدخل واحد من المشروعات التي منحت الشباب أملا جديدا في امتلاك مسكن لائق إضافة إلى أن مشروع الأسمرات يعد واحدا من مفاخر المصريين في مواجهة العشوائيات والمساواة بين المصريين في واحد من أهم النماذج تاريخيا كما فتح المجال أمام شباب مصر بشكل لم يسبق له مثيل في إطار سعيه للحصول على مسكن بأسعار معقولة وسط هوجة أسعار في العقارات كانت تمثل خطرا على الأمن الاجتماعي لسنوات طويلة.

النصر للكيماويات واحد من المشروعات الإنتاجية التي بح صوتنا من أجل التركيز على قضية الإنتاج وإتاحة الفرصة أمام الصناع المصريين ليقوموا بدورهم على اعتبار أن الإنتاج والإنتاج وحده كفيل بخروج مصر من أزمتها الطاحنة، أضف إليه مشروع الاستزراع السمكي العملاق بكفر الشيخ والذي يعد واحدا من أهم إنجازات المصريين في الأعوام الأربعين الماضية وذلك لتماسه مع احتياجات مصر والمصريين.

ما أعلنه الرئيس أثناء افتتاح غليون حول بحيرة المنزلة يزف أملا جديدا للمصريين في قدرتهم على النهوض مرة أخرى خاصة وأن الرئيس أشار إلى التعامل مع التعديات بشكل إنسانى يشير إلى نضج في التعاطي مع أسباب خروج الناس على النص وتعديهم على البحيرات المصرية وهو ما يدفعنا إلى مطالبة الرئيس بوضع بحيرة قارون في بؤرة اهتمامه بعد أن أثبتت تجربتنا في محاربة الإرهاب في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى أن تلوث "قارون" كان سببا رئيسيا في تنامي ظاهرة الإرهاب بمناطق كانت تعيش على خيرات هذه البحيرة التي طالها الموت تلوثا وليس تعديا كما هو الحال في بحيرة المنزلة.

ومشروعات الإنتاج لها مفعول السحر على المجتمع بتوفير فرص عمل وإتاحة المنتج المصري في مواجهة المستورد وخلق أمل لدى الناس أننا قادرون على النهوض مرة أخرى ومواجهة نزيف العملة الأجنبية الموجهة للاستيراد وتأثيرها المباشر على حياة المواطنين وخلق مساحات من النور على خريطة مصر وتحولنا إلى فاعل أساسي فيما نحتاج إليه من غذاء وكساء وصناعات متقدمة قادرة على المنافسة.

والمشروعات الأربعة التي أشرنا إليها تمس حياة الناس اليومية يزيد من نجاحها التركيز في الفترة القادمة على كل ما له علاقة بالحياة اليومية المصرية وعلي الرغم من الطفرة الكبرى في الطرق إلا أن عواصم المحافظات تئن تحت نير الإهمال في الطرق التي يستخدمها الناس يوميا حيث تحولت شوارع العاصمة على سبيل المثال لا الحصر إلى فخاخ للموت بسبب إهمال الصيانة وتجاهل المحليات وهيئة الطرق والكباري وعدم قدرتها على إنقاذ ثروة قومية مهمة تضيع يوميا.

يبقي أن نشير إلى أن تكلفة الزحام المروري بالقاهرة وحدها تصل إلى مائة وأربعين مليارا من الجنيهات سنويا يمكن توفيرها بتنفيذ مشروع قومي لمواجهة الزحام المروري ولدينا في مصر عدد من الدراسات التي يمكن تنفيذها لوقف نزيف الخسائر التي تطال الجميع بسبب فوضى المرور بعيدا عن هذا العبث الذي مارسه مجلس النواب ووزارة الداخلية بتنفيذ تصورات وهمية وتغليظ عقوبات لا تؤدى إلى حل حقيقي لأزمة هي في الأساس أزمة علم في مواجهة سيطرة الجهل على مقاليد الأمور.
الجريدة الرسمية