رئيس التحرير
عصام كامل

قصة مشروع مصري يدخل تصفيات جائزة الـWAF للمرة الثانية في التاريخ

فيتو

10 شباب شكلوا مجموعة عمل، وكان هدفهم واضحا منذ البداية أن يرفعوا اسم مصر داخل أحد أقوى المحافل الدولية في العالم والذي حمل اسم «المهرجان المعماري الدولي»، إذ يبلغ عدد المشاريع المختارة للمشاركة بالمرحلة النهائية ما يقرب من 400 مشروع من مختلف دول العالم، وتمكنوا من أن يكون مشروعهم واحد منهم، وواحد من ١٣ مشروع فقط من إفريقيا، وتعد هذه هي المرة الثانية في تاريخ الجائزة التي تصل مصر فيها للأدوار النهائية والتي أقيمت الأسبوع الماضي في ألمانيا.

من هؤلاء وما طبيعة مشروعهم الهندسي والأزمات التي لاحقتهم في مشوارهم من مصر إلى برلين للمشاركة في التصفيات النهائية للمهرجان؟ جميعها تساؤلات يجيب عنها المهندس حمدي السطوحي، أحد أعضاء الفريق المصري المشارك قائلا: "نحن مجموعة من شباب المهندسين كان لنا حلم بالمشاركة في أحد أكبر المحافل الدولية في التصميمات المعمارية حول العالم، إذ يتكون فريق العمل من كيانين وهما المكتب المعماري أورينتال جروب (oriental group) وإستوديو أمكنا (amkna)، والكيانان يضمان مجموعة من المعماريين الأكفاء أغلبهم من الشباب، فمن مكتب أورينتال جروب سنجد: رشا شحاتة، أحمد يسري، ومن وإستوديو أمكنا سنجد: إسلام سيد علي، أحمد سيد، محمد وحيد، كريم السعدني، نديم مندور، أحمد خالد.

ولكن كيف جاءت الفكرة للمشاركة في المسابقة، ترجع الفكرة كما يقول المهندس السطوحي، إلى منتصف عام ٢٠١٧، عندما فكروا في الاشتراك في مسابقة الـWAF (المهرجان المعماري الدولي)، من خلال تقديم أطروحتهم التي سبق أن قدموها في مسابقة مدينة العلوم التي نظمتها مكتبة الإسكندرية والاتحاد الدولي للمعماريين في عام ٢٠١٦، ودارت بيني وبين إسلام علي، أحد أعضاء الفريق، عدد من النقاشات حول كيفية المشاركة، وتم الاتفاق على أن يحدث دمج بين الكيانين "مكتب أورينتال، ستوديو أمكنا" للتقديم في مهرجان الـWAF.

المسابقة تقام كل عام لاختيار أفضل المشاريع على مستوى العالم في عدد من المجالات، المرحلة الأولى يتم تحكيم المشاريع فيها لاختيار القوائم النهائية التي تنافست في نوفمبر ببرلين، ويذكر أن مصر لم تدخل القوائم النهائية سوى مرة واحدة في تاريخ الجائزة كانت في عام ٢٠٠٩ وهذه هي المرة الثانية.


المشروع عبارة عن مدينة للعلوم تقام في مدينة السادس من أكتوبر، تنقسم إلى مجموعة من العناصر والأنشطة مثل المتاحف والمراكز البحثية للعلوم، ويتحدث السطوحي عن المشروع: "ما يميز المشروع أنه تفاعلي بين الزائر وعناصر المشروع حيث سيكون للزائر دور ورأيي في تحديد المراحل المستقبيلة للمشروع، ويحتوي المشروع على برج كبير سيكون علامة مميزة landmark للمنطقة ككل، يبدأ من باطن الأرض (الجذور) وينطلق إلى السماء بإضاءات لا نهائية تعبيرًا عن الانطلاق من الجذور إلى المستقبل بلا حدود والمشروع سيكون له قيم مضافة للمنطقة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، ليقوم بدور تنموي عام لها.


بطبيعة الحال العديد من الصعوبات واجهت الفريق وتنوعت ما بين فنية وإدارية ومادية: «فنيًا بدأت من بداية إعداد المشروع بالشكل الذي يجعله منافسًا والحمد لله هذا تم بشكل لائق جدًا، وإداريًا كانت تكمن في استخراج تأشيرات السفر إلى برلين حيث قابلت هذه المشكلة عددا من الشباب والذين كان سفرهم للاتحاد الأوروبي للمرة الأولى وتطلب هذا التقديم أكثر من مرة حتى تم الحصول على التأشيرة في النهاية، يكفي أن أقول لك أنه عندما تم ابلاغنا في سبتمبر بأنه تم اجتياز مشروعنا للتصفيات واختياره ضمن القوائم النهائية التي ستعلن في إسبانيا بعد أسبوع، لم نستطع السفر لأن الوقت لا يكفي لاستخراج التأشيرة".

«المهم أننا في النهاية تغلبنا على كل الصعاب وتواجدنا في واحد من أهم الفعاليات المعمارية على مستوى العالم».

ويروي سطوحي دور النقابة قائلا: «شعبة العمارة بنقابة المهندسين متمثلة في رئيسها المهندس الاستشاري ماجد سامي، قدمت الكثير من الدعم والمساندة، بجانب جمعية المعماريين التي ساندتنا ودعمتنا خلال مشوارنا، وكذا مكتبة الإسكندرية التي استضافتنا في ندوة هامة جدًا لشرح المشروع والمسابقة وإعلان دعمها لنا، واذا كان من الطبيعي أن نجد الدعم والمساندة من الكيانات الثلاثة السابقة فان الدعم الذي حصلنا عليه من شركة إيديال إستاندرد يجب أن يثمن، حيث طلبوا أن يكونوا شركاء لنا لحرصهم على وجود اسم مصر في هذا المحفل بالشكل المناسب.


وتابع: حمل الفريق رسالة إلى العالم «ذهبنا إلى برلين محملين برسالة مفادها أنه إذا كنا جميعا نعاني من مشكلات العالم من حروب وفقر وإرهاب وانعزال، فأصبح من الضروري أن نكف عن معالجة مظاهر المشكلات ونتوجه لعلاج المشكلات من جذورها، ولن يحدث العلاج إلا عن طريق ثلاث خطوات وهي: المعرفة، التواصل والتكامل.

واختتم السطوحي حديثه: "وجهنا لهم دعوة للحضور إلى مصر حيث توجد جذور المعرفة والعلم، للبدء من هناك في اكتشاف المعرفة والعمل سويًّا على القضاء على أسباب مشكلات العالم أجمع".

الجريدة الرسمية