رئيس التحرير
عصام كامل

فريدة الشوباشي بعد هدوء عاصفة الشعراوي: اعتنقت الإسلام تأثرا بعمر بن الخطاب

فيتو

  •  ادعاءات ارتكابى فعلا فاضحا ضد المحامي الذي هددني بالحبس غير صحيح وهاتوا الفيديو
  • تشبيه عبد الناصر بآخر الأنبياء أطلقه الشاعر نزار قباني وأنا أيدته
  • أنحاز للسيسي حتى لو خالفه كل الناصريين ولا يوجد تناقض بين مشروع ناصر ومشروع السيسي
  • أصابتني خيبة أمل في البرلمان الحالي الذي اهتم بالختان وزواج القاصرات وأهمل تحديث الصناعة
  • حكومة شريف إسماعيل عبء على الرئيس السيسي واستمرارها أمر صعب
  • انتقادات عمرو موسى لعبد الناصر مؤسفة وهو من سمح للناتو بضرب ليبيا
  • الأحزاب في مصر لا يشعر بها أحد فهي مجرد أسماء على أوراق

أثارت آراؤها الدينية موجة من الانتقادات خاصة فيما يتعلق بالحجاب، وزواج الرجل من أربعة نساء، حتى كانت الضجة الكبرى بسبب انتقادها للشيخ متولى الشعراوى، بسبب سجوده لله شكرا عقب نكسة 1967، واصفة هذا الموقف بالمرفوض ويثير الغضب باعتباره فرحة لهزيمة مصر وانتصار إسرائيل، الأمر الذي تسبب في هجوم ضار من جانب السلفيين وأسرة الشيخ الشعراوى بل وصل الأمر إلى حد المطالبة بمنعها من الظهور بالإعلام لإهانتها الرموز وتهديد أحد المحامين بحبسها، إنها الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى أرملة القيادى اليسارى على الشوباشى ابن عم الأديب محمد مفيد الشوباشي، والتي أعلنت إسلامها بعد أن قرأت سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين، لتتعمق بعد ذلك في القراءة عن الإسلام، وأدى اهتمامها بالحريات إلى تكوينها جمعية حقوق المواطن في مصر، فضلا عن عملها في مونت كارلو أثناء إقامتها في فرنسا.
الشوباشي ترى أن حكومة شريف إسماعيل فشلت في أداء دورها، وأصبحت عبئا على الرئيس، إلى جانب أن الأحزاب لا يشعر بها أحد وهي مجرد أسماء على ورق وغيرها من الآراء التي تمثل طلقات نارية.. في نص الحوار:


**في البداية نريد التعرف على أبعاد الأزمة التي أثارتها تصريحاتك بشأن سجود الشعراوى عقب هزيمة 67؟
* أولا أنا لم أتعرض بالحديث عن المقام الديني للشيخ الشعراوى، وما انتقدته هو موقف معين هو السجود لله شكرًا على هزيمتنا في حرب 1967، وعلى نصر إسرائيل، وأنا ضد هذا الموقف تمامًا، وقلت لو أن أبي شخصيًا فعل هذا الكلام لاتخذت منه الموقف الرافض نفسه، فهل وصلنا إلى الدرجة التي نحاسب فيها على وطنيتنا والغيرة على مصر، لقد حزنت بسبب فرح شخص ما بهزيمة بلده، والنتيجة أنني أصبحت أتعرض لهجوم وشتائم من جانب السلفيين وغيرهم، لمجرد تعبيري عن الرأى، وتساءلت: هل حب الوطن أصبح جريمة في نظر السلفيين ومن على شاكلتهم؟ فقد كان لى صديق طفولة استشهد في هذه المعركة، وبالتالي من الصعب تقبل ما قاله الشيخ الشعراوى.

**هناك مطالبات بتقديم بلاغ ضدك بارتكاب فعل فاضح ضد أحد المحامين من خلال الإشارة بإصبعك، ومطالبات بالاعتذار لأسرة الشعراوي فما قولك؟
* أنا لن أعتذر لأحد، والشعراوي قال من قبل إن ابنه كان ضد موقفه المعلن من هزيمتنا في يونيو، بحجة أننا كنا سنرتمى في أحضان الشيوعية، نحن نناقش قضية سياسية، فما الجريمة التي ارتكبتها، ومن المفترض أن تعتذر أسرة الشعراوي عن جريمة السجود لله شكرًا على الهزيمة، فهل نكبت البلد في مشاعرها الوطنية"، أما قضية الإشارة الفاضحة فأي إشارة يتحدثون فهذا الكلام غير صحيح أنا أشرت للمحامي بالسكوت، لأنه هددني بالحبس وعلى من يطالبون بذلك مشاهدة شريط الفيديو.

**وصفت التيار الإسلامي برأس الفتنة في مصر، فما صحة ذلك؟
*هذا الكلام صحيح، فالتيار الإسلامي طول عمره ينفذ مشروع بريطانيا، بطريقة فرق تسد، ومن يفرقنا كأبناء وطن واحد مسلمين ونصارى هم التيارات الإسلامية، وهو ما فشلت فيه الدول العظمى، وإسرائيل طوال حروبها معنا لم تفرق في الضرب بين مسلم ومسيحي، وبالتالي هم رأس الفتنة فعلا في مصر، بدليل أن إحدى السيدات التابعة لهم قامت بعمل فيديو اتهمتني فيه بأننى عميلة للعسكر وجيش ما يزعمون أنه جيش الانقلاب، بدليل أنهم يعتبرون ثورة 30 يونيو التي أسقطتهم انقلابا، وبالتالي لا توجد وسيلة تفاهم معهم بدليل أنها وصفتني بالنكرة والحشرة.

**وكيف كانت قصة إشهار إسلامك والأسباب التي دفعتك إليه؟
* السبب الرئيسي في إشهار إسلامي كان سيدنا عمر بن الخطاب، فأنا تزوجت من على الشوباشي لمدة خمس سنوات دون أن أغير دينى، وعندما درست بكلية الحقوق قرأت في منهج الشريعة الإسلامية عن سيدنا عمر بن الخطاب، وأعجبت جدا بسلوكه وتعامله مع مشكلات الناس، و“حسيت إنه طلعلي من الكتاب وقال لي تعالي”، وأنا اعتنقت الإسلام عام 1963، ولم أعلن عن ذلك إلا بعد خطاب للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في 2010 بعدما اتكلم بعد حادثة كنيسة نجع حمادي، وقال "عنصري الأمة"، أنا بحس الكلمة دي إسرائيلية، فذهبت لمجدي الجلاد وكان رئيس تحرير “المصري اليوم” وقتها، وكنت أبكي، وقلت له إني لما كنت قبطية في 1956 تظاهرت ضد العدوان الثلاثي، وأنا مسلمة في 1967 تظاهرت ضد العدوان الإسرائيلي، أنا جيناتي هي هي مفيش عنصرية.

**وما حقيقة قولك إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو آخر الأنبياء؟
*هو تشبيه قاله الشاعر نزار قباني في وصف جمال عبد الناصر، وأنا قلت معه ذلك باعتباره شخصية فذة نجحت في الاستحواذ على مشاعر وحب الشعب المصرى كبطل قومى، والتشبيهات هنا مجازية وهذا أمر مقبول، وإذا كان البعض يتصيد لنا الأخطاء ويقومون بعمل محاكم تفتيش لنا فهذا مرفوض.

**تنحازين للرئيس السيسي دائما في وقت لا يسلك الناصريون نفس مسلكك فكيف تفسرين ذلك؟
*أنا ناصرية لوحدي، فالسيسي عندما بدأ حياته كرئيس للدولة بدأت أعرف أنه اختيارى، خاصة عندما قال "إن الإرادة المصرية لا تعلو عليها إرادة أخرى"، والسبب الثاني قوله إن الآفتين هما العوذ -ويقصد الفقر- والأمية، وهي الجهل، فأحسست حينها أنه سيكون المنقذ، ولولاه كنا سنكون في الشارع وأنا بحب السيسي لأنه حمل رأسه على كفه في 30 يونيو، وبالتالى يحبه الناصريون أو لا يحبونه فلن يغير ذلك من موقفى شيئا.

**هل ترين تناقضا بين مشروع عبد الناصر ومشروع السيسي؟
*لا يوجد أي تناقض بين المشروعين، لأن كليهما وطنى، ولكن كل منهما كانت له ظروف، بل إن الظروف الحالية أصعب، لأن العدو الداخلى والمقصود به من يتشدقون بالإسلام يشكلون خطرا على الدولة، ويحاولون هدمها بدليل أن منهم من قال: "طظ في مصر" وآخر قال: "ما الوطن إلا حفنة تراب العفن" والدليل أيضا أنهم كبروا في رابعة عندما قالوا إن الأسطول السادس الأمريكى وصل الإسكندرية، وبالتالى مشروع عبد الناصر يتشابه مع مشروع السيسي، لكن الاختلاف في المرحلة وكلاهما من أجل مصر وليس فئة معينة.

**البعض يرى أن العدالة الاجتماعية أصبحت غائبة بعد 30 يونيو فما قولك؟
*هذا الكلام ظالم للمرحلة؛ لأن العدالة الاجتماعية لم تكن موجودة قبل 30 يونيو، بل كنا نعيش في أكذوبة كبيرة ناس تملك المليارات، وناس لا تجد الملاليم، وبالتالي أعتقد أن العدالة الاجتماعية قادمة بإذن الله، وهو ما يسعى إليه الرئيس السيسي بدليل منعه سقوط مصر بأيدي الغلابة من أبناء الشعب المصرى.

** لكن الأسعار أصبحت مثل الكابوس المفزع للمواطن كل صباح فما تعليقك؟
* اتفق معك في أن حالة الغلاء أرهقت الشعب المصرى وهذا نتيجة أننا نمر بظروف اقتصادية صعبة، وعلينا أن نتحملها جميعا للخروج من عنق الزجاجة، لأننا كنا نعيش في أوهام، وحالة الغلاء الحالية وقتية لن تستمر كثيرا، والرئيس يتبع المصارحة مع الشعب المصرى، وأنا مطمئنة بعد إنتاج حقول الغاز واكتشافات البترول وإعادة فتح بعض المصانع المغلقة، بدليل أن مصنع النصر للسيارات كان به 45 ألف عامل، الآن أصبحوا 4 آلاف فقط، وكل ده بسبب الانفتاح الذي قاده السادات وسار خلفه مبارك.

**لكن البعض يحذر من انفجار ثورة جياع في حالة استمرار هذه الأوضاع؟
*الشعب المصرى رغم معاناته مع الأسعار لكنه لن ينساق وراء أي محاولات للتظاهر، لأنه يعرف أن السيسي ورث منزلا بلا أبواب أو منافذ أو خدمات، ويسعى لبناء هذا كله، وعلينا أن نتحمل المرحلة ولأنها تختلف عما حدث في 17، 18 يناير، فخروج الناس ضد السادات لشعورهم أنه كان يسير في اتجاه غير معروف، ومبارك على نفس الخط، ومرسي كان همه عشيرته وأردوغان يريد أن يكون خليفة المسلمين، ويعيدنا لحظيرة الدولة العثمانية، وبالتالي الشعب يدرك أن هناك خططا لعبور المرحلة دون تشكيك في قواتنا المسلحة لبنائها مزرعة غليون للأسماك.

**وما تقييمك للبرلمان الحالي في ظل الانتقادات التي توجه له من الشعب؟
*من خلال متابعتى العابرة للبرلمان لدى خيبة أمل في البرلمان الحالي لأنه لا يهتم إلا بختان الإناث وزواج القاصرات، ويعمل بعيدا عن كل معاناة المواطن المصرى مثل تشجيع الصناعة، وعمل برنامج إرشادي للتحذير من زيادة السكان، وتآكل المساحة الزراعية، وبالتالى أنا أتفق مع المواطن في أن هذا البرلمان لم يقدم شيئا للمواطن فهو برلمان منبطح.

**وهل ترين أن حكومة المهندس شريف إسماعيل تصلح للاستمرار مع السيسي فترة الرئاسة الثانية؟
* حكومة شريف إسماعيل عبء على الرئيس السيسي، وأكبر دليل إلغائها لوزارة الإعلام التي كانت هي الوصلة بين الحكومة والناس، فالحكومة اتخذت قرارات غير مدروسة بالدرجة الكافية، علاوة على أن الوزراء بها ليسوا على دراية سياسية كافية، وبالتالي لا يمكن لها أن تستكمل المرحلة القادمة.

**الأحزاب لا يشعر بها المواطن المصري بل يحجم عن الانضمام إليها فما تعليقك على ذلك؟
*لا يوجد لدينا أحزاب في مصر، فكل الأحزاب مجرد أسماء على ورق، وبعض الأفراد داخل المقرات ليس لهم مشاركة في القرار السياسي، ومحاولات البعض الزعم بأن المناخ لا يسمح للأحزاب بعدم أداء دورها كلام غير صحيح؛ لأنه في 30 يوليو الناس عندما شعرت بخطر نزلت ما بين 30 إلى 40 مليون للشوارع، من أجل إنقاذ البلد من الإخوان، وبالتالي الأحزاب فاشلة، وكلها شبه بعضها.

** وما تعليقك على ما تناوله الوزير عمرو موسى ضد الزعيم جمال عبد الناصر في كتابه الأخير أنه أفشل الحياة السياسية وكان يحضر طعامه من الخارج؟
* رجل مثل عمرو موسى جاء بعد 47 سنة من رحيل عبد الناصر ليأتى بمثل هذه الكلمات، لماذا كان صمته طوال هذه المدة، ولماذا تحدث الآن، هل يقصد أن يرمى إلى شيء آخر، فعبد الناصر لم يكن ديكتاتورًا مثلما يحاول البعض تصويره من الجبناء؛ لأنه لا يوجد رجل محترم يشعر بالحنين لفترة ما قبل 52، والإقطاع سقى المصريين المر، وبالتالي كلام عمرو موسى مؤسف، وإذا كانت ادعاءاته عن عبد الناصر بأنه أفسد الحياة السياسية فماذا يقول عن شعبيته المستمرة حتى الآن في العالم العربي كله في حين أن عمرو موسى هو من جعل الناتو يقوم بضرب ليبيا.
الجريدة الرسمية