رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صالح يكتب: لبنان والمجهول

أحمد صالح
أحمد صالح

لا تُنتج الديُموقراطية الأفضل دائما، فالحرية دون وعى فوضى، والتقسيم الطائفى يُحول صناديق الانتخابات من وسيلة للتعبير عن إرادة الناخبين إلى أداة للتعداد السكانى لكل فصيل، بعيدًا عن اختيار الأصلح في الإدارة وتمثيل الدولة.


لبنان بلد العجائب السياسية، بها ثلاثة رؤساء وجيشان ورئيس للوزراء يُؤلف الحكومة ولا يشكلها، ووزراء خارج إرادته يتصرفون دون الرجوع إليه ! وقد مهدت تلك الأوضاع المتفردة لما يحدث الآن من اضطراب وعدم استقرار بعد استقالة سعد الحريرى من رئاسة الوزراء الصادمة، من حيث التوقيت والمكان وطريقة الإعلان عنها، ولن تعود لبنان إلى ما كنت عليه مرة أخرى قبل الاستقالة، فمن الرياض أطلق الرصاصة الأولى على حزب الله، واتهمه بالتسلط والسيطرة على مفاصل الدولة، ووصف إيران الداعمة له بالسعى لزرع الفتن والخراب بلبنان والدول العربية.

وبرغم مُغادرة الحريرى للأراضى السعودية وتفاؤل البعض بتوجهه لفرنسا التي أعلن منها اعتزام العودة لبيروت خلال أيام، وحضور احتفالات عيد الاستقلال فإن ذلك لم يُبدد المخاوف من أن تُصبح لبنان ميدانا لمعارك قادمة تهدف لاستئصال حزب الله المتورط وفق تصريحات المسئولين السعوديين في دعم الحوثيين باليمن، وتقديم تكنولوجيا مكنتهم من إطلاق صاروخ على الرياض يتخطى مداه إمكانات القبائل الحوثية المتواجدة بداخل بلد تنهش الكوليرا والفقر أبناءه.

دقات طبول الحرب يسمعها الجميع، فدعوات عدة دول لمواطنيها بمغادرة لبنان في أسرع وقت أو عدم الذهاب إليها وعبارات وزير الخارجية السعودى عادل الجبير الأخيرة كانت واضحة لاتحتاج لإجتهاد حين قال(لن تنعم لبنان بالأمن قبل نزع سلاح حزب الله) ومن الممكن أن تنزلق المنطقة بأكملها وتكون حربا إقليمية بدخول إيران والدول العربية في مواجهة مباشرة، ولكنى اتفق مع رؤية الدولة المصرية الرسمية بضرورة تجنب الحرب قبل أن يُضمد جرح وتنشأ جراح.

وأخيرا على جميع الأخوة اللبنانيين وضع نهاية للانقسام والمذهبية والتحريض الطائفى واستبدال كل ذلك بدولة مدنية حقيقية تسع الجميع بلا تمييز، سيعود خلال أيام أو ساعات رئيس الوزراء سعد الحريرى ويبقى السؤال الأهم متى تعود لبنان؟
الجريدة الرسمية