رئيس التحرير
عصام كامل

الشركة الوطنية للطرق


لا أحد يختلف على أهمية مشروعات الطرق الجديدة التي تبلغ 3400 ضمن المشروع القومى للطرق، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن كل من يمر على هذه الطرق يشعر بالفخر والسعادة أن هذه المشروعات الكبرى انتهت في زمن قياسى، ولا يملك أحد أن يقلل من أهمية هذه الطرق، وأنها وفرت على المواطنين ساعات من العذاب والزحام وقطع مئات الكيلو مترات بحثا عن مخرج من الانتقال من محافظة إلى أخرى، أو الانتقال من شرق النيل إلى غربه أو العكس. الجميع متفق أن مشروعات الطرق عظيمة، ولم نكن نحلم بها وبإنجازها في هذا الوقت وهذه المرحلة.


وهناك اتفاق أيضا على المغالاة في رسوم استخدام هذه الطرق، وهذا أدى لتراجع فرحة المواطنين، مما دفع الكثير إلى استخدام الطرق القديمة وعدم استخدام الجديدة التي توفر الوقت والجهد، غالبية المصريين تدفعهم ظروف عملهم للمرور على الطرق الجديدة ولا يمرون عليها، لأنهم لا يستطيعون دفع 30 أو 40 جنيها يوميا، والطرق القديمة غابت عنها الصيانة والاهتمام فتحولت لطرق عشوائية لا يعرف أحد الجهة المسئولة عنها. وأصبح المواطن مخيرا إما الدفع أو السير في طريق المخاطر في طرق غير ممهدة ومظلمة.

الأزمة الأخرى التي تواجه كل من يمر أمام بوابات الرسوم على الطرق الجديدة هي سيارات النقل الثقيل، والتي تقوم بحمل البضائع ولا توجد معايير واضحة في التعامل مع الحمولات التي تعبر البوابات أو نوع السيارة، فهى متروكة لرغبة الموظف المختص، كما أن المبلغ المطلوب قابل للنقاش والتفاوض، وصاحب القرار في هذا أيضا الموظف المختص وليس الحمولة أو نوع السلعة.. حكى لى الكثير من أصحاب السيارات أن بعض البوابات تطلب منهم أرقاما تفوق ثمن البضاعة التي تحملها السيارة مما يجعلهم عاجزين عن الدفع، كما أن بعض موظفى هذه البوابات لا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع المواطنين، فيتعاملون معهم بتعال شديد، وأنه لا مفر من مغادرة المكان قبل الدفع أو مصادرة السيارة.

أعرف أنه كانت هناك أكثر من محاولة جادة من أكثر من نائب برلمانى لفتح ملف رسوم بوابات الطرق الجديدة، وطرح معاناة المواطنين من عدم قدرتهم على دفع المبالغ المطلوبة إلا أنه تم إغلاق هذا الملف للأبد بدون سبب واضح، هل كانت تعليمات أم عدم الاهتمام بالرد من جانب الحكومة؟ فتم إغلاق الملف.

نداء ورجاء للمسئولين بالشركة الوطنية للطرق لتخفيض قيمة الرسوم للسيارات الملاكى وأتوبيسات الطلبة والموظفين ووضع معايير واضحة لسيارات النقل وتدريب العاملين على حسن التعامل مع كل من يمر على أمام هذه البوابات حتى نشعر بفرحتنا بإنجاز هذه الطرق.

الجريدة الرسمية