رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. شارع الأشراف.. قبلة عشاق آل البيت على أرض المحروسة

فيتو

بمجرد أن تطأ أقدامك قلب قاهرة المعز وبالتحديد عند محيط مسجد السيدة نفيسة، حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم، تبدأ رحلتك في شارع الإشراف.. الشارع الأشهر في حي الخليفة.. أو بقيع مصر، كما يطلق عليه الكثيرون؛ لما يضمه من مقامات ومشاهد كثيرة لآل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما جعله مقصدًا لعاشقين الرسول وآل بيته، والعطشى لوصالهم.


كان هذا الشارع في الماضي يُسمي "درب السباع"، ثم أطلق عليه الأشرف، نسبة إلى السلطان الأشرف خليل بن المنصور قلاوون، الذي كان له دور كبير في محاربة بقايا الصليبيين وفتح عكا في العصر المملوكي، ولكن محبي أولياء الله وآل البيت وضعوا لمساتهم وأضافوا "ألفًا" إلى اسم السلطان الذي لم يعد يذكره إلا الكتب والمراجع.. فرفرت رايات آل البيت ومريديهم، واكتسب الشارع اسمه الحالي "الأشراف".

 شارع الأشراف.. بقيع مصر
الإشراف لقب يُطلق على أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما، والشارع الذي يحمل اسمهم لا يهدأ.. فالمريدون يتوافدون إليه من كل حدب وصوب، وتزداد أعدادهم في الموالد، تتعالى الأصوات الصادرة من الحضرات وحلقات الذكر، ويندمج المصريون والأجانب بكافة فئاتهم وأشكالهم وألوانهم تحت راية حب آل البيت.

بنايات الشارع قديمة تنتمي إلى عهود بارزة من تاريخ مصر، مكسوة بنقوش إسلامية ومشربيات، ويضم عددًا من المقاهى والورش، في بدايته وعلى الجدران سوف يجد الزائر خريطة تصف الطريق إلى مزارات الشارع ومقاماته وأضرحته.

 خريطة مزارات شارع الأشراف
يبدأ "الأشراف" من مسجد وضريح السيدة نفيسة رضي الله عنها، وهي نفيسة العلم، ابنة الحسن الأنور بن زيد بن الحسن، حفيدة الرسول، ولدت بمكة وأقامت في مصر سبع سنين، وحينما شعرت بدنو أجلها حفرت قبرها بيدها في بيتها، وحينما توفيت أراد زوجها نقل جثمانها إلى المدينة المنورة فطلب أهل مصر أن تظل مدفونة بأرضهم وعرضوا عليه الأموال فرفض، ولم يرضخ إلا برؤية من الرسول يقول له "رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم".

كان أول من بنى ضريحًا للسيدة نفيسة هو عبيد الله بن الحكم والي مصر في عهد الدولة الأموية، ثم أعيد بناؤه في عهد الدولة الفاطمية بعد إقامة قبة عليه.

مسجد السيدة نفيسة العلم
يأتى بعد مسجد وضريح نفيسة العلم.. قبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، الذي أُنشئ عام 1388م، وهو ضريح يعود إلى العصر المملوكي، ولكن الإهمال يحيطه من كل جانب، وكذلك القمامة، بالرغم من أنه مسجل لدى وزارة الآثار تحت رقم 275.

قبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن المنصور قلاوون
وفى الجولة بهذا الشارع الأثرى يأتي دور مقام فاطمة خاتون أو "أم الصالح"، وهو أيضًا يعود إلى القرن الثالث عشر، وفاطمة خاتون هي زوجة والد الأشرف الخليل بن قلاوون، وكان هذا الضريح جزءًا من مدرسة أنشأها زوجها المنصور قلاوون، وملحق به مئذنة ويُعاني هو الآخر من الإهمال بالرغم من أنه مسجل لدى الوزارة برقم 274.

ومن المقامات التي يضمها هذا الشارع أيضًا المقام الذي يُنسب إلى "ابن سيرين" مفسر الأحلام، بالرغم من أنه مدفون في البصرة بالعراق، ويشاركه في المقام الصحابي من آل البيت عبد الغني عبد الله البلاسي، وهو مقام صغير الحجم ومساحته ضيقة ومحدودة، لا تسع سوى بضعة أشخاص.

مقام ابن سيرين وعبد الغني البلاسي
كما أن الشارع يحوي مشهد السيدة رقية ابنة الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق، من نسل الإمام الحسين رضي الله عنه، ويُعد هو الأبرز بين مقامات "بقيع مصر"، وقد أقيم المسجد في العصر العثماني، وغير مُثبت وجود جثمان السيدة رقية بداخله.

وبجوار مشهد السيدة رقية يقع مقام السيدة عاتكة بشارع الإشراف مقام للسيدة عاتكة ابنة نفيل العدوية، وكانت زوجة عبد الله ابن أبي بكر الذي كان واليًا على مصر عام 37 هجريًا، وعمر بن الخطاب والزبير ابن العوام وجميعهم استشهدوا، وكان الناس يتندرون بأن من يريد الشهادة فليتزوجها.

مشهد السيدة رقية حفيدة الحسين رضى الله عنه
وإلى جوار مقام السيدة عاتكة يأتي دور مقام "علي الجعفري" في الجولة وهو شقيق السيدة عائشة صاحبة المسجد الأشهر بالميدان الذي يحمل اسمها، وهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين، أي من نسل الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا المقام مكون من قبة صخرية تعلو غرفة صغيرة تضم الضريح.

ويضم شارع الأشراف مسجدًا صغيرًا، يحوي مقام سيدي محمد الأنور حفيد الحسن، وسليل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عم السيدة نفيسة، ولقد أنشئت قبة المسجد في العصر الفاطمي.

مقام سيدي محمد الأنور.. حفيد الحسن رضى الله عنه
وعلى بُعد خطوات من مقام السيدة عاتكة يقع مقام سكينة بنت الإمام الحسين، وهي حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، واسمها الحقيقي آمنة، ولُقبت بسكينة لما تتصف به من الهدوء والسكينة، ولقد جاءت إلى مصر بعد موقعة كربلاء مع السيدة زينب وفاطمة النبوية، وعاشت في شارع الأشراف حينما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، ولم يُثبت أنها مدفونة في مقامها هذا، وكانت محبة للبلاغة وعلوم اللغة، وهي أكثر آل البيت وصفًا في الأشعار الصوفية.

مقام السيدة سكينة حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم
وإلى جانب هذه المقامات والشواهد والأضرحة لآل بيت رسول الله يضم شارع الإشراف مقامات لعدد من أولياء الله الصالحين وأخرى مبهمة توارت أسمائها من فوق الحجارة، لذا فقد أطلق عليها المحبون اسم "مجمع الأولياء"، كما يضم أيضا مزارات عديدة ففي الجهة المواجهة لمشهد السيدة رقية يقع حمام شجر الدر، الذي لقيت فيه مصرعها، وفى نهاية الشارع يقع أحد المساجد الأثرية العريقة، وهو ضريح صفي الدين جوهر، أحد أهم ما تبقى من آثار الحكم الإسلامي في مصر بالقرن الرابع عشر الميلادي.

حمام شجر الدر التي لقيت مصرعها بين جدرانه
وبالرغم من المقامات والمزارات الأثرية التي يضمها الشارع، حتى إن مبانيه في حد ذاتها تحمل طابعا معماريا فريدا، إلا أنه يعانى من الإهمال بصفة عامة، وبعض المقامات تعانى من إهمال شامل.

الإهمال يحيط بمقامات ومزارات بقيع مصر
Advertisements
الجريدة الرسمية