رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المطرب العراقي همام إبراهيم: الغناء في الأوبرا «حلمي الأنيق».. وأعشق التمثيل

فيتو

  • أنا شخصية رومانسية.. وأكره الكذب والنفاق
  • أشعر بالمسئولية تجاه غنائي في دار الأوبرا ومهرجان الموسيقى
  • أصعب ما يواجه الفنان هو الإمساك بـ"العصا" من المنتصف
  • أزمات العراق أثرت على الفن سلبيًا وأمدتنا بدفعة للمواصلة
  • نسب المبيعات لا تغني عن الفن الحقيقي
  • "الجمهور".. الحكم الأكثر شفافية على الفنان
  • لا أتهاون في اختيار الأغاني

بين والد يؤاخي بين العمل في التاريخ والفن التشكيلي، ووالدة تعمل كمخرجة تليفزيونية، ولد المطرب العراقي الشاب همام إبراهيم، لعائلة يتغلل الفن إلى مسام جسدها، فكانت بدايته الأولى من إتقان تجويد القرآن الكريم، لضبط مخارج حروف اللغة العربية، والتمكن منها، إلى أن استهواه المقام العراقي في السادسة من عمره، ليلتحق بمعهد الدراسات الموسيقية وحصل على الدبلوم.

على الصعيد الفني، يمتلك همام عدة إسهامات محلية وعربية مع فرقة بابل للتراث، وفرقة ألف ليلة وليلة، حتى شارك في برنامج "ستاركلوب" عام 2004، ثم برنامج "عرب أيدول" في موسمه الرابع.. وفي أولى مشاركات همام في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، جمعنا حوار معه على هامش المهرجان، ودار على النحو التالي:

• مشاركتك في مهرجان الموسيقى العربية، هي الأولى بدوراته، فما الذي يمثله لك هذا المهرجان؟
أولا، أنا سعيد جدًا بمشاركتي في المهرجان، خاصة أنه من أقدم وأعرق المهرجانات الموسيقية في الوطن العربي والشرق الأوسط، وكثيرا ما استضاف نجوم الطرب العربي على مسرحه، لذلك لا أجد وصفًا يليق بحجم سعادتي، وشعور المسئولية الذي ينتابني تجاه المشاركة في المهرجان، ولكن أتمنى أن أستطيع مد الجمهور بالسعادة والفرح، وأن أقدم ما يليق بجمهور دار الأوبرا حتى أستحق البقاء في ذاكرته بما سوف أقدمه من أعمال خلال الحفل.

• مسرح دار الأوبرا المصرية، حظي بوقوف كبار مطربي الوطن العربي، فهل كان الغناء على مسرحها حلمًا يراودك؟
بالطبع، منذ كنت صغيرًا وأنا أحلم بتلك اللحظة التي تطأ فيها قدماي خشبة مسرح دار الأوبرا، هذا المسرح الذي وقف عليه عمالقة الفن والطرب، فالغناء فيها حلم راود جميع مطربي الوطن العربي، مهما قدموا من أعمال وحققوا شهرة واسعة، ولكن تبقى الأوبرا حلمًا أنيقًا ذا رونق.. والآن أشعر بسعادة كبيرة ببلوغ هذا الحلم ودنو تحقيقه.

• هل أعددت برنامج أغان خاصا لحفلك في المهرجان؟
- نعم، حرصت على اختيار بعض الأعمال لعمالقة الطرب في الوطن العربي، كما أقدم مجموعة من أعمالي الخاصة، إضافة إلى عدة مفاجآت سيسمعها جمهور الحفل للمرة الأولى.

• مشاركتك بالمهرجان، هي الحفل الأول لك في مصر، فما سبب ابتعاد حفلاتك عنها؟
- لا يوجد سبب واضح وراء ذلك، فأنا من عشاق مصر وحضارتها وفنها وشعبها الطيب، ومن طفولتي أحلم بالغناء على أرضها ودخولها من بابها العريض، بالفعل هو حفلي الأول في مصر، فما بالك إن كان الحفل الأول سيتم عن طريق دار الأوبرا المصرية؟!، مجرد تخيل الأمر يمدني بسعادة بالغة، وآمل أن أقيم عدة حفلات قادمة على أرض أم الدنيا.

• الأوبرا إحدى المؤسسات الحكومية التي تحافظ على هدفها الفني، فهل تعتقد أن مؤسسات الدولة أًصبحت المتنفس للمطربين للغناء الجاد والراقي؟
- بالطبع، فتلك المؤسسات مثل الأوبرا وغيرها مازالت تصر على دعم الفنون الراقية والملتزمة، انطلاقًا من شعورها بالمسئولية تجاه الفن وأهله، وعملها الدؤوب على تثقيف المجتمع، وإيصال رسالة الفن السامية، بعيدًا عن التطورات التكنولوجية والطفرة في عالم الفن التي جعلت جزءا منه مبتذلا.. لذلك هدف تلك المؤسسات يعمل في تثبيت أواصر الماضي مع لمسة عصرية تضيف له جماله ورونقه.

• دائمًا ما يخاف المطربون العرب ويشعرون بالقلق من الجمهور المصري، برأيك ما السبب وراء ذلك؟
- أعتقد أنه لا بد من شعور الفنان بالقلق أمام أي جمهور، ولكن يزداد هذا الشعور أمام الجمهور المصري، لأن أرض مصر وأهلها تربت على الطرب والفن، لذلك يملكون ذائقة فنية خاصة تميزهم وتمكنهم من الحكم على جودة الفنان من عدمه، وأتمنى أن إثبات نفسي أمامهم، وأن أكون عند حسن ظنهم.

• إذن كيف استطعت الموازنة بين الحفاظ على أصالة الأغنية وتحقيق نسب مبيعات واستماع عالية؟
- الأمر في غاية الصعوبة، أن تستطيع الإمساك بالعصا من منتصفها، لعمل توازن بين طرح الموضوعات التي تتناولها الأغاني وجودة إنتاج العمل الموسيقى، وبين أن تكون الأغنية قريبة من متطلبات الشباب والعصر والجيل الجديد من المستمعين، فالأمر يتطلب مني جهدا ووقتا كبيرا لانتقاء العمل المناسب، ولا أخفيك أنه رغم سرعة ومتطلبات جيل الأغنية الجديد، فإنه لا يزال يوجد الكثير من عشاق الفن الملتزم، و"السميعة".

• برأيك، ما معايير النجومية الحقيقية، في ظل وسط فني تتحكم فيه نسب المبيعات والاستماع؟
على الرغم من التطور والتناقضات التي يشهدها العالم الفني، إلا أن العمل الجيد ما زال قادرًا على إثبات نفسه، ولكن يبقى لهذا التطوير تأثيره أيضًا في عالم الفن، فالذهاب إلى المواقع الرقمية والديجيتال، جعل من نسب المشاهدات وأرقام التحميل وتداول العمل بين المواقع، جزءًا من المعايير المؤثرة والمهمة في استمرار الفنان من عدمه، والآن نحاول ونسعى لعمل معادلة بين الأمرين، من خلال أعمال موسيقية وغنائية جيدة من ناحية ثقلها الفني، وفي الآن ذاته تستطيع تحقيق نسب جيدة، وأخيرًا الجمهور هو الحكم الأكثر شفافية حول تحديد النجومية الحقيقية للفنان.

• العراق حاليا في أزمة طاحنة، فكيف أثرت تلك الظروف على الصعيد الفني؟
نعم، الأوضاع السياسة والأزمات المتلاحقة استطاعت التأثير بشكل سلبي على عدة جوانب في الوسط الفني، ولكن من ناحية أخرى أمدت الفنانين وأعطتهم دافعًا للعمل بشكل مكثف للتأثير إيجابيًّا على الواقع، فالفن هو من يستطيع إصلاح ما أفسدته السياسة في القلوب، وهو ما نطمح لتحقيقه. والعراق وأوضاعه غير المستقرة يتطلب من كل القائمين على الفن والثقافة جهدًا أكبر وتواجدًا حقيقيًّا لتوعية الشباب والدعوة للتآخي والتصالح الداخلي.

• كنت صاحب شهرة محلية بالعراق.. فما الذي دفعك للمشاركة في برنامج المواهب "عرب أيدول"؟
"عرب أيدول" برنامج ذو شهرة عالمية، استطعت من خلاله تحقيق طموحي والوصول لأكبر شريحة من المجتمع العربي في آن واحد، ولكن لا أخفيك أن قرار المشاركة كان صعبًا في البداية، واستغرق مني مدة تفكير وصلت لعام كامل لاتخاذ قرار نهائي، وأستطيع وصف مشاركتي في البرنامج على وفق مبدأ "هي خطوة السهم للخلف والاندفاع نحو الهدف بسرعة كبيرة".

• معظم أغنياتك باللهجة العراقية، فما سر تمسكك بها؟
في الأول والأخير، أنا عراقي، ومهمتي الأساسية تتمثل في إيصال الأغنية العراقية لأكبر شريحة من الجمهور، مع العلم بأن الأغنية العراقية هي جزء من الفن العربي إلى كل العالم.. ومع ذلك أنا قدمت عددا من الأغاني بلهجات مختلفة عن العراقية، وفي أغنيتي الأخيرة (من وين) قدمت خمس لهجات عربية مختلفة في أغنية واحدة.

• هل سبق لك الغناء باللهجة المصرية؟
كنت من أوائل الفنانين العراقيين أبناء جيلي الذين غنوا باللهجة المصرية، وتعاملت مع قامات فنية في مصر، منهم أمير طعيمة والملحن الراحل الكبير رياض الهمشري، وقريبًا تصدر لي عدة أغان أخرى بالمصرية.

• أغانيك معظمها رومانسية، فما سر اقتراب هذا اللون منك؟
بالفعل، أنا شخصية هادئة تميل إلى الرومانسية في طباعها وغنائها، فهل هناك أجمل من الحب والرومانسية، اعترف أنه النمط الأقرب لقلبي، ومع ذلك قدمت أعمالا متعددة الألوان الغنائية على مدار مسيرتي الفنية.

• ما رصيدك الفني حتى الآن، ولماذا تتردد بين إصدار الأغاني المنفردة والألبومات؟
أملك ألبومين في رصيدي الفني، إضافة إلى ألبوم آخر يضم أغاني تراثية، وما يقارب من 20 أغنية منفردة (سنجل)، وبالفعل ما زلت مترددا حول استخدام سياسة (السنجل)، أم أقدم على طرح مجموعة أغان في ألبوم واحد، فالأمران لهما إيجابياتهما وسلبياتهما التي لا بد من دراستها بشكل واف قبل اتخاذ قرار نهائي.

• ما الأشياء التي لا يتهاون همام إبراهيم معها، على الصعيد الفني والشخصي؟
على المستوى الفني لا أتهاون فيما أقدمه من كلمات ومعان فكرية راقية، وسأبقى أقدم الفن الملتزم، أما على المستوى الشخصي فلا أتهاون مع النفاق والكذب في التعاملات الشخصية، ولا أستطيع التعاطي معها.

• هل عُرض عليك دور تمثيلي؟ وإن حدث، أيهما تفضل، السينما أم الدراما التليفزيونية؟

- لم يعرض على حتى الآن أي أعمال تمثيلية، ولكن لو تم العرض، فمن المؤكد أني سأوافق على الفور، لأني عاشق للتمثيل في العالمين السينمائي والدرامي التليفزيوني، فالاثنان قريبان لقلبي.

• ما الأحلام التي يسعى همام لتحقيقها على المستوى الفني والشخصي؟
- على المستوى الفني، أحلم باستمرار تقديمي للفن الراقي، وأن أصل بصوتي لأبعد نقطة ممكنة، لكتابة اسمي في تاريخ الفن، أما على المستوى الشخصي، فأحلم بتكوين عائلة، وأن أكون أبًا صالحا.

• من قدوتك في الحياة؟
- والدي.

• المطربون الذين تحلم بالتعاون معهم؟
-كاظم الساهر وصابر الرباعي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية