رئيس التحرير
عصام كامل

البرلمان الحالي.. هل كان مخيبا للآمال؟!


لقد مارس البرلمان الحالي دوره بصورة أو بأخرى، وسواء رضينا بهذا الأداء أو تحفظنا عليه، فإنه لم يرق لطموحات الناس ولا نال استحسانهم، بل رآه البعض مخيبًا للآمال.. وأيا ما تكن حقيقة موقف الناس منه فإنه وللأمانة كان أقل البرلمانات خرقًا للتقاليد البرلمانية والأعراف وخيانة للأمانة، وباستثناء التغيب عن الجلسات والشو الإعلامي وما جرى في مسألة التأشيرات من تجاوزات طالبنا وقتها بمحاسبة النواب المتورطين فيها، فإن هذا البرلمان لم يشهد ظواهر مخجلة كالتي شهدناها في برلمانات سابقة، ضمت نوابا للقروض وآخرين للأراضي والكيف والقمار والنقوط والعلاج وغيرها.. وقد يقول قائل إن هذه الانحرافات قامت بها قلة من نواب البرلمان وهذا صحيح.. لكنها قلة مؤثرة شوهت الأداء النيابي، وأساءت لسمعة البرلمان وأفقدته المصداقية والاعتبار الواجبين في حق من ائتمنهم الشعب على مصالحه العليا وتشريعاته.. فكيف يخرق القانون ويخرج عليه من هو منوط به سنه ومراقبة تطبيقه ؟!


لكن من الضروري عن تقييم أداء البرلمان الحالي أن نضع في اعتبارنا قصر المدة وحداثة انخراط كثير من نوابه في العمل النيابي والسياسي، وضعف خبرتهم السياسية ورغبتهم المحمومة في كسب رضا الشارع، ولو على حساب اللائحة.

ولا نبعد عن الحقيقية إذا قلنا إن البرلمان الحالي بلا سياسيين حقيقيين، في ظل سقف لا حدود له من طموحات الجماهير، وهو ما خلق الفجوة الموجودة حاليًا بين الشارع وبرلمانه، ناهيك عن وقوع البعض في سقطات وتجاوزات وتقديم آخرين لمقترحات وقوانين لا تمت لمشاكلنا ومستقبلنا بأي صلة.. كل ذلك ساعد على تكوين صورة ذهنية سلبية عند الجماهير.. فهل يدرك النواب ذلك.. وهل هم معذورون لافتقادهم تلك الخبرة.. وهل لديهم الإرادة والرغبة لتغيير تلك الصورة المأخوذة عليهم؟!

الناس لا يهمها الجدل السياسي ولا الشو الإعلامي بل يعنيها الأحوال المعيشية التي باتت قاسية، دون أن يتحرك النواب لتحسينها ويبقى أن يقترب النواب من هموم الناس أكثر وأكثر، لتبديد سحب الإحباط والتشاؤم، وتقديم ما يثبت أنهم مهمومون بالمواطن أكثر من اهتمامهم بالمنصب أو المركز السياسي أو أي مغانم أخرى.

الجريدة الرسمية