رئيس التحرير
عصام كامل

سد النهضة... وعماد أديب!


لم يعد لدينا قضايا مهمة نتحاور حولها، ونختلف ونتفق من أجل الوطن، نجح حزب أعداء الوطن -جهلا أو عمدا- في خلق قضايا لا وقتها ولا أهمية لها لنتسابق في الحديث عنها وقتل جهدنا ونتحدث في منتهى الرفاهية، حتى عندما عادت قضية سد النهضة ومحاولات الجانب الإثيوبي ومن خلفه السوداني الالتفاف وتفريغ ما تم الاتفاق عليه من فحواه الحقيقي، لم نتعامل مع القضية بشكل يليق، بدون الوعي أن مشكلة النيل وإن كانت الحكومة أو الدولة هي المسئولة فإننا أيضا شركاء وظهير الدولة القوي، قرأت دراسة مطولة للأستاذ أحمد عوض، أهم ما فيها أن سد النهضة سينشأ ليهدم من تلقاء نفسه وسيهدد السودان، وكان المفترض تهديده سيصل إلى الإسكندرية مرورا بمراحل أولى في أسوان والمنيا، الانهيار للسد بسبب طبيعة البيئة التي أقيم عليها ويقول في دراسته:


هل تعلم أن إثيوبيا أقامت 25 سدا في السابق، وجميعها فشلوا بسبب ظاهرة الطمي المحمل خلف السدود، فيغلق السد ويقفز المياه إلى أعلاه، وسد النهضة أو سد الألفية كان سدا صغيرا ليس لتخزين المياه، إنما لمرور المياه على توربينات تقوم بتوليد الكهرباء، ومصر لم تعترض على هذا، لكن بعد تدخل الماسونية العالمية أو الحكومة الخفية التي تحكم العالم، تم خداع إثيوبيا عن طريق بعض العملاء من الداخل والخارج أنه سيسبب لهم نهضة للدولة الإثيوبية، وذلك بزيادة حجم السد لتخزين كميات هائلة من المياه (النهضة هو اسم مخططهم لنهضة ربهم الدجال من ثباته وقيادته للعالم ومكتوب أسفل الهرم في عملة الدولار) لكن الحقيقة أنه صنع لينهار فهو لن يتحمل هذا الضغط الهائل من الماء والطمي مع التغير المناخي القادم وبانهياره سيندفع الماء بقوة مدمرة ليمحو كل حياة من على ضفاف النيل حتى الخرطوم كموجه أولى حتى السد العالي كموجة ثانية الذي هو أيضا لن يتحمل هذا الطوفان..

فكان من المقرر اندفاع المياه وإزالة الحياة من ضفاف النيل حتى المنيا كموجة أولى حتى الجيزة كموجة ثانية وغرق الدلتا كموجة أخيرة.. وبالتالي انهيار مصر وفناء شعبها ومن بتبقى سيكونون مشردين ضعفاء لا يجدون قوت يومهم وينتشر فيهم الأمراض والطاعون وبذلك يحصلون على الصيد الثمين الذي طالما حلموا به ويسعون إليه من آلاف السنين... لكن كما يؤكد الأستاذ أحمد عوض أن مصر تضار بفضل ما لديها من بحيرة ناصر ومفيض توشكى وجميع منافذ المياه التي تشكو الآن من قلة المياه وستتحول النقمة إلى نعمة.

إنني لن أنتظر انهيار السد لكن أدرك تماما أن الدولة المصرية قد تقف عاجزة أمام حل مشكلة المرور لكن عن مشكلة المياه لا يزال الخطوات القانونية الدولية في صالحنا، وما زلنا نملك خيوط القضية، وإذا كانت السودان تلعب دورا مخزيا إلا أننا نملك كيف نعيدها إلى صوابها، وعلى أسوأ الاحتمالات، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ذهبت إلى أفغانستان دفاعا عن أمنها القومي، واحتلت العراق من أجل أمنها القومي، ونحن من أجل الأمن القومي سنذهب إلى آخر الدنيا!

أما أن السقطة المدوية ليست اللقاء الذي حدث مع الإرهابي لكن السقطة في الإعداد والاختيار غير الموفق الذي حدث، لن أكتب أكثر مما كتبه بعض الأصدقاء، لكن أنشر كلماتهم حتى يدرك البعض أن الأمر ليس شخصيا لكن رؤية الرأي العام للكارثة التي حدثت..

كتب الصديق الرائع رضا محمد محمود المصري المعجون بطمي النيل كتب قائلا: عماد الدين أديب تحاور مع الإرهابي كأنه ضيف أو ممثل أو مجني عليه، والتعاطف مع نوعية مجرم مثله وجعله يأخذ مجرى الحوار في صالحه ويقول ما يريد أن يقوله، مجري الحوار لا بد فيه من صرامة وعدم مهادنة وعدم مناقشة تفاصيل فكر جماعته أو معتقداتهم بشكل يبدو تعاطف المحاور معه.. وكان لا بد من محاور دارس فكر هذه الكائنات المتطرفة القذرة حتى يمكنه الرد على ادعاءات الإرهابي الخاطئة تمامًا عن دولة الخلافة والجهاد في سبيل الله.. وهروب المذيع من المواجهات في الأسئلة لعدم علمه بالإجابة أو استطاعته الرد في هذه المسائل الدينية أسئلة ساذجة بقدر من الميوعة يعصب وينرفز وجعل المجرم في بعض الأحيان يحاول يستعيد الثبات النفسي، إنما يقوله أنا لا أقلل من قدرك!!

ومع عدم إزالة الشبهات والوقوع فيها ده شيء يجعل الأمر يلتبس على العامة من المشاهدين ويجعلهم يتعاطفون معه، وكان في عيون كل من حولي ويشاهدون.. أصابهم الفتور والملل من أسلوب الحوار ولولا بعض الغضب والشغف في العيون كنت أدرت مؤشر القناة، ولولا معرفتي بهم لكنتُ شكيت أنهم تعاطفوا أو أقتنعوا بفكر داعش من فشل الحوار، حوار من محاور أو مذيع كان أشبه بأفلام المقاولات، محاور دون مستوى الانفراد الخطير مع كائن جاهل وعقلية مغيبة نموذجية صالحة للفكر الداعشي وإبرازه للناس بهذه الطريقة فهو فشل..

الدكتور رمضان غنيم كتب يقول: شيء خطير من أخطر ما قاله الإرهابي الليبي عبد الرحمن المسماري في حواره مع عماد أديب أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قتل أعمامه وأنه بذلك يحق له قتل أي أحد لا يقيم شرع الله من وجهة نظره وكل ما المحاور يقول له ضميرك فين من القتل، فيكون هو نفس الرد، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قتل أعمامه، إذا هذا هو ما تقوم به قيادات الإرهاب بإقناع الشباب به ليقتل حتى أقرب الناس إليه وهنا يجب أن يكون للأزهر دور كبير لتوضيح الأمور لهؤلاء الشباب!

وكتب الكابتن يونس: لم أقرأ أو أسمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قتل أعمامه، المصيبة أن المحاور وافق على هذا.. على أنهم كانوا كفارا..

ويضيف الأستاذ عماد عمر: كان يجب أن يجري هذا الحوار رجل دين لكي يرد على أكاذيب هذا الإرهابي.. فأثناء فتح مكة كان الرسول منتصرا ولم يقتل أي كافر وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، وكان يقول لعمه، يا عمي قول أشهد أن لا إله إلا الله لكي أشفع لك عند ربي ولم يقتله كما قال هذا الإرهابي الجاهل!

وبفكر واع اقترح الباحث حازم حسن أن لقاء مثل هذا كان ممكن أن يحاوره أحد التائبين وليكن ناجح إبراهيم! لكني كنت أرشح نبيل نعيم أحد أبرز قيادات الجهاد!

ماذا بعد!!؟
على الدولة المصرية أن تعي أكثر أن اختيارات بعض مسئوليها أحيانا تكون مسيئة لها، سواء في قضية سد النهضة، أو الإرهابي الليبي، والحقيقة لا أعرف من دفع الحساب عن هذا اللقاء!!؟
محروسة يا مصر
من السماء
وملايين شعبك الطيب!
الجريدة الرسمية