رئيس التحرير
عصام كامل

الحريري في باريس


ها هو سعد الحريري وأسرته في باريس، المفروض إذن أن تنتهي تكهنات وأقاويل احتجازه في الرياض وإجباره على الاستقالة من منصبه، اللهم إلا إذا كانت فرنسا مشاركة هي الأخرى في احتجازه مع السعودية، لكن مع ذلك سوف تستمر هذه التكهنات والأقاويل التي تحدثت عن احتجاز الحريرى في الرياض لإجباره على الاستقالة، وسوف يخرج علينا من يقول إنه كان محتجزا ولكن السعودية اضطرت لأن تسمح له بالسفر تحت الضغوط الدولية، أو عبر وساطة فرنسية، أو نتيجة لتسوية فرنسية للأزمة اللبنانية في إطار الدور التاريخي الفرنسي في لبنان.


اللغط حول لبنان لن يتوقف بخروج سعد الحريرى ومعه أسرته من الرياض وذهابه إلى باريس، أو حتى بعد عودته إلى بيروت كما هو متوقع بعد بضعة أيام كما أعلن عون، فهذا تعبير عن عمق وحدة الأزمة اللبنانية الناجمة عن استباحة دول وقوى إقليمية ودولية هذا البلد وتدخلها في أموره الداخلية، مع وجود فصيل مسلح يفرض إرادته على مؤسسات الدولة اللبنانية، ولذلك أي تسوية حالية لأزمة استقالة الحريرى أو إقناعه بالعدول عنها لن يقدم حلا للأزمة اللبنانية، هذه الأزمة سوف تستمر ما دامت هناك دول تسعى لفرض وصايتها على لبنان، سواء بالضغوطات السياسية أو باستخدام بعض إذاعتها المسلحة فيه.

وهكذا قد نكون الآن أمام هدنة جديدة مؤقتة للأزمة اللبنانية يتم الإعداد لها بمعرفة فرنسا، لن تدوم طويلا وسرعان ما ستنفجر مجددا مستقبلا.
الجريدة الرسمية