رئيس التحرير
عصام كامل

الخطاب الثقافي.. غياب القوة الناعمة في مواجهة التطرف

فيتو

بات مجتمعنا اليوم يواجه انحدارًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وعلميًا وعمليًا، إذًا في قولةً واحدة أصبحنا نواجه إنحدارًا ثقافيًا.


وباتت الثقافة تشبه المياه الضحلة التي أعياها الركود، أصيبت الثقافة بمنحي الهبوط، وتمكن الجهل واللاعلم من أن يعتلي منحني الصعود، وصعد نجم التطرف في اللازمن، وبات هو المسيطر على المشهد وعلي نظريات التفسير.

اعتلى منبر الخطاب الثقافي الجهلاء الذين أطلقوا على أنفسهم النخبة والمثقفين، تاهت معالم الثقافة على أيديهم، وسط تزاحم وتضارب لنظريات جميعها أعتراها الخطأ، بينما كان على الجانب الآخر يصنع التطرف منهج الجهل، والدم والقتل، وأصبح المتلقون في شتات بين هذا وذاك.

في تلك الفترة غاب دور القوة الناعمة ودور النخبة والمثقفين الحقيقيين، أصبحت القوة الناعمة ممثلة في صناعة سينما " البلطجي، وتاجر المخدرات، والسيدة العاهرة، ولم تعمل على تقديم شيء يدعو لمواجهة الجهل، أو مواجهة التطرف، امتلأت صالات العرض بالسفه.. بينما كانت ثمة عقول بعض الشباب تمتلئ بأفكار مسممة.

إن دور القوة الناعمة لا يفرق عن دور القوة الصلبة، بل يفوقها بكثيرت القوة الناعمة تخاطب الوجدان قبل العقل اللغة التي يفهمها الجميع هي لغة الفن الذي هو جزء من تلك القوة. إنني عندما أقوم بمشاهدة فيلم سينمائي عن شخصية وطنية عملت على حماية الوطن سوف أتأثر به، إنني عندما أشاهد مسلسلًا عن قصة حياة شخصية دينية كانت تتبع المنهج الوسطي الذي يدعو للمعاني السمحة سوف أتأثر به، والعكس صحيح تمامًا.

إن المرء لتأخذه الدهشة عندما يرى أن خلال الـ (٧) سنوات الماضية معظم الأفلام السينمائية بطلها هو " البلطجي، وتاجر المخدرات، والسيدة العاهرة"، دون أن تقوم بعمل سينمائي يعمل على مواجهة ما يصنعه المتطرفون.. إذًا ثمة أزمة حقيقية للأسف نحن من قمنا بصناعتها بأنفسنا، ونعاني منها.

إننا بحاجة إلى تجديد الخطاب الثقافي مثل تجديد الخطاب الديني.
لابد وأن تعود الثقافة مرةً أخرى لابد وأن نسترد أنفسنا مرةً أخرى حان الوقت لكي نحرر الثقافة من هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم النخبة المثقفة وهم في الواقع النخبة القاحلة، التي ساعدت دون وعي التأكيد على ما كان يروج له الفكر المتطرف.

لابد من اتحاد النخبة المثقفة مع النخبة الإعلامية مع النخبة السياسية والاقتصادية والرياضية والدينية، في صياغة منهج وخطاب ثقافي يخاطب الجميع، كلًا في تخصصه.
الجريدة الرسمية