رئيس التحرير
عصام كامل

مرصد الأزهر: 4 مؤشرات تؤكد قرب نهاية «داعش».. فقدانه 96% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.. معاناته من قلة المنضمين إليه.. خسارته موارده المالية.. وفضح زيف شعاراته وأفكاره ال

فيتو

أكد مرصد الأزهر أن مؤشرات عديدة تؤكد قرب نهاية تنظيم «داعش» الإرهابي، ذلك التنظيم الذي وصف نفسه زورًا وبهتانًا بـ«الدولة الإسلامية»، وتجاوز كل حدود الإدعاء حين أطلق على دولته المزعومة اسم «الخلافة»، ونصَب على الأراضي التي احتلها «خليفة» هو أقرب ما يكون لزعيم عصابة إجرامية رافقه مجموعة من المرتزقة الذين عاثوا في الأرض فسادًا، وبثوا الرعب والفزع في قلوب العباد، وهتكوا الأعراض، وسلبوا الأموال، وخربوا الديار الآمنة، وقتلوا الأبرياء، وهجروا الأنفس المطمئنة، وبدلوا أمن كل أرض وطأتها أقدامهم خوفًا، وجلبوا الخراب والدمار معهم أينما حلوا.


نهاية قريبة

وأوضح أن النهاية القريبة «داعش» الإرهابي، تثلج صدور ملايين الأبرياء في شتى أنحاء العالم، وبالأخص في العراق وسوريا، فقد قتل أعضاء هذا التنظيم الإرهابي آلافًا مؤلفة من المدنيين العزل في مختلف المدن العراقية التي سيطروا عليها؛ ففي «الموصل» سفكوا دماء الأبرياء وهتكوا أعراض النساء وأجبروا الأطفال على خدمتهم والانضمام إلى صفوفهم، وفعلوا مثل ذلك وأكثر بـ«الإيزيديين» في مدينة «سنجار»، متجردين من كل أعراف إنسانية، وغير عابئين بأي قيم دينية، وفي سوريا قتلوا العزل من المسيحيين والمسلمين - سنةً وشيعةً وكردًا على حد سواء - مدعين أنهم يطبقون شرعة الإسلام، فكان تطبيقهم لها خاضعًا لأهواء كبرائهم وقادتهم الذين اتخذوا من الدين سترًا لظلم العباد والتحكم بمصائرهم.

خسائر التنظيم

وأشار مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في التقرير الذي أعدته وحدة رصد اللغة الألمانية، إلى أنه بإلقاء نظرة تحليلية على الواقع الذي بات تنظيم «داعش» الإرهابي يعانيه في الوقت الراهن، تظهر بوضوح عدة حقائق جميعها تؤكد قرب نهاية هذا التنظيم؛ يأتي على رأسها خسارة التنظيم الفعلية لـ96% من إجمالي مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وتابع: "نجاح الجيش العراقي في تحرير مدن الرمادي - الواقعة غرب بغداد - وتكريت والموصل والحويجة وتلعفر والقائم - الواقعة بالقرب من الحدود العراقية السورية - والتي كانت تمثل المعقل الأخير للتنظيم في الأراضي العراقية، كما تمكنت قوات «البيشمركة» الكردية من تحرير مدينة «سنجار» ذات الأغلبية الإيزيدية، ليفقد التنظيم الإرهابي كل مواقعه التي احتلها في العراق تؤكد نهاية داعش".

وأشار إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي، خسر معاقله في مدن «عين العرب كوباني» و«تل أبيض» الواقعتين بالشمال السوري، تلاها فقده قبل عدة أسابيع مدينة «الرقة» في الوسط السوري والتي كانت تُعد عاصمة التنظيم ومعقله الرئيسي في الأراضي السورية، وفي الشرق أُجبر التنظيم على ترك مواقعه بمدن «ديرالزور» و«الميادين» وأجزاء كبيرة من مدينة «البوكمال» القريبة من الحدود العراقية والتي تُعد آخر معقل للتنظيم بسوريا.

الموارد المالية

وتابع: "هذا بالإضافة إلى فقدان «داعش» لغالبية موارده المالية، وذلك بعد أن نجحت القوات العراقية في تحرير آبار البترول التي كان يسيطر عليها ويبيع نفطها ليمول عملياته وتحركاته العسكرية، بالإضافة إلى إلقاء القبض على كثير من ممولي التنظيم في مختلف دول العالم، واتخاذ العديد من الحكومات إجراءات رقابية صارمة حالت دون وصول الأموال التي كان يجمعها عناصره بالخارج، وهي الخسارة التي مثلت له ضربة قاسمة.

وأضاف:" الأهم مما سبق، هو القلة العددية التي أصبح تنظيم «داعش» يعاني منها؛ فغالبية عناصر التنظيم قُتلوا، وكثير من الباقيين على قيد الحياة عادوا إلى أوطانهم بعد شعورهم بالإحباط أو تأكدهم من زيف شعارات التنظيم وتضليله لهم، كما هو الحال في ألمانيا، حيث عاد أكثر من 300 شخص من أصل 900 انضموا للتنظيم؛ فضلا عن أنه لا يكاد يوجد منضمين جدد للتنظيم، على عكس ما كان عليه الحال عند بداية ظهوره وإعلانه الخلافة المزعومة، حيث انضم إليه آنذاك من مختلف الدول عدد كبير ممن استطاع التنظيم خداعهم وإيهامهم بشعاراته الزائفة ودعاياه المضللة التي كان يبثها عبر الإنترنت ومختلف وسائله الدعائية.

تفنيد فكر «داعش»

وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن القضاء على «داعش» وباقي التنظيمات الإرهابية، لا يقتصر فقط على النصر الميداني؛ فالناظر إلى ماهية هذه التنظيمات يرى أنها اعتمدت في نشأتها وتمددها على منهج فكري استسقته من أزمان سحيقة، وأعتمدت خلاله على تأويل آيات قرآنية وأحكام على غير مرادها فضلت بجهلها وأضلت غيرها من محدودي العلم.

وأشار إلى أن قناعة البعض بالفكر المسموم الذي بثه تنظيم «داعش»، يجعل ظهور هذا التنظيم مرة أخرى أمر غير مستبعد طال الزمان أو قصر، لذلك يجب مجابهة هذا الفكر وضحده وتفنيده وبيان زيفه للناس حتى لا يكون منبتًا بين حين وآخر لكل فئة ضالة، وهو الأمر الذي يقوم عليه الأزهر الشريف من خلال مرصده لمكافحة التطرف، والذي يقوم على رد شبهات وتفنيد أباطيل هذا التنيظم وغيره من التنظيمات الأخرى من خلال مجموعات عمل بلغات عشر ترد عليها وتعيد نشرها بتلك اللغات حتى يتضح للجميع صحيح الدين وزيف المبطلين.
الجريدة الرسمية