رئيس التحرير
عصام كامل

د. أحمد صبري يكتب: هذه حكايتي مع سماسرة الانتخابات!

أحمد صبري
أحمد صبري

تبقي الموهبةُ حائلا بين المبدع وغير المبدع، إلى أولئك الذين احترفوا خداع الناس، إليكم فاسمعوا، لم يكن الخير مقصورا ذات يومٍ على منصب أو جاه، جئنا طالبين عفو الله والفوز برضاه، لم نفكر ذات صباح أن الجاه والسلطان لأحد غير الله تعالي، ومن ثم وضعنا ثمة خطوطٍ نسير على خطاها لم نخرج عليها قيد أنملةٍ.


حين اعتزمت الترشح على مقعد البرلمان بدائرة العظماء «حدائق القبة» لم يكن بخاطري سوى أولئك الذين دهستهم الحياة، فلا استطاعوا أن يوصلوا صوتهم إلى مسئول ولا حتى وصل إليهم المسئول، كانوا كمن مات عطشا في صحراء، لم يسعفه فيها أحد، ومن هنا وضعت خدمتهم أمام عيني وبذلت قصاري جهدي كي أكمل معهم ما بدأناه دون المجلس.

لم تكن الأمور يسيرة كما يظن الكثيرون فحين تخوض انتخابات بها قامات كبرى فهذا بحد ذاته نجاح، الأمر لا يتوقف على النجاح المادي فقط، يكفي أنها كانت محاولة تعلمت فيها الكثير والكثير، واجهتني صعوبات جمة، أهمها أن فئة معينة استغلت فقر البعض وراحت تغدق الأموال عليهم، حينها تمنيت أن أنسحب، لكنني خشيت أن أنكسر أمام نفسي وأمام من ساندني ودعمني.

عرفت في تلك التجربة معني الوفاء والاحترام، رأيت أناسا وقفوا بجانبي ورفضوا التخلي عني في أحلك الظروف رغم إغراءات مادية من بعض المرشحين إلا أنهم تمسكوا بي إيمانا بي وبما رأوه في من خير بحسب رأيهم. عرفت أيضا من تاجروا بي وحاولوا أن يسحبوني إلى طريق لم أكن أفكر يوما فيه إلا أن إرادة الله كشفتهم وكشفت نواياهم السيئة.

لم أفقد الأمل في الترشح مرة أخرى، كسر طموحي البعض، ورفضوا أن أخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بحجة صغر سني إلا أن الكثيرين غضبوا حين أبلغتهم رغبتي في الابتعاد عن المشهد لدرجة أن بعض الناس قاطعني لفترة طويلة وضغط البعض الآخر كي نكمل سويا الحلم وبين ذلك وذاك يبقي الطموح والأمل هدفا في حد ذاته ولن أخذل من توسموا فيّ خيرًا

لم أكن أتخيل أن بعض أبناء دائرتي ينساقون وراء من يشتري صوتهم بثمن بخس، هل هذا ثمنك، أذكر ذات يوم وقف أحد المرشحين متباهيا بين الناس وقال أنا نجحت بفلوسي، كيف لكم أن تقبلوا أن يفعل غيره هذه الفعلة فيكم مرة أخرى، ألم تمس كرامتكم هذه المقولة ألم تقتل حياءكم، فوالله أنني أعلم أنكم تأثرتم بما قال، لكن لماذا جعلتم خيره يفعل معكم نفس الأمر ويشتري أصواتكم بحفنة من النقودة.. إنها العزة والكرامة، فلنكن جميعا على قلب رجل واحد.. انتبهوا إلى أصواتكم، ليس مهما أن تمنحني صوتك.. لكنني أرجوك ألا تمنحه إلى من يدفع لك ثمن.

لست من أولئك الذين يتهربون من لقاء الناس كنت ومازلت بين الناس أجلس هنا وهنا بين الناس، ليس بيني وبين الناس حجاب، طموحي لن يتوقف ومكتبي مفتوح لمن أهانني قبل من مدحني، فلست أحمل كرها لأحد، أسامح إلى النفس الأخير.

أسعي أن أنتقل بحدائق القبة لتعود إلى مكانها في مصاف المناطق الراقية كما كانت، أتمني أن أجعل كل فرد في الدائرة شريكا في المجلس، لن أنفرد بالقرار أبدا، مهما كانت حساسية القرار ستكونون الشركاء، لن أعتمد على أهل الثقة بل سأعتمد على أهل الكفاءة حتى لو بيني وبينهم ما صنع الحداد.
الجريدة الرسمية