رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«انفراد» عماد أديب


ما قدمه الأستاذ عماد أديب على قناة الحياة أمس هو انفراد صحفي وإعلامي كبير فعلا، وفى هذا الإطار يمكن أن نناقشه مهنيًا وليس سياسيًا كما فعل هو مع ضيوفه في الاستوديو التحليلي، أو كما فعل آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، ومهنيًا فإن هذا السبق الصحفي والانفراد الإعلامي الكبير لم يقدم لنا إجابات عن كل الأسئلة التي شغلت ومازالت تشغل الرأي العام بخصوص حادث الواحات، رغم أنه قدم لنا لأول مرة معلومات جديدة ردت على بعض الشائعات التي اقترنت به.


مثلا، هو كشف لنا على لسان الإرهابى أن تبادل إطلاق النار استمر عدة ساعات بين مجموعة الإرهابيين والقوة الأمنية التي ذهبت لتبحث عنهم، ولكنه لم يسترسل في الحديث مع الإرهابى ليقدم لنا تفاصيل هذا الاشتباك، الذي أسفر عن استشهاد كل أفراد القوة الأمنية كما قال النقيب الحايس، ولم يكشف لنا سواء على لسان الإرهابى أو على لسان النقيب كيف تمكن الإرهابيون من أسره، وكيف كانوا يتعاملون معه، وهل كانوا يقيدونه، وكيف جرح، ثم كيف تم تحريره؟

أيضًا تناول الانفراد معلومات متضاربة، فهو أبلغنا أن معركة القوة الأمنية مع الإرهابيين أسفرت عن قتل اثنين من الإرهابيين وعدد من المصابين، ثم ابلغنا على لسان الإرهابى أن المعركة أسفرت عن قتل إرهابى واحد، بينما قال النقيب الحايس إن المعركة انتهت بدون إصابة إرهابى واحد، نظرًا لأنهم كانوا يعتلون المكان ويطلقون النار عليهم من هذا المكان المرتفع.

لقد طغى اهتمام الأستاذ عماد في مناقشة الإرهابى في أفكاره الدينية وهو ليس مؤهلا لذلك على اهتمامه باستجلاء المعلومات الخاصة بحادث الواحات، وهو مؤهل لذلك صحفيا وإعلاميا، رغم أننا كنّا نحتاج لذلك بعد أن اقترن بهذا الحادث الكثير من الشائعات والاكاذيب، وكنا نحتاج أيضًا أن نعرف تفاصيل بطولة النقيب الحايس وهو يتحدى الإرهابيين في أسره، كما قال لنا والده بعد تحريره، ثم كنّا نحتاج أن نعرف تفاصيل العمل الكبير والبطولة أيضا الذي تم خلاله تصفية هذه المجموعة الإرهابية كاملة وأسر الإرهابى الليبى الذي كان معهم، كنّا نحتاج استجوابا صحفيا يقدر عليه عماد لا مناقشة فكرية أو فقهية دينية كما استغرق الإعلامي الكبير فيها.
Advertisements
الجريدة الرسمية