رئيس التحرير
عصام كامل

أمين الأعلى للآثار : تثبيت وتعيين جميع المؤقتين بالوزارة قريبا.. وسأقضى على أي فساد

فيتو


  • 2017 عام الاكتشافات ومازال لدينا عقدة الخواجة
  • إزالة جميع ترميمات الأسمنت الأسود من جميع المواقع الأثرية
  • المرممون المصريون تفوقوا على الأجانب
  • بعثتان جديدتان لكشف لغز تجويف هرم خوفو
  • تأجيل العمل بالكشف عن مقبرة نفرتيتي خلف توت عنخ آمون
  • مشروع ضخم لإنقاذ آثار تانيس
  • 5 بعثات مصرية جديدة للتنقيب عن الآثار واستمرار عمل الأجنبية
  • زيادة أسعار تذاكر دخول المناطق الأثرية لا يؤثر على السياحة



أصدر الدكتور خالد العناني وزير الآثار، القرار رقم 356 لسنة 2017، بتعيين الدكتور مصطفى وزيري مدير آثار الأقصر بمنصب أمين عام المجلس الأعلي للآثار، في 18 سبتمبر الماضي، وذلك عقب سلسلة من النجاحات والاكتشافات للمقابر، وترميمات التماثيل والمقصورات المميزة بالأقصر خلال الفترة الأخيرة، وتشجيع الكفاءات الشبابية في ترميم تمثالين للملك رمسيس الثاني، وذلك خلفا للدكتور مصطفى أمين الذي تم تعيينه مستشارا لوزير الآثار.
وشهدت الفترة الأخيرة العديد من الأحداث، وفتح الكثير من القضايا الخاصة بالمناطق والمتاحف الأثرية ومشروعات الوزارة في جميع المجالات وكان لـ"فيتو" أول حوار صحفي مع الدكتور مصطفى وزيري، بعد مرور ما يقرب من شهرين على توليه مهام منصبه وإلى نص الحوار.

*ما أولوياتك في العمل الفترة المقبلة؟
إذا كان هناك فساد سأقضي عليه، ولن أتوقف عن هذا الملف نهائيا، والناس التي لها مشكلات سيتم حلها وسأبذل قصارى جهدي لحل جميع المشكلات، كما سيتم تعيين المتعاقدين على الباب السادس، ونقلهم للباب الأول وتثبيت العاملين بالباب الأول، وذلك على مراحل، وهناك حصر بعدد المتعاقدين و"السراكي" وبدأت المرحلة الأولى بتثبيت العاملين المنقولين من الباب السادس للباب الأول قريبا.

*ماذا عن الحفائر بالوزارة؟
لأنى رجل حفائر من البداية فإننا نعمل على زيادة عدد الحفائر المصرية الخالصة التابعة للوزارة في عدة مواقع، حيث بدأت بعثة حفائر مصرية في الأقصر، وسيتم تكرارها في 5 مواقع مختلفة ولدينا أقوى مرممين وأثريين والفضل يرجع للدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، الذي أنشأ مدارس الحفائر الأولية "البيزك" ثم مدارس الحفائر المتخصصة "مدرسة فخار، مدرسة أخشاب، معادن، عظام".

*وهل يستمر عمل البعثات الأجنبية؟
البعثة الأجنبية المقصود بها "الفاند الأجنبي" ولدينا أقوى مرمم في العالم، وذلك لعملهم المستمر في الترميم، ولكن الأجنبي يمارس الترميم من خلال الدراسات النظرية والميكروسكوب أو العمل نحو 3 شهور كل عام فقط، وكل البعثات الأجنبية تعمل بأياد مصرية تحت إدارة أجنبية فقط، والدليل على أن لدينا أفضل مرممين للآثار في العالم ترميم تمثال رمسيس الثاني بالأقصر الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا وكان عبارة عن 57 قطعة بأيادي مرممين مصريين.

*ولماذ إذن نلجأ للمرممين المصريين وآخرها في قناع توت عنخ آمون؟
هذا الموضوع صاحبه جدل كبير ولم أكن موجودا في ذلك الوقت، ويبدو أننا مازال لدينا عقدة الخواجة، وتابعت هذا الموضوع وأنا أعمل في الأقصر ولم أر مادة الإيبوكسى هل كانت زيادة عن المطلوب أم لا وملابسات الوضع بالتحديد، مع العلم أن ذقن القناع عبارة عن "عاشق ومعشوق".
وأعمل حفائر في موقع بالأقصر منذ شهر نوفمبر 2016 واستخرجنا مقبرتين، والثالثة على وشك الكشف، وبجوارنا بعثة أجنبية تعمل منذ 15 سنة، واكتشفت تابوتا فقط وهذا يدل على تفوق المرممين المصريين على الأجانب.

*ولماذا إذن يتم الموافقة على عمل البعثات الأجنبية؟
لأن بعض البعثات الأجنبية تعمل بالمواقع الأثرية منذ ما يقرب من 20 عاما، وهناك بروتوكولات تعاون مع أكثر من جهة علمية لعمل البعثات الأجنبية في مصر، وكذلك تعمل في الترميم ولكن بمرممين مصريين، وحاليا نعمل بمعبد دندرة ومعبد الأخ منو كان به ترميم "غبي" وكان مرمما في السبعينيات بالأسمنت الأسود الذي يتسبب في إغلاق مسام الأثر، ويؤثر سلبا على الآثار، وحاليا الوزارة تعمل على إزالة جميع ترميمات الأسمنت الأسود من جميع المواقع الأثرية، وجميع مواد الترميم متوفرة ونعمل على توفير خامات إضافية.

*وماذا عن إعادة الهيكلة للمجلس الأعلى للآثار؟
الأفضل إما أن تكون مجلس أعلى للآثار برئاسة أمين عام للمجلس الأعلى للآثار يتبع مجلس الوزراء، وإما أن يلغى تماما المجلس الأعلى وتصبح وزارة للآثار ولكن هذا سيتطلب تعديل قانون الآثار رقم 117 لسنة 1983 بتعديلاته، وليس لدى علم متى ستنتهى الهيكلة والقرار في يد الإدارة السياسية، ولكنى لا أفضل الانضمام تحت عباءة وزارة أخرى.

*هل دخل الوزارة تأثر بانحسار السياحة الأجنبية؟
بالفعل تأثر كثيرا والسياحة والآثار وجهان لعملة واحدة وقبل عام 2011 كان متوسط عدد السياح الأجانب يوميا 12 ألف سائح، وبعد ذلك انخفض كثيرا، وبعد رفع أسعار تذاكر دخول المناطق الأثرية بداية من شهر نوفمبر الجاري سيتم إجراء مقارنة بعدد السياح الأجانب في شهر نوفمبر لعام 2016 ونفس الشهر في 2017 وحصر بعدد السياح وزوار المناطق الأثرية في 2017 بشكل عام، وما تقوم به وزارة الآثار من ترميمات واكتشافات أثرية متتالية من البعثات الأجنبية والمصرية على حد سواء ساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة الأجنبية لمصر الفترة الماضية.

*كم عدد الاكتشافات الأثرية في 2017؟
كثيرة جدا وعام 2017 يعتبر عام الاكتشافات في مصر، حيث تم الإعلان عن اكتشافات في الآثار الغارقة بالإسكندرية وكوم أمبو وأسوان بالمحاجر والأقصر وطريق الكباش الذي يسفر عن كل ما هو جديد وتونا الجبل والمنيا وسقارة والفيوم وصدق وزير الآثار الدكتور خالد العناني بأن 2017 عام الاكتشافات وعام 2018 سيكون عام الافتتاحات وهذا كله يساعد وزارة السياحة بشكل مباشر على تنشيط السياحة.

*هل كان لمؤتمر الشباب تأثير إيجابي على الآثار والسياحة؟
أشكر الرئيس السيسي على إظهار مؤتمر الشباب بالشكل الإيجابي الذي ظهر عليه، والذي ساهم في تنشيط السياحة، والذي عاد مردوده على دخل وزارة الآثار الذي تأثر دخلها مؤخرا، والتمكن من تمويل مشاريع الترميم، حيث كانت أيدينا مغلولة قبل ذلك، وبدأ الوضع ينتعش تدريجيا وهذا العام مؤشرات السياحة ودخل الوزارة إيجابي جدا، والدليل على ذلك افتتاح 5 مواقع للحفائر المصرية في مواقع مختلفة ولم تكن قاصرة على الأقصر فقط.

*هل أثر قرار رفع سعر تذاكر دخول المناطق الأثرية على توافد السياحة الأجنبية؟
من يقول ذلك لا يفهم شيئا وبعض المتاحف والمناطق تم رفع أسعار تذاكر دخولها بنسبة من 50 إلى 60%، وأسعار تذاكر دخول المتاحف والمناطق الأثرية أقل بكثير من متاحف الدول الأجنبية والعربية وأنا شاهدت ذلك خلال تواجدى بأمريكا مؤخرا وتبلغ أسعار تذاكرها ما بين 25 و30 دولارا بينما أسعار تذاكر المناطق والمتاحف المصرية لا تتجاوز 10 دولارات على أقصى تقدير.

*وماذا عن مشروع "سكان بيرميدز" وهل هناك مشكلات بين الوزارة وبين البعثة العاملة به؟
لا توجد أي مشكلات بالمشروع ويسير بشكل طبيعي وهناك بعثتان أخرتان متقدمتان للعمل بنفس المشروع وهناك لجنة علمية تشرف على المشروع وتقييمه أما فيما يخص الإعلان عن اكتشاف فراغ كبير داخل الهرم فهذا أمر طبيعي، وكان بعد استئذان الوزارة للدعاية بالخارج، ولكن كان يجب الإعلان عن هذه الخطوة بمؤتمر عالمي بجوار الهرم الأكبر وكان سيكون له مردود إيجابي جدا، وهذا الجدل حدث في مقبرة توت عنخ آمون وإمكانية وجود مقبرة نفرتيتى خلفها والجاليرى بناه قدماء المصريين عن طريق عمال وهذا الفراغ كان يقف فيه العمال واحيانا كان يتم سد هذا الفراغ وأحيانا أخرى كان يترك فارغا.

*ولماذا أعلنت البعثة عن اكتشاف تجويف كبير داخل الهرم في الخارج قبل إعلان الوزارة عنه؟
مشروع مسح الهرم الأكبر "سكان بيراميذز" يعمل بموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية منذ عام 2015 وقد تقدم بتقرير مؤخرًا عن نتائج أعماله وتم عرضها على اللجنة العلمية الدولية المشكلة من علماء الآثار والمتخصصين في الأهرامات برئاسة الدكتور زاهي حواس، وعضوية علماء من أمريكا وألمانيا وجمهورية التشيك، وأشارت اللجنة العلمية إلى معرفة علماء الآثار بوجود تجويفات عديدة داخل الأهرامات ووافقت على استمرار العمل البحثي بالمشروع وأوصت بضرورة اتباع الخطوات العلمية والتي من أولها قيام الفريق البحثي بالنشر في إحدى المجلات العلمية المتخصصة في العلوم لعرض نتائجها على المتخصصين في العالم وتقييمها وهو ما قام به الفريق بنشر البحث في مجلة NATURE العلمية.
وتنتظر وزارة الآثار رد الفعل العلمي لنتائج العمل البحثي من المتخصصين في العلوم وكذلك من الأثريين وبالأخص اللجنة العلمية وذلك لعمل ندوة علمية ومناقشة البحث وعرض نتائجه على اللجنة الدائمة للآثار المصرية لاتخاذ قرارها.
وترى وزارة الآثار أنه كان لا ينبغي على الفريق البحثي الاستعجال ومخاطبة الرأي العام في المرحلة الحالية واستخدام مصطلحات دعائية وترويجية للمشروع مثل اكتشاف والعثور على حجرة أو تجويف داخل الهرم الأكبر بحجم الطائرة ويجب أن يستمر العمل مشروعًا علميًّا بحثيًّا ملتزمًا بخطوات البحث العلمي ومناقشته قبل النشر إعلاميا حيث إن المشروع ما زال يحتاج إلى فترة دراسة واسعة وأبحاث إضافية لمعرفة أسرار هذا الأثر الفريد.

*وما الإجراءات التي سيتم اتباعها بعد ذلك؟
العمل جار في الهرم الأكبر والهرم مبني بأحجار كبيرة وأخرى صغيرة "رتش" وهذا ما يجعل الفراغات موجودة بكثرة داخل الهرم الأكبر "خوفو" وهناك بروتوكول يتم توقيعه، لوضع ضوابط للإعلان عن أي اكتشافات جديدة أو خطوات جديدة تحدث داخل هرم خوفو.

*وماذا عن مستجدات إمكانية اكتشاف مقبرة نفرتيتي خلف مقبرة توت عنخ آمون؟
الموضوع متوقف لحين اللجوء لجهاز رادارى ثالث، بعد ما أشار الرادار الياباني إلى وجود شيء ما خلف المقبرة، ونفي ذلك بواسطة الرادار الأمريكي.

*هل توصل المسح الراداري بوادي الملوك بالأقصر إلى أي اكتشافات جديدة؟
جار العمل في المسح الراداري بوادي الملوك بمعرفة البعثة المصرية الإيطالية، كما أن هناك بعثة مصرية في وادي القرود في الأقصر، تبدأ عملها من 1 ديسمبر المقبل لإجراء مسح شامل للمقابر الملكية التي لم تكتشف بعد في هذه المنطقة، والبعثة ستكون برئاسة الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق.

*وماذا عن خطة تطوير وإنقاذ آثار تانيس بصان الحجر؟
جار إعادة تنصيب وترميم التماثيل بالمنطقة ولدينا المرممين المصريين الذين يتمكنون من إجراء هذه التماثيل ومن المقرر الاستعانة بمرممين من الأقصر الذين تمكنوا من ترميم تمثال رمسيس الثاني بارتفاع 12 مترا، ووزن 65 طنا، وهذه التماثيل نقلها شاشنج من قنتير إلى صان الحجر وسيتم ترميم تمثال لرمسيس الثاني من الجرانيت الوردى وتمثال آخر وضعه غير مضبوط ثم نبدأ في المسلات الكثيرة ولدينا مشاريع ترميم على مستوى الجمهورية، وحاليا نعمل في ترميم التمثال الثاني رمسيس الثاني في الأقصر المحطم منذ أكثر من 1400 سنة.
الجريدة الرسمية