رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هيافة!


يشكو كثيرون شغل الرأي العام بأمور تافهة أو سطحية أو لا تستحق إلا قدرًا محدودًا من الاهتمام، ولا تستدعي الانشغال بها على حساب الأمور والقضايا الأساسية التي تستحق الاهتمام بها من قبل الرأي العام، ويذهب البعض إلى أن التواصل الاجتماعي الإلكتروني هو السبب وراء ذلك، حيث تقل المعلومات وتنتشر الشائعات بل الأكاذيب أيضًا، وحيث صارت مواقع التواصل الاجتماعى إحدى وسائل بعض التنظيمات وأجهزة المخابرات لتوجيه الرأي العام، بينما يرى البعض الآخر أن شغل الرأي العام بالأمور التافهة هو عمل ممنهج ومتعمد ومقصود من قبل أجهزة داخلية لصرفه عن التفكير أو الاهتمام بالقضايا المهمة سواء الحياتية أو الاستراتيجية والسياسية.


غير أن من يفحص الأمر بقدر من الموضوعية سوف يكتشف أن السبب هو غياب مخ إعلامي يقود المسيرة الإعلامية، في ظل تراجع المهنية في مواقع إعلامية وصحفية عديدة، لذلك ما أن يظهر شيء على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تتلقفه الفضائيات والصحف لتنفث فيه وتضخمه وتشغل الرأي العام به قبل أن تتحقق من صحته أو صدقه، ودون مراعاة لأهميته، ولو كانت لدينا استراتيجية إعلامية موضوعية لما حدث ذلك، ولو سعينا لرفع المستوى المعني لتخلصنا من تلك العملية التي يتعرض لها الرأي العام، عملية تسطيح الوعي، وبدون ذلك سوف نظل نعاني من غلبة الأمور الأقل أهمية على إعلامنا واهتمامنا، وسوف نبقى نعاني من هذه الهيافة.
Advertisements
الجريدة الرسمية