رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجأة.. الحكومة ترفع أسعار تذاكر القطارات 500% في 2018.. إلغاء 150 رحلة «مميزة» لزيادة الإيرادات إلى ٥ مليارات جنيه.. زيادة الميزانية السنوية للهيئة لـ10.5 مليارات جنيه

محطة مصر
محطة مصر

يبلغ ثمن العربة الواحدة من عربات السكك الحديدية ١١ مليون جنيه، أي إن تكلفة ١٠ عربات، والتي يتكون منها القطار، تبلغ ١١٠ ملايين جنيه، تضاف إليها قيمة عربة الباور، والتي تتراوح بين ٢٥ و٣٥ مليون جنيه، حسب دولة الصنع، وإمكانيات العربة، وجرار القطار.. ويبلغ ثمن الجرار وحده ٣٥ مليون دولار، وبالتالي يبلغ إجمالي ثمن القطار نحو ١٣٥ مليون جنيه مصرى، زائد ٣٥ مليون دولار، أي إن ثمن القطار الواحد يقدر بنحو ٦٥٠ مليون جنيه، وفى حالة رغبة السكك الحديدية في تكوين ١٠ احتياطيات إضافية فإنها تحتاج إلى 6.5 مليارات.


عام ٢٠١٨ تعتبره السكك الحديدية عام الحسم، لأنها تتجه في نهاية العام الحالي إلى اتخاذ عدة قرارات مهمة ومصيرية، أبرزها؛ أولا زيادة أسعار تذاكر القطارات المميزة بمعدل ٥٠٠٪ لتصبح أقل تذكرة قطار بـ٥ جنيهات وليست بجنيه واحد، كما هو الوضع الحالى.

الإيرادات
من ناحية أخرى، تخطط السكك الحديدية، خلال العام المقبل، للتوسع في إلغاء العديد من الرحلات الخاصة بالقطارات المميزة لإفساح المجال أكثر للقطارات المكيفة "الدرجات الأولى ودرجة رجال الأعمال".

وتسعى لإلغاء ١٥٠ رحلة قطار من إجمالي ما يقرب من ١٠٠٠ رحلة قطار يوميا على كافة خطوط الهيئة القومية للسكك الحديدية. 

ويرى مسئولون أن الخطة تساهم في العديد من المكاسب؛ أولها، تخفيف الخسائر الناجمة عن تشغيل رحلات لا تحقق إيرادات، وثانيها تخفيف حدة الخسائر الناتجة عن تلف وفساد الجرارات بسبب كثرة التشغيل، وهو ما ينعكس على الهيئة بتخفيض دورات الصيانة وإصلاح الجرارات؛ مما يعد أرباحًا للسكك الحديدية، ومن المتوقع أن تساهم الخطة الخاصة بتقليص التشغيل في توفير ما يتراوح بين ١٠٠ مليون إلى ٢٠٠ مليون، بدلا من تشغيل هذه الرحلات، وهى تكلفة الصيانة والتشغيل لهذه الرحلات خلال العام.. وفى نفس الوقت يتم توزيع إيرادات ركاب هذه الرحلات على رحلات بديلة تكون مكيفة بأسعار تزيد ٥ أضعاف.. وذلك بخلاف الزيادة المتوقعة من الإيرادات الحالية للهيئة، الناتجة عن نقل مليون ونصف المليون راكب يوميا.

وتستهدف السكك الحديدية خلال العام المقبل، زيادة إيراداتها من 2،2 مليار من عمليات بيع التذاكر إلى ٤ مليارات جنيه على أقل تقدير، أو 5 مليارات من عمليات تعديل أسعار التذاكر، وذلك من خلال تعديل أسعار الدرجات المكيفة وتعديل أسعار الدرجة المميزة مع التوسع في قطارات الـ VIP

القطارات الحرة

وتخطط السكك الحديدية، خلال العام المقبل، لتحويل القطارات"VIP " إلى قطارات حرة، حتى لا تتعارض مع قطارات الشركات الخاصة، مثل قطار العاشر وقطار أبو قير وقطارات شركة القطارات المكهربة والقطارات فائقة السرعة.

وتأتى خطة القطارات الحرة بسبب الاتجاه للتعويم في أسعار الوقود، وهو ما يعنى زيادة أسعار السولار التي تستخدمها السكك الحديد للضعف، وبالتالي تتجه الهيئة لرفع الدعم عن عدد كبير من القطارات خلال الفترة المقبلة؛ بما يساهم في تعويض ارتفاع أسعار السولار، ويساهم في زيادة إيرادات الهيئة القومية للسكك الحديدية خلال الفترة المقبلة.

ميزانية السكك الحديدية
تستهدف السكك الحديدية استغلال خطة الإصلاحات لإقناع الحكومة بزيادة ميزانيتها خلال الفترة المقبلة لتصل إلى 10.5 مليارات جنيه سنويا يتم استخدامها في تغطية رواتب العاملين وأعمال الصيانة، بالإضافة إلى عمليات تجديد خطوط السكك الحديدية.

وفى الوقت نفسه، تبلغ الخسائر السنوية للسكك الحديدية ما يقرب من 5.2 مليار جنيه ستقفز إلى ٤ مليارات، بعد الزيادة المتوقعة في أسعار الوقود، وبالتالي فإن زيادة ميزانية الهيئة أمر نهائى ومفروغ منه، ولم يتبق سوى تحديد نسبة الزيادة خلال الفترة المقبلة.

ويقول الدكتور حسن المهدى، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة: إن خطط السكك الحديدية جميعها تهدف للاستعداد لدخول الشركات الخاصة، والتي ستعمل على تشغيل قطاع البضائع وإدارة بعض الخطوط، ومنها الخطوط الجديدة، مثل "أبو قير/ الإسكندرية، و"حلوان/ العين السخنة"، والقطار فائق السرعة "القاهرة/ الإسكندرية"، بالإضافة لشركات الصيانة وقطارات النوم، وأوضح أن ما تقوم به السكك الحديدية هو تأهيل للاستعداد لتسويق هذه القطاعات وتسهيل دخول القطاع الخاص اليها.

من ناحية أخرى، يرى المهندس محمود سامى، الرئيس الأسبق للسكك الحديدية، أن محاولات الإصلاح مشروعة والهيئة عليها الاستعانة بجهات خارجية لإعادة تأهيل الهيئة والقضاء على الخسائر، وأكد أنه في حالة تنقية الجداول وزيادة أسعار السولار لن يكون هناك مفر من إعادة تسعير الخطوط بشكل عادل، خاصة أن وزارة البترول لن تورد السولار مجانا للسكك الحديدية، وبالتالي فإن زيادة الأسعار، ودراسة الموقف الخاص بالسكك الحديد أمر لا مفر منه، وطالب سامي وزارة النقل بالعمل على دعم السكك الحديدية في إعادة البناء التي تخطط إليها بما يساهم في بناء مرفق قوى وقادر على تلبية احتياجات الركاب خلال السنوات القادمة.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية