رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطورة واقعة شيرين!


كنت قد تركت الزملاء وغادرت سينما ريفولي بقلب القاهرة عائدًا إلى الجريدة التي يفصلها شارع عنها لإنجاز بعض المهام السريعة ثم العودة بعد أن تأخر العرض الخاص لفيلم "قصاقيص العشاق" الذي كتبه وأنتجه الكاتب الكبير وحيد حامد وأحد الأعمال القليلة له التي لم تكن على المستوى المطلوب وقامت ببطولته الفنانة نبيلة عبيد مع الفنان حسين فهمي، بينما كانت المطربة شيرين تدخل إلى السينما مندفعة اعتقادًا أنها تأخرت عن الموعد وعلى باب السينما ولأنها مقسمة لأكثر من صالة عرض، فضلا عن اتساعها وتمددها لأكثر من دور، لذا طلبت توصيلها للقاعة التي تريدها وقد كان ولا نتذكر هل كانت مدعوة أيضًا للعرض الخاص أم كانت مدعوة في عرض آخر.. بخلاف ذلك لا نعرف شيرين على المستوى الشخصي ولم نلتقيها بعد ذلك ولا مرة..


ونروي القصة السابقة لنقول إن ما رأيناه كان كافيًا لندرك تلقائيتها وعفويتها رغم أو قبل ما تردد بعد ذلك عن تغيرات حدثت لها خصوصًا السنوات الخمس الماضية.. لكن يحق بعد أن تناولنا في مقال الأمس واقعة حفل الشارقة من الناحية الموضوعية علينا أن نناقشها اليوم من الناحية الشكلية ونشير لأهمية قراءة مقال الأمس لاستيعاب الصورة كلها.. ليس فقط للبحث عن إجابة عن سؤال عمن سرب شريط الحفل أو من فتش عنه أو سعى إليه أو من حمله لمن يستفيد منه حتى أنه عاد إلى تسجيلات قديمة.. وإنما أيضًا للتحذير ـ وهذا هو الأهم ـ من تداعيات ما جرى على الفن نفسه والوسط الفني كله الفترة المقبلة!

فهذا الانتشار الواسع لفيديو الواقعة والذي حقق انتشارًا قياسيًا لا يمكن أن يحدث إلا أن قامت أيدٍ محددة بالمساعدة في نشره على أوسع نطاق.. هذه الأيدي إما أنها تخدم شخصا ما على خلاف مع شيرين ويصفي حساباته معها.. أو طرفا آخر يريد إزاحتها من مكان ما أو من مكانة ما أو من حفلات قادمة.. وبالتالي فما جرى يؤكد ما تم تداوله منذ فترة وكانت المؤشرات تؤكده من استعانة عدد من الفنانين بلجان وكتائب إلكترونية من المفترض أنها تساعدهم في نشر أخبارهم والترويج لأعمالهم بطريقة أقرب إلى دور الـــ "ألتراس" لهم.. صحيح لكل منهم جمهوره الكبير لكن حتى هذا الجمهور أيضًا يحتاج إلى التوجيه ونخشى ـ جدًا ـ أن تكون الفكرة تمددت وتحولت لتصفية الحسابات والخلافات بين بعضهم..

ولذلك فربما تصاعدت حدة استخدام هذه الميليشيا الإلكترونية بكثافة الفترة المقبلة بعد الحملة الكبيرة للمصريين على شيرين.. وربما أشعلت كتائب إلكترونية لجهات معادية ومشبوهة هذه الحروب لتطول السمعة والحياة الخاصة لبعضهم سعيًا لتشويه وإرباك الفن المصري أحد أهم أعمدة القوى الناعمة المصرية!

الموضوع كبير ومهم.. ويحتاج إلى حكمة وإلى حكماء.. إما لوضع ميثاق شرف أو وضع ما يمنع تكرار ما جرى!
Advertisements
الجريدة الرسمية