رئيس التحرير
عصام كامل

الذبح الشرعي لشيرين!


أخطأت شيرين؟ نعم وبلا أي شك.. أساءت لبلدها خارج مصر؟ طبعًا وهذا ثابت بالصوت والصورة ولم تنكره هي نفسها.. هل من حق المصريين مهاجمتها على النحو الذي يجري؟ هذا حقهم المشروع.. يغيرون على وطنهم وهم من منحوا شيرين الشهرة والنجومية ومن حقهم معاقبتها عند الضرورة وعند الصدمة فيها ومنها!


هل نحن متفقون على السطور السابقة؟ نعم جدًا متفقون.. ما الذي تريد أن تقوله إذن؟ نقول: كيف لم نفعل مع من هم أخطر من شيرين مثلما فعلنا معها؟ وهل هناك من أساء إلى مصر أكثر من شيرين؟ طبعًا.. شيرين ابنة الحي الشعبي المحترم مصنع الشهامة ولكنها ابنة التعليم البسيط! من المحتمل أن تكون لها زلات لسان.. لكن ماذا فعلتم مع من يمجدون فترة الاحتلال الأجنبي لبلدكم؟ هل يمكن أن يحدث ذلك في دولة أخرى؟ بل أقل من ذلك بكثير.. هل يستطيع واحد مدح أو رفع شعار النازي في ألمانيا؟ ماذا فعلتم مع من أهان عرابي واعتبره مجرمًا وهو أول قائد شعبي وأول رمز عسكري مصر في العصر الحديث ومن يهينه يمدح فيمن خان عرابي ومن استدعى الاحتلال الأجنبي؟

صلاح الدين الأيوبي رمز عند الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها.. ما هو حالنا وحال مصر كلها عندما تتم إهانته أسبوعيا وبانتظام وعن تعمد ومع سبق الإصرار والترصد وليس بزلات لسان ولا بطريق الهزار السخيف وممن يحملون الشهادات العليا ومنها الدكتوراه وعلى شاشة مصرية؟! وكل ذلك في تحدٍ لمشاعر المصريين.. ماذا سيقول عنا غير المصريين؟ بل إن بيننا من طالب دول العالم بعدم انتخاب المرشحة المصرية في اليونسكو!

تآمر علني ولم نفعل معهم ما فعلناه في شيرين!!!

فمتى نفعل ما فعلتموه معها مع من يسرق أموالكم ويحتكر غذاءكم ويتلاعب في أسواقكم ويبيع لكم الأكل الحرام والطعام الفاسد بل يتاجر في أعضائكم؟ كثيرون من الفاسدين يشهرون سيوفهم ضدكم وضد دولتكم ويعلنون أنهم فوق القانون وفوق الجميع وأنهم سيحكمون الأسواق ومنها وفيها عدد من السلع المهمة ولم تستطيعوا التوحد ضدهم فمتى ستتوحدون ضدهم؟! ولم يعتذر واحد فيهم بل يزدادون تبجحًا وعنادًا!

لا تقل لي إن ما فعلته شيرين خطأ.. وأنه إهانه ببلدنا.. لأننا أصلا اعترفنا بكل ذلك.. وبدأنا به حديثنا.. إنما كي يكون ذبح شيرين شرعيًا يقتضي العدل أن تتحدوا ضد كل مزور لتاريخكم وكل مزيف لسيرة رموزكم.. وكل مهين لمسيرة أبطالكم.. وضد كل لص وكل مجرم يتسبب في آلام الفقراء وآلام الغلابة ويكتنز الأموال من دمائكم جميعًا!! وما أكثرهم!!
الجريدة الرسمية