رئيس التحرير
عصام كامل

يا صناع الدراما.. ترجموا أفكار الشباب في شرم الشيخ!


منتدى شباب العالم الذي عقد بشرم الشيخ كان فرصة قيمة لعرض تجارب الشباب ورؤاهم وأفكارهم حول التعليم وصناعة قادة المستقبل والاستثمار وغيرها وهي قطعًا أفكار تستحق التأمل والدراسة؛ لأنها ببساطة خارطة طريق لفهم قادة المستقبل وكيف سيكون العالم تحت قيادتهم.. وكم أرجو أن يتمعن صناع الدراما والسينما والإعلام في مصر فيما قاله شباب العالم في شرم الشيخ.. ولو فعلوا ذلك لأدركوا كم قصروا في حق هذا البلد، حتى تخلف الإعلام والفن عن ركب العصر وتخاذل عن أداء دوره في معركة الوجود مع الإرهاب والتطرف والجمود والفساد والتخلف والمرض والكسل والدجل والشعوذة والفهلوة والسلبية.. ربما لو اشتبكت هذه القوى الناعمة مع مثل هذه القضايا بضمير حي ويقظة وفهم لتغيرت الحياة من حولنا ولأصبحنا شعبًا أكثر وعيًا وإنتاجًا وإيجابية..


ولأدرك كل فرد فينا واجبه فأداه، فثمة حرب ضروس تتطلب التماسك والوحدة ولا تحتمل ما نراه من عبث وتخاذل وميوعة وإسفاف، كما أن ثمة فكرًا دينيًا في حاجة للتجديد، وأفكار متطرفة يلزمها التصحيح بأسانيد قوية تبدد سحب الظلام والتشدد التي غرق فيها بعض شبابنا فانحرفوا بلا وعي عن المسار، وانخرطوا بجهالة في جرائم الإرهاب.. ولم يكن مجديًا أن تترك المعركة لجهة واحدة تتولى المواجهة بل كان ينبغي أن تنخرط كل مؤسسات الدولة وقوى المجتمع المدني فيها كل بسلاحه وعتاده، فالأزهر والأوقاف ودعاتهما منبع الوسطية والاعتدال والحجج الساطعة ومؤسسات التعليم والثقافة والشباب والكتاب والمفكرين والأحزاب والأسرة..

الكل مدعو لترجمة أفكار الشباب في منتدى شرم الشيخ إلى واقع على الأرض.. فلم يعد مقبولًا تغييب الأمة عن قضاياها المصيرية وإغراقها في مسائل جدلية لا تقدم ولا تؤخر، ولم يعد مستساغًا أن يتصدر الساحة مطربون وراقصات ولاعبو كرة ليصبحوا " مُثٌلًا عليا" وقدوة لشبابنا، ولم يعد لائقًا إغراق المجتمع في مستنقع "الدجل والخرافة" التي تروجها بعض المنابر الإعلامية.. بينما يجري التعمية على دور علمائنا وسير حياتهم التي تقدم "قدوة حسنة" حقيقية تستحق المحاكاة والاستلهام بما قدموه من كفاح ونجاحات ورقي وتسامح ومنجزات أسهمت في إسعاد البشرية.
الجريدة الرسمية